رئيس وزراء الهند في مصر.. أجندة حافلة بالملفات وشراكة سريعة التطور

في أول زيارة دولة لرئيس وزراء هندي لمصر منذ عام 1997، هبطت طائرة ناريندرا مودي في العاصمة المصرية القاهرة يوم السبت، في رحلة تؤكد العلاقات المتنامية بين البلدين.

زيارة رسمية تستغرق يومين، تأتي بعد ستة أشهر من حضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عرض يوم الجمهورية في الهند كضيف رسمي.

فكيف كان اليوم الأول من الزيارة؟

كان في استقبال مودي رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، وتفقد الاثنان حرس الشرف واستمعا إلى النشيد الوطني، لينتقل رئيس الوزراء الهندي إلى "تويتر"، مغردا.

ووجه رئيس الوزراء الهندي رسالة إلى نظيره المصري، قائلا عبر حسابه الرسمي بـ"تويتر": أشكر رئيس الوزراء مصطفى مدبولي على اللفتة الخاصة بالترحيب بي في المطار، أتمنى أن تزدهر العلاقات الهندية المصرية بما يحقق النفع الشعبي لأمتينا.

وعن رحلته لمصر، قال مودي إنني على ثقة بأن هذه الزيارة ستسهم في تعزيز علاقات الهند مع مصر، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى المحادثات مع الرئيس المصري، والمشاركة في الفعاليات الأخرى.

وبعد لقائه نظيره المصري عقد رئيس الوزراء الهندي اجتماعاً مع أبناء الجالية الهندية في مصر، قائلا عنه في تغريدة عبر حسابه بـ"تويتر": تأثرت بشدة بالترحيب الحار من جانب أبناء الجالية الهندية في مصر، إن دعمهم وعاطفتهم يجسدان حقاً الروابط الخالدة بين دولنا.

وأضاف: "كان من الأمر الملفت كذلك ارتداء أبناء مصر الأزياء الهندية، إن الأمر يمثل حقا احتفاء بروابطنا الثقافية المشتركة".

بعدها التقى رئيس الوزراء الهندي أعضاء الوحدة الخاصة بالهند التي أنشأتها القاهرة في مجلس الوزراء المصري، قائلا عن ذلك الاجتماع إن "إنشاء وحدة خاصة بالهند في مجلس الوزراء المصري يشير إلى الأولوية الممنوحة للعلاقات الهندية-المصرية.

وأضاف: "التقيت في القاهرة أعضاء هذه الوحدة، وحضر الاجتماع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي والوزراء الموقرون".

وفي اليوم الأول من زيارته لمصر التقى رئيس الوزراء الهندي -كذلك- الرئيس التنفيذي لشركة حسن علام في مصر حسن علام، التي تعد أحد أكبر وأهم شركات المقاولات في مصر والشرق الأوسط.

وعن ذلك الاجتماع، قال مودي عبر "تويتر": "كان اللقاء مثمرا.. ناقشنا موضوعات متعلقة بالاقتصاد والاستثمارات، استمتعت حقا بسماع شغفه بالحفاظ على التراث الثقافي في مصر".

وفي ختام اجتماعات اليوم الأول التقى رئيس الوزراء الهندي مفتي مصر شوقي علام، لإجراء "مناقشات ثرية حول العلاقات بين الهند ومصر، ولا سيما الروابط الثقافية والعلاقات على مستوى شعبي البلدين"، حسب تغريدة نشرها مودي عبر حسابه بـ"تويتر".

وقال أريندام باجي، المتحدث باسم وزارة الشؤون الخارجية الهندية، إن مودي ناقش أيضًا موضوع "مكافحة التطرف والراديكالية" مع مفتي مصر شوقي علام.

اليوم الثاني من الزيارة

ومن المقرر أن يجري مودي محادثات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الأحد، كما سيوقع البلدان مجموعة من المذكرات تهدف إلى توطيد العلاقات بينهما.

وفي يناير/كانون الثاني، اتفق السيسي ومودي على تدابير لزيادة التجارة الثنائية في خمس سنوات إلى 12 مليار دولار، ارتفاعا من 7.3 مليار دولار في 2021-22.

وخلال زيارة السيسي، وقع البلدان اتفاقيات حول توسيع التعاون في مجال الأمن السيبراني، وتكنولوجيا المعلومات، والثقافة، والبث الإذاعي.

وقال مودي في بيان مغادرته في نيودلهي يوم الثلاثاء، قبل وصوله إلى الولايات المتحدة في أول زيارة دولة له: "أنا متحمس للقيام بزيارة دولة لدولة قريبة وودية لأول مرة"، في إشارة إلى مصر، مضيفاً "كان من دواعي سرورنا أن نستقبل الرئيس السيسي كضيف رئيسي في احتفالاتنا بعيد الجمهورية هذا العام".

وقال مودي إن هاتين الزيارتين في غضون أشهر قليلة "انعكاس لشراكتنا سريعة التطور" مع مصر، والتي ارتقت إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية" خلال زيارة الرئيس السيسي.

وتابع: "أتطلع إلى مناقشاتي مع الرئيس السيسي وكبار أعضاء الحكومة المصرية لإعطاء زخم إضافي لشراكتنا الحضارية ومتعددة الأوجه".

وسيزور يوم الأحد، مسجد الحاكم بأمر الله التاريخي في القاهرة، والذي تم تجديده مؤخراً بمساعدة مجتمع الداوودي البهرة في الهند، ومن المقرر أيضاً أن يزور نصب عدن التذكاري في مقابر الكومنولث في هليوبوليس، لتكريم الجنود الهنود الذين قاتلوا في الحرب العالمية الأولى.

ما أهمية الهند لمصر؟

تقول شبكة "سي بي سي" نيوز الأمريكية إن الهند هي واحدة من أكبر خمسة مستوردين للمنتجات المصرية، بما في ذلك النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والملح والقطن والمواد الكيميائية غير العضوية والبذور الزيتية.

وتشمل الصادرات الهندية الرئيسية إلى مصر: البن والأعشاب والتبغ والعدس وقطع غيار السيارات والسفن والقوارب والآلات الكهربائية.

واستثمرت أكثر من 50 شركة هندية حوالي 3.15 مليار دولار في الاقتصاد المصري، بما في ذلك المواد الكيميائية والطاقة والمنسوجات والملابس والأعمال الزراعية والبيع بالتجزئة، وفقاً لوزارة الشؤون الخارجية الهندية.

ويقول سفير الهند في مصر أجيت غوبتيه إن العلاقات بين نيودلهي والقاهرة متعددة الأوجه، مشيراً إلى أنه تم الدفع بها قدما إلى مستوى "شراكة استراتيجية" هذا العام.

وأكد أن العلاقات الثنائية ستتلقى مزيداً من الزخم مع أول زيارة دولة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي لهذه الدولة الرئيسية في الشرق الأوسط، مضيفا "هذه الزيارة مناسبة تاريخية للغاية لأن آخر زيارة ثنائية لرئيس وزراء هندي تعود إلى عام 1997".

وبحسب الدبلوماسي الهندي، فإنه في العامين الماضيين نما "تعاوننا الدفاعي، ويسعدني أن أشير إلى أن 30 وفدا دفاعا هنديا قد زاروا مصر في خلال العامين الماضيين، بينما توجهت سبعة وفود دفاعية من مصر إلى الهند"، مضيفًا: "لأول مرة على الإطلاق، كانت هناك تدريبات مشتركة بين الطائرات المقاتلة للقوات الجوية الهندية ومصر".

وحول دعوة مصر كدولة ضيفة على مجموعة العشرين، قال غوبتيه: "لقد قمنا بدعوة تسع دول، ومصر واحدة منها، إن مصر هي الدولة العربية الأكثر اكتظاظاً بالسكان وتقع في مكان استراتيجي للغاية".

وتابع: "لها تأثير كبير في العالم العربي. وبالتالي فإن مصر هي لاعب إقليمي مهم للغاية وتعكس تطلعات الدول النامية، لذلك نشعر أن مشاركة مصر في مجموعة العشرين ستكون مفيدة للغاية".