نحن نحتاج للهدوء حتى نستطيع أن نفكر بطريقة صحيحة حيال ما خلفه كورونا ونواجهه، ونحول الألم لأمل والخسارة لاستثمار
حان للإنسان أن يهدأ بعد أن عاش أشهرا من القلق والخوف والترقب، ومنهم من عاش حالة من التشاؤم والاكتئاب جراء جائحة "كوفيد-19".
فالإنسان يحتاج للهدوء وبرمجة نفسه بعد كل الذي أصابه من هلع وخوف وجزع، وأولى تلك الخطوات أن يهتم بذاته و بكل ما يحيط به، بعد أن أصبحت لديه حصيلة لا بأس بها من الثقافة حول الوقاية من هذا الوباء، و أن يأخذ الإنسان قراره في التعامل مع فيروس (كوفيد-19) و يحافظ على نفسه و المحيطين به، و يعتني بصحته و سلامته دون طلب أو رقيب من أية جهة مع مراعاة القوانين.
إن جائحة كورونا رغم آلامها و خسائرها إلاّ أنها جاءت ببعض الإيجابيات للبعض، فعلى الإنسان أو مجموعة من الناس أن يجعلوا بعض الاكتشافات التي اكتشفوها أثناء الحجر و المكوث في منازلهم أسلوب حياة جديدا، لا سيما و إن في معظمها فيها راحة للبال أكثر مما كنّا نظنه قبل أن يجبرنا كورونا على الضغط على مكابح حياتنا لنكتشف حياة أفضل مع البيئة المحيطة بِنا.
نحن نحتاج للهدوء حتى نستطيع أن نفكر بطريقة صحيحة حيال ما خلفه كورونا ونواجهه، ونحول الألم لأمل والخسارة لاستثمار.
نحن نحتاج للهدوء حتى نستطيع أن نفكر بطريقة صحيحة حيال ما خلفه كورونا و نواجهه، و نحول الألم لأمل و الخسارة لاستثمار و المحنة لمنحة و هذه ليست شعارات، فإذا نظرنا لقصص من سبقونا فسنجد الكثير من العبر التي يمكن أن نستفيد منها سواء على مستوى الأفراد أو الشركات أو حتى الدول.
وعلينا أن نهدأ بعد أن أرهقنا أنفسنا و نحن نحاول أن نتتبع مصدر الوباء، حتى صرنا أمام مجموعة من الاتهامات التي بدأت لطائر الخفاش و من ثم اتهمت الدول بعضها البعض ،و الآن بدأنا نقرأ عن تورط شخصيات في هذه الجائحة، فحتى نستمر في القلق و البحث فهناك اتهامات و فبركات و سيناريوهات و إشاعات في الطريق إلينا حتى تضيع الحقيقة و يصعب الوصول لمصدر الفايروس إلا بعد سنوات.
وعندما أُمَنّي نفسي بالهدوء ليس من باب تضييق الثقافة على نفسي و الناس، و لكن حتى لا يتم استخدام البعض منا في مثل هذه الصراعات التي يريدون أن يقحموننا فيها لنكون جزءا منها، و نحن كل ما نرجوه أن لا نكون أدوات و سلعة في صراع من يتهمون بعضهم البعض بأنهم السبب في هذه الكارثة الإنسانية، و كل ما نتمناه أن يبعدونا عن صراعاتهم و يجعلونا نعيش بأمن و صحة و سلام.
الهدوء أصبح مطلباً أساسياً و هو ليس رغبة بالكسل، فمنذ انتشار جائحة كورونا و نحن نعيش حالة من التوتر وما أن نقرأ خبراً عن اكتشاف دواء و قبل أن نقلب الصفحة فإذا بخبر آخر ينفي ذلك، و إذا سمعنا عن موعد للحصول على الدواء فمصادر إعلامية أخرى تنقل لنا عددا من المواعيد المختلفة، و إذا خرج علينا من ينصحنا بالأدوية الشعبية تأتي تقارير لتحذرنا منه حتى تلاطمت بِنَا الأمواج و لم نصل إلى حل، فلهذا نحن بحاجة إلى إعادة برمجة أنفسنا لنعيد ترتيب أفكارنا بصورة هادئة بعد تعرضنا لموجات و عواصف من الأخبار و الآراء التي أثرت على أعصابنا و صفاء أذهاننا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة