خريطة مشبوهة عرضها جنوب أفريقي بتونس تثير الغضب في مصر
مسؤول مصري أكد أن بلاده ستتقدم إلى الاتحاد الأفريقي للتحقيق في واقعة الخريطة المشبوهة.
أثار استخدام محاضر من جنوب أفريقيا، لخريطة مشبوهة، خلال مشاركته بمنتدى مهارات الشباب الأفريقي الذي استضافته تونس، حالة من الغضب في مصر، وسط دعوات بالتحقيق في الواقعة.
وكان مشارك من جنوب أفريقيا يلقي محاضرته عن مستقبل المهارات المطلوبة لسوق العمل، خلال المنتدى الذي بدأ أعماله الأربعاء الماضي، قبل أن يستوقفه ممثل مصر في المنتدى حينما لاحظ أن الخريطة التي عرضها الباحث تحمل عبارة "ستعلن إسرائيل في عام 2020" في موقع مصر.
وأوقف أحمد الجيوشي نائب الوزير للتعليم الفني، ذلك الشخص عن الحديث قائلاً: "لقد وضعت في الخريطة بدلاً من مصر اسم عبارة إسرائيل تُعلن في 2020.. هذا غير مقبول، وعليك أن تحذفها فوراً".
ولكن تدخّل أحد المشاركين في إدارة الجلسة مهونًا من الأمر، وقال إن الخريطة ليست موضوع المنتدى، غير أن المسؤول المصري أصر على إما تغيير الخريطة وإما أن ينسحب من الجلسة، فأجاب عليه المنظم بأنه سيكون "سعيداً" لو انسحب.
فوجه المسؤول المصري حديثه إلى وزير التعليم التونسي باعتباره ممثلاً للدولة المضيفة، متسائلاً: "هل تريد أنت أيضاً أن أنسحب؟ أم أن يتم حذف الخريطة؟"، فأجاب الوزير بأنه يطالب هو أيضاً بحذف الخريطة، خاصة أن طريقة عرضها ليست مقبولة، وقوبل هذا بتصفيق من القاعة.
وصرح الجيوشي لصحف مصرية بعد الواقعة بأن بلاده ستتقدم إلى الاتحاد الأفريقي للتحقيق في واقعة الخريطة المشبوهة.
وتجاوب الموقف الرسمي المصري مع حالة الغضب التي حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب نشطاء بتحقيقات واسعة في الواقعة، مشيرين إلى أن عرض الخريطة بهذا الشكل يصعب أن يكون أمرا عشوائيا، خاصة في ضوء أن عدداً آخر من البلدان تم محو اسمها وكتابة أسماء أخرى بدلا منها.
وكانت إسرائيل قد قامت بدراسة شاملة لوضع تصورات عن حال إسرائيل بعد ربع قرن، أي حتى عام 2020، واشترك في الدراسة 250 خبيراً فنياً من كبار المهنيين، وممثلون لـ10 وزارات رئيسية، بينها الجيش، والمخابرات، والوكالة اليهودية، وسلطة المياة ودائرة أراضي إسرائيل، إضافة إلى خبراء من دول أجنبية هي أيرلندا والدنمارك وبريطانيا والسويد واليابان وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة.
خطة إسرائيلية منذ 1994
وربما تعود الخريطة التي عرضت في المنتدى لتلك الدراسة التي وضعتها إسرائيل عام 1994 تحت عنوان "خطة إسرائيل لعام 2020".
وتضمنت تلك الخطة ما تأمله إسرائيل لنفسها فيما يخص مساحة الأراضي التي تسيطر عليها، ومستقبل القدس، ومستواها الاقتصادي والعلمي على المستوى العالمي، وعلاقاتها بالدول المجاورة في إطار عملية السلام، وكيفية الاستفادة القصوى من هذا السلام بالتوغل داخل تلك البلدان.
وأصدر الدراسة معهد "صمويل نيمان"، التابع لمعهد التخنيون في حيفا، وصدرت في 18 مجلداً عام 1997 مدعمة بالجداول والخرائط والرسوم، وقام بترجمتها مركز الدراسات العربية في بيروت.
وحول ما يخص الأراضي التي تحلم إسرائيل بالسيطرة عليها اعتمدت الخطة بقاء الجولان تحت الاحتلال، والضفة وغزة تحت نوع من الحكم الذاتي، وتبقى الحدود مفتوحة مع الدول العربية.