«تطرف سموتريتش» يصل إلى مصر.. والقاهرة ترد وتحذر
مع تزايد التهديدات الإسرائيلية باجتياح مدينة رفح الفلسطينية الحدودية مع مصر، تصاعدت التصريحات من وزراء اليمين المتطرف بالحكومة الإسرائيلية ضد مصر.
أحدث تلك التصريحات جاء على لسان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش الذي زعم أن مصر تتحمل مسؤولية كبيرة عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأوّل الماضي، وادعى أن "إمدادات «حماس» من الذخيرة تمر عبر مصر إلى حد كبير".
القاهرة ردت بشكل فوري على ادعاءات سموتريتش في بيان لوزارة الخارجية المصرية، قالت فيه إنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي سموتريتش في إطلاق تصريحات غير مسؤولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأية محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".
واعتبر البيان أن "مثل تلك التصريحات غير مقبولة جملة وتفصيلاً، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أية محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".
الموقف ذاته عبر عنه سامح شكري وزير الخارجية المصري في مؤتمر صحفي مع تانيا فايون نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية في لوبليانا، إذ قال رداً على سؤال حول إمكانية تعليق مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل: "استمعت لبعض التعليقات المنسوبة لمصادر غير رسمية في الإعلام حول هذا الموضوع.. لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ٤٠ عاماً الماضية، والتي تم بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين.. فدائماً ما تحافظ مصر على التزاماتها مادام الأمر تبادلياً بين الطرفين.. ولذلك سأستبعد أي تعليقات تم الإدلاء بها في هذا الشأن".
وأكد شكري أن مستوى الدمار والقتل بين المدنيين في قطاع غزة وصل لمستوى غير مسبوق، في انتهاك صارخ لكافة أحكام القانون الدولي، مضيفا أنه "يجب إنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة بالقدر الكافي والمستدام للقطاع، والعمل على إزالة العوائق الإسرائيلية أمام عملية دخول المساعدات".
وقال وزير الخارجية المصري "لقد تخطت أعداد الضحايا الفلسطينيين كافة حدود المفاهيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني.. ويتعين على المجتمع الدولي تسمية الانتهاكات الإسرائيلية بمسمياتها الحقيقية".
وحذر من العواقب الوخيمة لتوسيع دائرة العنف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة.. وقال إن "مدينة رفح تأوي حوالي 1.4 مليون نازح واستهدافها ينذر بكارثة إنسانية وشيك".
وأضاف شكري أن "استهداف رفح وعرقلة إسرائيل لدخول المساعدات يسهم بشكل مباشر في الدفع لتهجير الشعب الفلسطيني.. ويجب على الأطراف الدولية تحمل مسئولياتها القانونية والإنسانية والسياسية لدرء مخاطر تنفيذ مثل هذا الأمر".
وشدد على أن السياسات التي تنتهجها إسرائيل على الأرض تدفع نحو تحقيق سيناريو التهجير، وقال "نحن نؤكد على الرفض الكامل بكل السبل لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.. إن أية محاولات لتنفيذ التهجير القسري للفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية هي غير قانونية ولن تكون مقبولة".
وأوضح أن الجانب المصري منخرط في العديد من المناقشات لاحتواء الأزمة، وتحقيق وقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وإيجاد الأفق السياسي لحل الأزمة من جذورها على أساس حل الدولتين، وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي تصريحات تلفزيونية له، اعتبر السفير أحمد أبو زيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين "مشينة وعدائية".
وأشار إلى أن هناك توترا في العلاقات بين مصر وإسرائيل بسبب قتل 28 ألف فلسطيني، 70% منهم من الأطفال والنساء، وعرقلة لدخول المساعدات الإنسانية.
وقال أبو زيد، إن "تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تحمل موقفا تخريبيا"، مضيفا أن "مصر هي من حاربت الإرهاب، ولا مجال للهراء الذي يتحدث به البعض بشأن مسئولية مصر عن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وأشار إلى أن السفيرة الإسرائيلية غير موجودة في مصر معظم الوقت، موضحا أن السفارة المصرية في تل أبيب تنقل الرسائل بشكل مباشر، وقال "لسنا في وقت حروب كلامية ولن نقع في هذا الفخ".
وعن ما تردد بشأن التلويح المصري بتعليق اتفاقية السلام حال الاجتياح الكامل لرفح الفلسطينية، قال السفير أبو زيد إن "اتفاقية السلام عمرها 4 عقود وهناك التزام من الجانبين المصري والإسرائيلي بها، وهناك الكثير من الأحاديث التي يتم تداولها في وسائل الإعلام العالمية وليس لها مصدر معلوم، ويجب أن نلتزم بالردود الرسمية فقط، وإذا طرحت مصر هذا الأمر ستعبر عنه بشكل رسمي، ومصر لديها ما تستخدمه من أوراق في حينه".
وأضاف أن الوضع صعب في رفح الفلسطينية، مؤكدا استعداد الدولة المصرية لمواجهة أي سيناريو.
وكشف عن وجود وفود تلتقي مصر وعواصم أخرى تنقل رسائل مصر للجانب الإسرائيلي بشأن رفض اجتياح رفح الفلسطينية، مؤكدا أن الجهد المصري ينصب الآن على معالجة الوضع الإنساني في غزة.
وأكد أن مصر غير راضية عما يحدث في قطاع غزة، مضيفا أن "مصر تبذل أقصى جهد للوصل إلى هدن تسمح بالتقاط الأنفاس".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، برزت خلافات إسرائيلية مصرية بسبب مخطط لتهجير فلسطينيي غزة إلى سيناء المصرية، وهو ما ترفضه القاهرة بشكل قاطع.