باحثان لـ"العين الإخبارية": "الإخوان" بالكويت تلقوا تعليمات بالهروب
حالة من الفزع والارتباك بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية فور القبض على أحد العناصر بمطار الكويت قبيل هروبه إلى تركيا
حذر باحثان من أن عناصر الإخوان المصريين الإرهابيين بالكويت تلقوا تعليمات بالهروب، وذلك بعد تصاعد التنسيق الأمني في مجال مكافحة الإرهاب بين مصر والكويت، واعتزام الأخيرة تسليم 86 من الجماعة الإرهابية إلى القاهرة قريبا.
وبعد إعلان وزارة الداخلية الكويتية ضبط خلية إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان هاربة من مصر، صدرت بحقهم أحكام قضائية وصلت لـ15 عاما، وارتباك يصيب صفوف الجماعة الإرهابية فور زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للكويت، تصاعد فزع جماعة الإخوان الإرهابية بعد الإعلان السلطات ضبط أحد كوادر الإخوان الإرهابية قبل يومين بينما كان في طريقه لتركيا.
وكشفت التحقيقات التي أجرتها السلطات الكويتية عن ارتباط نشاطات خلية الإخوان المصريين بالكويت بكل من قطر وتركيا وحصولها على دعم البلدين.
تحذير
قال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق إن أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المطلوبين لدى القضاء المصري هرب أغلبهم خارج مصر، عبر دول آسيوية وأوروبية، ولكنهم قرروا اللجوء إلى إخوان الكويت باعتبارهم محل دعم لتمكنهم من السيطرة على العمالة الوافدة إلى الكويت على مدار السنوات السابقة.
وكشف فاروق لـ"العين الإخبارية" أن مساعي السلطات القطرية بالوقت الحالي لتهريب عناصر خلية "الكويت الإخوانية" تأتي في إطار محاولة إخفاء جريمتها وعدم فضحها، نظرا لما تمتلكه هذه الخلية من معلومات موثقة تدين الدوحة.
من جانبه، أكد سامح عيد، الباحث في شؤون جماعات الإسلام السياسي، أن 60 ألف إخواني خرجوا من مصر عقب عزل الرئيس الراحل محمد مرسي في 3 يوليو 2013، وعلى مدار 6 سنوات، تركزوا في قطر وتركيا وماليزيا والسودان والدول العربية الأخرى وبعض دول أوروبا.
وأوضح أن منهم 50 ألفا في الدول العربية، وهؤلاء هم الطبقة الوسطى في الجماعة وتضم فئة المهنيين والحرفيين ويتركزون في قطر والكويت والسودان، والأخير يضم وحده 5 آلاف منهم، وأغلبهم من الطلاب الذين يتوافدون إليه للحصول على منح دراسية لانخفاض أسعار المعيشة.
وأضاف عيد لـ"العين الإخبارية" أن قيادات الإخوان وأعضاء بمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة يقيمون في قطر وتركيا، كما يقيم في تلك الدولتين مجموعة الإعلاميين وبعض البرلمانيين والوزراء السابقون في عهد الجماعة الإرهباية أثناء الحكم، أما كبار رجال الأعمال بالجماعة فتوجهوا إلى ماليزيا لاستثمار أموالهم وأموال الجماعة هناك، بينما فرت فئات أخرى لبعض دول أوروبا مثل بريطانيا وألمانيا.
وأكد عمرو فاروق الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية أن قيادات التنظيم الدولي أعطت تعليماتها لعناصر الإخوان في الكويت بضرورة الهروب فورا وعدم الانتظار، مؤكدا أن الأيام المقبلة ستشهد الكشف عن الكثير من الأسرار الوثائق التي تدين تركيا وقطر والإخوان في الكثير من العمليات الإرهابية التي وقعت داخل مصر.
وأوضح أن قطر وتركيا وظفتا الجمعيات الخيرية داخل الكويت والشركات الاقتصادية، في ضخ الأموال داخل الكويت ومنها إلى القاهرة لدعم عناصر الجناح المسلح، أي أنها أصبحت مجرد محطة مالية "ترانزيت".
تاريخ الإخوان المصريين بالكويت
وأكد الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو فاروق، أن إخوان مصر المقيمين بالكويت يمثلون إدارة أكبر وأكثر تأثيرا على الكيانات التي يسيطر عليها إخوان دولة الكويت، ما جعلهم محل دعم قوي للكثير من العناصر الهاربة عقب سقوط حكم الإخوان في مصر وتورطهم في أعمال عنف مسلح.
وأضاف فاروق لـ"العين الإخبارية" أن الإخوان المصريين في الكويت بدأ نشاطهم على يد عبدالعزيز المطوع في الأربعينيات بتكليف من حسن البنا، وسرعان ما انقلبت الأحداث بمصر وحدث صدام بين الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وجماعة الإخوان الإرهابية، ما أدى إلى فرار الكثير من الإرهابيين إلى الكويت، وهنا كانت بداية تأسيس إخوان الكويت على يد زهدي أبوالعز وعدد من قيادات الإخوان حينها الذين نشروا أفكار البنا وسيد قطب وأبو الأعلى المودودي.
وتابع الباحث أن جماعة الإخوان الإرهابية بدأت نشاطها بالكويت أثناء حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لمصر، ما دفع الكثير منهم إلى الهروب إليها، وبعدها انخرطوا في المجتمع الكويتي وأسسوا كيانات وأعمالا خيرية واجتماعية لتكون ستارا لأعمالهم ودعمها للتنظيم الدولي.
وضبطت الكويت في يوليو/تموز الماضي 8 عناصر من خلية إخوانية مصرية صدرت ضدهم أحكام بالسجن في مصر لاتهامهم بالضلوع في ارتكاب عمليات إرهابية، وتم تسليمهم للسلطات المصرية.
كما ألقت السلطات الكويتية في 4 سبتمبر/أيلول الجاري القبض على القيادي الإخواني خالد المهدي، بناءً على طلب مقدم من النيابة العامة المصرية.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA== جزيرة ام اند امز