لا يختلف اثنان على منزلة مصر في العالم العربي، فهي القلب النابض مكانة ومكاناً، أرض الكنانة، المتفردة بين كافة البلدان بتاريخها وجغرافيتها
لا يختلف اثنان على منزلة مصر في العالم العربي، فهي القلب النابض مكانة ومكاناً، أرض الكنانة، المتفردة بين كافة البلدان بتاريخها وجغرافيتها وطبيعتها وبجيشها وشعبها العظيم والذي يتصل نسباً وقلباً وعاطفة مع شعوب العرب قاطبة، وهي واسطة العقد بين محيطها بلا شك.
وبوجود دولة قوية مثل مصر تشتد عزيمة العرب وتقوى شوكتهم، حيث يدرك المتابع للتاريخ الحديث أن مواقف مصر المحروسة كانت ولا تزال مشرفة لا غبار عليها انطلاقاً من إيمانها الراسخ بضرورة الحفاظ على الأمن القومي العربي، بعيدا عن الإملاءات الخارجية، حيث دعمت أشقاءها في محنهم ودافعت عنهم وتصدت لأعدائهم فدخلت حروباً طاحنة مع إسرائيل دعماً للشعب الفلسطيني، وتعاملت بحزم مع الغزو ضد الكويت رفقة شقيقاتها في مجلس التعاون الخليجي، وتدخلت بوساطاتها في الخلافات العربية العربية وتصدت للإرهاب ولخطاب الكراهية، كل ذلك من دون أن يكون لها مطامع ومآرب أخرى.
إن التحديات التي تواجهها مصر ليست بمعزل عن باقي الأقطار العربية، والتحرك المصري تجاه الأوضاع في ليبيا يأتي لحماية البلد الذي مزقته الحرب الأهلية لسنوات.
إن دعم مصر والاستعانة بها هو أهم ما يمكن للعرب أن يقوموا به الآن، للحفاظ على أمنهم القومي، فها هي القوى المعادية تتحالف وتؤسس التكتلات متناسية خلافاتها، توحدها الكراهية القديمة للعرب والأطماع المتجددة في أرضهم وثروتهم الطبيعية، بهدف السيطرة على المقدرات وتفكيك النسيج الاجتماعي، ومصر لم تكن يوماً دولة غازية ولا طامعة، والتاريخ خير شاهد على ذلك، بل كانت ولا تزال حامية للسيادة العربية والكرامة العربية وإعادة التوازن مطلب حتمي لدحر المعتدين واستعادة المكانة الطبيعية والدور التاريخي على المستوى الإقليمي والدولي.
إن التحديات التي تواجهها مصر ليست بمعزل عن باقي الأقطار العربية، والتحرك المصري تجاه الأوضاع في ليبيا يأتي لحماية البلد الذي مزقته الحرب الأهلية لسنوات، مع استمرار المحاولات السياسية حتى لا ينقسم البلد الشقيق إلى دولتين أو ربما أكثر ولا يكون حاضناً للجماعات الإرهابية من جنسيات متعددة، مع استمرار التدخلات العسكرية بالعتاد والسلاح والمقاتلين.
ختاماً وفي ظل هذه الظروف فإن زمام المبادرة التي أخذتها مصر يجب أن تستغل بشكل يعيد الحياة إلى العملية السياسية بعد إقرار وقف إطلاق النار، والتفاوض على تسوية هذا الصراع حتى تعود ليبيا آمنة مطمئنة وينعكس ذلك على جوارها العربي كما أشار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطابه حين قال إن مصر سعت على مدار ما يقرب من عقد كامل بالتحذير من مخاطر وتهديدات تصاعد الأزمة الليبية وكان ولا يزال الحرص المصري منذ البداية على دعم كافة جهود التوصل لتسوية شاملة وسرعة استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا باعتباره جزءا لا يتجزأ من الأمن والاستقرار المصري.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة