إسرائيل وتعويض الأسرى المصريين.. فرص التنفيذ

ألزمت المحكمة الإدارية العليا في مصر، الحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتعويض الأسرى المصريين خلال حربي عام 1956 و1967.

أثار حكم محكمة القضاء الإداري في مصر بمطالبة الحكومة بالتحرك للحصول على تعويض من إسرائيل لصالح الأسرى المصريين.

وقال المستشار حسن أحمد، أستاذ القانون الدولي، إن هناك إمكانية لتنفيذ حكم المحكمة الإدارية المصرية، الصادر السبت، للمطالبة بالتعويض الإسرائيلي لأسرى الحروب المصريين؛ حيث إنه حكم نهائي كما ذُكر وله صيغة تنفيذية، مشيراً إلى أنه يجب على إسرائيل احترام أحكام المحكمة المصرية الإدارية.

وألزمت المحكمة الإدارية العليا في مصر الحكومة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بتعويض الأسرى المصريين خلال حربي عام 1956 و1967، ومقاضاة إسرائيل دوليا، حيث أقيمت دعوى قضائية عام 2001 من أسرى حربي 1956 و1967 وذويهم تطالب الحكومة المصرية بمقاضاة إسرائيل دولياً، بعد ما لحق بهم من تعذيب داخل السجون الإسرائيلية إبان تلك الحروب.

وقالت المحكمة، في حيثيات حكمها، إن "الدولة ملتزمة بموجب الدستور بالدفاع عن حقوق المواطنين في مواجهه الدول الأجنبية، لا سيما في الحالات التي تكفل فيها قواعد القانون الدولي للأفراد حق مقاضاة الدول الأجنبية".

ومن جانبه، نفى محمد عاصم، سفير مصر سابقاً بتل أبيب، أهمية حكم المحكمة الإلزامي، قائلًا: "المحكمة الإدارية تدخلت أكثر ما يجب في الشؤون السياسية".

وأشار إلى مطالبة إسرائيل بتعويض ألمانيا عن الفترة النازية، بصفتها المتحدث الرسمي ليهود العالم، جاء لأن المانيا استعبدت اليهود للعمل وجوعتهم ثم أحرقتهم.. وهو ما يختلف عن حالة مصر التي خاضت حربا.

وأضاف أنه من المعروف أن كل حرب لها خسائر.

وأوضح محمد عاصم، أن ما حدث من أحكام غير متفقة مع الوضع السياسي الحالي حدث فيما مضى.

وقال: "رفع مصري سابقاً قضية على صدام حسين في فترة رئاسته للعراق، وصدر حكم عن محكمة مصر الجديدة إلى القنصلية المصرية بالعراق مطالبة بمثول الرئيس العراقي أمام محكمة شرق القاهرة للدفاع عن نفسه للتهم الموجهة إليه، وهو الأمر الذي وصل إلى الرئاسة العراقية وأدى إلى توتر العلاقات بين البلدين".

وأضاف السفير السابق، أنه من الممكن أن تطالب إسرائيل أيضاً بتعويض من مصر عن ربع مليون يهودي، تقول إنهم تم طردهم من مصر في عهد جمال عبدالناصر ومصادرة ممتلكاتهم وقصورهم وأموالهم، وهي دائرة لا تريد مصر الدخول فيها وإشعال خلافات مع الجانب الإسرائيلي، في وقت تتسم فيه العلاقات بين الجانبين بالهدوء والسلمية.