هل تنجح جهود الوساطة لاحتواء التصعيد بالقدس؟.. خبراء يجيبون لـ"العين الإخبارية"
تجري جهود الوساطة في احتواء التصعيد بالقدس على قدم وساق، وسط ترقب لمصير هذه الجهود وما تفضي إليه خلال الساعات المقبلة.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة ومعها دول أخرى في المنطقة، تعتمد في المقام الأول على دورها كوسيط مؤهل ومقبول، تم اختباره مسبقا خلال أي تصعيد في القدس.
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أكد البيت الأبيض، الأربعاء، إجراء مباحثات مع مسؤولين من مصر ودول أخرى في المنطقة بهدف خفض التصعيد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال مسؤول أمريكي، في تصريحات صحفية، إن "مصر لديها مصلحة كالولايات المتحدة تماما في الدعوة لوقف التصعيد".
وكان دبلوماسي غربي كشف عن وصول مبعوث أمريكي إلى إسرائيل وفلسطين خلال اليومين المقبلين، للمساهمة في جهود التهدئة بين الطرفين.
وقال الدبلوماسي لـ"العين الإخبارية" مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن هادي عمرو، نائب مساعد وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون الفلسطينية والأمريكية، سيلتقي مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.
وإلى جانب الجهود المصرية الأمريكية، دعت موسكو، مساء الأربعاء، إلى عقد اجتماع عاجل للجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس في موسكو، إنّ "المهمة الأكثر إلحاحا تتمثّل في عقد اجتماع للّجنة الرباعية للوسطاء الدوليين، روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
جهود مبكرة ووساطة مقبولة
ويقول الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عماد جاد إنه بالرغم من أن جهود الوساطة التي تقوم بها القاهرة وواشنطن وروسيا جهود مهمة جدا لوقف تبادل إطلاق الصواريخ، لكنها مبكرة جدا، لأسباب عدة تتعلق بطبيعة التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني هذه المرة.
وزاد موضحا: "لأول مرة منذ إقامة إسرائيل، تكون الإصابات في العمق الإسرائيلي وفي غرب المدن الإسرائيلية، هذا في رأي سيدفع نتنياهو نحو السعي للانتقام كي يصور للرأي العام الإسرائيلي أنه قادر على حماية الأمن".
وأضاف المحلل السياسي : "لو أن الأمر توقف عند ما حدث في حي الشيخ جراح، لكان العالم أدان إسرائيل ووقف مع الشعب الفلسطيني، لكن تطور الأمر وصولا لإطلاق كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صواريخ باتجاه بلدة ديمونا تسبب في ضغوط شديدة على الحكومة الإسرائيلية التي ترى أن وقف التصعيد الآن يعني الهزيمة".
واستطرد:" وبالتالي من مصلحة نتنياهو وفق رؤيته أن يدفع أهل غزة الثمن، بسبب ممارسات حركتي حماس والجهاد".
وربط "جاد" بين تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ووتيرة التصعيد خلال الأيام المقبلة، قائلا: هذه التصريحات ما هي إلا رسالة لإسرائيل تكسبها مزيد من الوقت للرد بضربات شديدة تستهدف بها حماس والجهاد، وتدمر قطاع أكبر من البنية التحتية المتمقلة في الأبراج المدنية في قطاع غزة.
ويرى الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن جهود الولايات المتحدة والقاهرة ستفضي إلى هدنة في نهاية المطاف، لكن السؤال يبقى متى؟.
وتوقع "جاد" استمرار التصعيد المتبادل لمدة أيام قليلة ثم تحدث الهدنة بفضل جهود الوساطة المؤهلة والمقبولة كما حدث في التصعيد بين الجانبين عام 2014.
تصعيد إسرائيلي متوقع
أما المحلل السياسي مايكل مورجان، فقال لـ"العين الإخبارية" إن "أقرب سيناريو محتمل هو التفاوض مبدئيا في وقف تبادل اطلاق النيران و الصواريخ من جانب غزه كما يستم محاوله التفاهم بشأن حي الشيخ الجراح في الأسابيع القليلة القادمة".
ومتفقا مع "جاد"، استطرد مورجان: لكن من الواضح أن إسرائيل تصر علي التصعيد ولا تسعى للهدنة بأي شكل من الأشكال، ولذلك تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولاتها استخدام دور مصر القيادي في المنطقة.
وأضاف:" أعتقد أن التدخل المصري سوف يكون هام جدا في تهدئة الأوضاع و معالجة ملفات أخرى بالتزامن مع هذا الملف و لكن الأمر سيتطلب مزيدا من الوقت و دعما عربيا من دول الجوار و جهودا دبلوماسية من الخارجيه المصرية".
وتابع أن "الوضع معقد بشكل كبير.. الإسرائيليون يرون أن الهدنة تعني عدم التقدم في سياسة المستوطنات والتهجير وبالتالي هذا ليس مكسب لهم على الأرض، وعلى الجانب الآخر اقتراب موعد الانتخابات الإسرائيلية لها عامل قوي في هذا التصعيد حيث يحاول نتنياهو خلق حاله من الطواراىء والحرب للتركيز عليها ومحاولة توحيد الصف الإسرائيلي بما في ذلك المعارضة".
عامل ثالث، أشار إليه الخبير السياسي مايكل مورجان، وهو إدراك الجانب الإسرائيلي أنه "لن يستفيد شيئا من الإدارة الأمريكية الحالية بخلاف إدارة ترامب، وبالتالي التفاوض والسلام بالنسبة لإسرائيل لا يعني مكسبا مثل القوة والعنف".
تهدئة لصالح الجميع
بدوره، أعرب السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق عن أمنيته أن تصب جهود الوساطة المصرية والأمريكية في وقف التصعيد والتوصل لوقف إطلاق النار.
وقال هريدي لـ"العين الإخبارية": "أتمني أن تصب التحركات المصرية والاتصالات الأمريكية لصالح الفلسطينيين والتوصل لوقف لإطلاق النار".
وأردف "الأمور وصلت إلى درجة تستدعي من الدول العربية والمجتمع الدولى، إعادة حساباته بالنسبة لإهمال القضية الفلسطينية التي لمسها الجميع على مدي السنوات الماضية.
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ما حدث ويحدث من انتفاضة شعبية فلسطينية ما هو إلا نتيجة مباشرة لهذا الإهمال.
وأكد "هريدي "أن جهود الوساطة والتهدئة يجب أن تكون لصالح الشعب والقضية الفلسطينية، وليس لصالح المواقف المتطرفة، ولا يجب أن تصب فى النهاية لصالح سياسة الاستيطان الإسرائيلية وتهويد القدس الشرقية.
ويتواصل التصعيد العسكري بين حركة حماس وإسرائيل بضربات إسرائيلية جديدة استهدفت غزة بعد إطلاق نحو أكثر من ألف صاروخ من القطاع.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز