خبراء عن هجوم الإسماعيلية: شهادة تخبط الإرهاب في مصر
محاولة إرهابية يائسة لإعلان الوجود تستهدف حاجزا أمنيا بالإسماعيلية المصرية تكشف عن تخبط فشلت الدعاية أو "البروباغندا" في تغطيته.
ومساء الجمعة، قُتل 3 عناصر من الشرطة المصرية وأصيب 4 أشخاص بينهم ضابط شرطة، في هجوم يرجح أنه إرهابي، استهدف حاجزا أمنيا في مدينة الإسماعيلية شمال شرق العاصمة القاهرة، بحسب مصادر أمنية وطبية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر أمنية قولها إن سيارتين اقتربتا من الحاجز الأمني المقام في حي السلام السكني، ونزل منهما شخصان يحمل كل منهما سلاحا آليا وأطلقا النار باتجاه عناصر الأمن.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر الشرطة ردت على المهاجمين فقتلت أحدهما وأصيب الآخر لكنه تمكن من الفرار.
وتواصل الأجهزة الأمنية بالإسماعيلية ملاحقة منفذي الهجوم، وقامت بتمشيط المنطقة للبحث عن باقي الجناة الذين فروا للمناطق الصحراوية المتاخمة، فيما تم إغلاق مداخل ومخارج المحافظة.
عنوان تخبط
في قراءة للعملية، يرى هشام النجار الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، أنه رغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الحادث إلا أن أصابع الاتهام تشير إلى أن الفاعل هم بقايا تنظيم داعش الإرهابي.
ويقول النجار، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "تصدي قوات الأمن للهجوم الإرهابي يعني أن التنظيم في مصر يعاني من الفشل والإحباط وهذه العملية جاءت تعبيرا عن حالة الهزيمة في سيناء".
وأضاف أن "طبيعة العملية تؤكد عشوائية التنفيذ وضعف قدرات داعش بالمقارنة بعملياتهم في السابق"، لافتًا إلى أنه "رغم وقوع ضحايا إلا أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة".
ووفق الخبير، فإن توقيت العملية جاء كمحاولة من فلول التنظيم لإثبات أنهم جديرون بالاهتمام من قبل قيادة داعش الجديدة ويأملون بالحصول على تمويل يضعهم على الخريطة مرة ثانية حتى يلحقوا بباقي التنظيمات التي تشهد صحوة كما في سوريا والعراق".
ومستدركا: "لكن فشل العملية يؤكد أن التنظيم محاصر داخل مصر ويلجأ فقط لعملية استعراضية خاطفة عشوائية بدون إعداد جيد ولا تدريب ليعوض خسارته وليتغلب على مشاكله الداخلية".
بروباغندا
بالنسبة للنجار دائما، فإن "اختيار الإسماعيلية كهدف يعود بالأساس لوجود خلايا نائمة تم استدعاؤها لتنفيذ العملية بهدف توسيع نطاق المواجهات لتخفيف الضغوط عن سيناء التي باتت تحت السيطرة الأمنية وأحرز الجيش فيها انتصارات الكبيرة على التنظيم التكفيري المسلح".
من جانبه، يرجح عمرو فاروق الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، أن يكون منفذو العملية الفاشلة في الإسماعيلية هم من فلول تنظيم داعش الفارين من الملاحقات في سيناء والذين فقدوا تمركزهم وأرادوا تنفيذ عملية دعائية وإعلان بيعة لـ"الأمير الجديد".
ويقول فاروق لـ"العين الإخبارية"، إن "القراءة الصحيحة للعملية تستلزم قراءة موقف تنظيم داعش أو ولاية سيناء في مصر، لفهم كيف ولماذا قاموا بتلك العملية".
وأوضح أن "الهزيمة التي لاحقت تنظيم داعش في سيناء أضعفت قدراته وأفقدته تمركزه وتموضعه، فلجأ للقيام بعملية خاطفة ليستعيد بريقه ولتكون أيضًا بيعة عملية لأمير داعش الجديد".
وأشار إلى أن اختيار التوقيت قبل أعياد رأس السنة لإحراج الدولة المصرية ولضرب الموسم السياحي الشتوي، وهو أحد أغراض العملية، مؤكدا أن "هذه العملية يقف وراءها راع خارجياً خطط لها، ولولا يقظة رجال الأمن لكان الضحايا بالعشرات".
وحول احتمال أن يستعيد داعش قدراته من جديد في سيناء، أكد فاروق استحالة ذلك، "فالتنظيم التكفيري المسلح لم يعد يمتلك أي من قدراته السابقة، ولم تعد له تمركزات في سيناء، ولم يعد يمتلك أسلحة نوعية مختلفة، كما لم يعد قادرا على ممارسة أي من نشاطاته على الأرض".
إضافة إلى أن العمليات التي تمت خلال الفترة من 2020 وحتى الآن قام بها أفراد غير مؤهلين"، يتابع الخبير، "مما يعني أن التنظيم لم يعد لديه رافدًا من المنضمين الجدد، ولم يعد لديه قادة ميدانيين ولا مدربين ولا خبراء".
واعتبر أن كل ما يملكه التنظيم حاليا "بعض الأسلحة البدائية ومحلية الصنع، وعناصر فارة يتملكها الذعر من إلقاء القبض عليهم فلجأوا للخيار الأخير وهو الموت يأسًا بعد القيام بعملية منخفضة التكاليف".
"البرغوث والأسد"
أما عمر عبد المنعم، الكاتب والباحث في الإسلام السياسي، فيعتبر أن الهدف الأول للعملية الغادرة يكمن في محاولة إحراج الدولة المصرية، والفاعل هم تنظيم داعش، حتى لو لم يعلن مسؤوليته عن العملية فبصمات التنظيم التكفيري واضحة.
ويقول عبد المنعم لـ"العين الإخبارية"، إن "تنظيم داعش بعد هزيمته في سيناء يحتاج إلى عملية لرفع الروح المعنوية والتخفيف من الضغوط الأمنية على التنظيم سواء في الداخل أو الخارج حتى تتمكن عناصره من استعادة قدراتها الهجومية".
وأشار إلى أن داعش يعاني خارجيًا في مقر التنظيم سواء بسوريا أو العراق بعد مقتل زعيمين له، مما أجبر التنظيم على عقد بيعة المجاهيل (أي أمراء مجهولين لباقي فروع التنظيم) لهذا كانت العملية تنفيسًا عن حالة الهزيمة".
ووفق عبد المنعم، فإن اختيار داعش لحاجز أمني واستهداف رجال الأمن يعني افتقادهم لقدراتهم الهجومية السابقة، أو لمنفذ انتحاري، وهي عملية يائسة بشكل واضح كشفت عما وصل إليه التنظيم من ضعف".
وأوضح أن التنظيم يحاول وضع نفسه على خريطة التنظيمات من جديد بسياسة حرب العصابات مستخدمي تكتيك ما يعرف بحرب "البرغوث والأسد" التي تقوم على فكرة أنه من الممكن لقوة صغيرة في حجم البرغوث أن تمنع نوم أسد بكل قوته، عبر علميات قرص صغيرة لكن مزعجة.
ويؤكد عبد المنعم أن اصطياد الأمن لأحد منفذي العملية سيعجل بإلقاء القبض على الآخرين وتصفية باقي الفلول المختبئين في المحافظات المجاورة لسيناء.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg جزيرة ام اند امز