خبراء يستشرفون لـ"العين الإخبارية" مستقبل الإخوان في 2023
عانى تنظيم الإخوان الإرهابي عام 2022، من توالي الإخفاقات والخسائر والانقسامات، في "ضربات قاسمة"، وضعته على طريق الزوال.
وما بين تعمق انقسام الجماعة ببروز جناح ثالث؛ "تيار التغيير"، مرورا بالتحول في العلاقات المصرية التركية عقب "المصافحة التاريخية" بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان في الدوحة، ثم وفاة إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد، مر عام 2022 على تنظيم الإخوان في مصر.
الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قال لـ"العين الإخبارية"، إن 2022 عام استمرار انقسام تنظيم الإخوان، وضعف فاعليته وتأثيره، مع استمرار غياب المراجعات، أو النقد الذاتي الذي أصبح سمة عامة للجماعة منذ تأسيسها.
وأكد الشوبكي أن ما يحدث لتنظيم الإخوان، امتداد لما حدث في 2013، وهو استمرار المسار السيئ والفشل التنظيمي والسياسي للإخوان، دون أن تمتلك الجماعة الرغبة، أو القدرة على الوقوف على الأخطاء وتقديم مراجعة نقدية.
وأشار الشوبكي إلى أن الانقسام الحالي في التنظيم لـ 3 جبهات سيستمر في العام الجديد، دون أن تتمكن جبهة من الهيمنة والسيطرة على مقاليد الجماعة، ولن تستطيع أيضا أي جبهة من إعادتها إلى التأثير في المجال العام مرة أخرى.
وأوضح الخبير بمركز الأهرام أن أزمة تنظيم الإخوان هذه المرة هيكلية وغير مسبوقة، لحد إصابتها بالشلل، مشيرا إلى أن الخلافات بين الجبهات المختلفة عميقة وتطول الجانب الأخلاقي.
تقارب مصري قطري
ورغم فداحة الخسائر التي لحقت بتنظيم الإخوان الإرهابي خلال عام 2022 وما مر به من تخبط رأى الدكتور هشام النجار الخبير في شؤون حركات الإسلام السياسي أن عام 2013 يظل العام الأصعب على الجماعة، بعد عزلها عن السلطة في مصر ما أدى لتوالي أزماتها في كل دول المنطقة بل طالت حضورها في أوروبا.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": ثم يأتي بعد ذلك عام المصالحة الخليجية القطرية، وما تبعه من تقارب مصري قطري ثم بعد ذلك هذا العام 2022، الذي شهد تحولا في العلاقات المصرية التركية، والمصافحة التاريخية بين الرئيسين المصري والتركي، علاوة على تعمق أزمة انقسامات الجماعة وتشعبها ببروز جناح ثالث هو جناح الكماليين، نسبة إلى القيادي الإخوان محمد كمال الذي قتل عام 2016، في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن المصرية.
وشهد عام 2022، دخول "التيار الثالث" على خط الصراع الدائر بين جبهتي لندن (أتباع إبراهيم منير) وإسطنبول بقيادة محمود حسين ، وهو ما عمق حالة التشظي التي تعيشها الجماعة الإرهابية .
وعقد "التيار الثالث"، أو ما يسمى "تيار التغيير"، وهو الجبهة الثالثة في تنظيم الإخوان، منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في تركيا، اجتماعا مثيرا، في تطورات أزمة تشظي الجماعة، والانقسام الذي يعيشه التنظيم، إضافة إلى خطط التنظيم الإرهابي القادمة.
ومنذ تأسيسه من قبل أتباع محمد كمال، اختار "التيار" قيادة جناح العنف داخل "الجماعة"، حيث انبثقت عنه حركة "حسم" الإرهابية المسؤولة عن عدد من العمليات الإرهابية داخل مصر، خاصة ضد قوات ورجال الأمن.
وأشار النجار إلى وفاة القائم بأعمال المرشد العام للتنظيم إبراهيم منير أحد أبرز قادة الجماعة في الخارج، معتبرا أن رحيله خسارة للجماعة، بالنظر إلى قدراته التنظيمية وعلاقاته بأجهزة خارجية، وهو ما ساعد في مواصلة التنظيم الدولي بعض نشاطه من الخارج ممتصا الضربات التي تلقاها في مصر والمنطقة العربية، وإلى جانب إجادته المناورة والمراوغة بعرض التراجع والمصالحة سعيا للانحناء للعاصفة، والتراجع خطوات للوراء لإنقاذ الجماعة وإعادة بنائها من جديد.
انهيار التنظيم
وقال مراقبون إن جماعة الإخوان، تتجه نحو مزيد من الانهيار والتشظي التنظيمي، إثر وفاة إبراهيم منير، واحتدام الخلافات على المستوى الداخلي وتصاعد الانشقاقات على مستوى الأعضاء.
ووفقا لمصادر خاصة، تعتزم جبهة لندن تعيين القيادي في تنظيم سيد قطب، صلاح عبدالحق قائمًا بأعمال المرشد العام، خلفا لإبراهيم منير كـشخصية توافقية، داخل جبهة لندن، بين الأجنحة المتصارعة؛ محيي الدين الزايط، وحلمي الجزار.
وقال الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، إن اختيار عبد الحق جاء بناء على وصية إبراهيم منير، مضيفا في حديث لـ"العين الإخبارية" أن تعيين صلاح عبد الحق قائما بأعمال المرشد جاء وفق وصية منير قبل وفاته التي تم فتحها في وجود أعضاء مجلس شورى الإخوان في جبهة لندن واللجنة الإدارية العليا.
وإزاء عدم تولي عبد الحق أي منصب إداري أو موقع تنظيمي داخل الجماعة من قبل، أكد أديب أن الجماعة ستنقسم بشكل أكبر من ذي قبل، خاصة جبهة لندن.
وفي المقابل، كانت جبهة الإخوان في إسطنبول قد أعلنت تعيين قائدها محمود حسين قائماً بأعمال المرشد، يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني في خطوة اعتبرها مراقبون ستشعل حرباً جديدة بين الجبهات الإخوانية المتناحرة منذ سنوات على المناصب القيادية ومصادر التمويل داخل الجماعة، وستعزز الصراعات داخل التنظيم.
وإزاء تلك التطورات، بإعلان (جبهة إسطنبول) تعيين محمود حسين، قائما بأعمال المرشد، وأنباء تعيين المعسكر المناوئ في لندن؛ لصلاح عبد الحق، يكون التنظيم وبنهاية العام قد أصبح له قائمان بأعمال المرشد، واحد في (لندن) والثاني في (إسطنبول)، ولكل منهما متحدث إعلامي ومجلس شورى، علاوة على بروز جبهة ثالثة (تيار التغيير) في تركيا، وهو ما سوف يعمق الخلافات داخل التنظيم بشكل أكبر.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز