لماذا يريد الإخوان الفوضى في ليبيا؟.. مصر مفتاح اللغز
هناك حدود بين مصر وليبيا حوالي 1050 كيلومترا، بعضها مؤمَّن من الجانبين، وبعضها الآخر أكثر خطورة على مصر، ولكنه مؤمَّن من الجانب المصري فقط.
أكثر من 6 سنوات منذ مقتل رئيس ليبيا السابق معمر القذافي، وسقوط نظامه الديكتاتوري، وتعيش ليبيا في فوضى عارمة بالرغم من نجاح المشير خليفة حفتر، قائد الجيش، من فرض الاستقرار بشكل جزئي في شرق البلاد.
فقرار مجلس الأمن الدولي بوقف إمداد ليبيا بالسلاح عرقل مهمة المشير ورجاله لبسط الأمن الكامل في البلاد، كما فعل في المناطق التي يسيطر عليها.
وفي الوقت ذاته، ينشط في غرب ليبيا جماعات مسلحة تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي وجماعات أخرى تابعة لتنظيم داعش تعمل تحت أوامر الإخوان، ولكن بشكل خفي.
وتعتبر مصر من أكثر الدول التي عانت من الفوضى التي تشهدها ليبيا، ومن الاختراقات الحدودية التي دائما وأبدا تتحرك من الحدود الغربية بأوامر من تنظيم الإخوان الدولي الإرهابي، وذلك لضرب استقرار مصر والذي يعتبر النظام فيها برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي أكبر عدو له بعد أن استطاعت ثورة يونيو التي دعمها الجيش المصري، أن تقضي على ملامحه بشكل كبير من المنطقة.
وكانت آخر الحوادث التي شهدتها مصر هو حادث الواحات الذي أسقط حوالي 16 شهيدا مصريا، واتجهت الاتهامات إلى الإرهابي هشام عشماوي الذي ذهب إلى مدينة درنة الليبية في 2013 لتشكيل خلية إرهابية تتحرك من هناك بأوامره.
من أين يخترق الإرهاب الحدود المصرية؟
في البداية، يجب توضيح أن الحدود البرية التي تجمع مصر وليبيا أكثر من 1050 كيلومترا، وأن هناك حدودا بحرية أيضا تجمع البلدين عن طريق البحر المتوسط.
ولمعرفة من أين تخترق الجماعات الإرهابية التي تنفذ العمليات ضد رجال الشرطة والجيش في مصر، يجب معرفة خريطة السيطرة في ليبيا، وما هي أكثر المناطق التي تحتاج إلى تشديدات أمنية من الجانبين لفرض الاستقرار ومنع تسلل إرهابيين إلى الأراضي المصرية.
فالحدود المصرية الليبية يوجد عليها ثلاثة مراكز كبيرة هي محور التأمين الأساسي للحدود.
أول هذه المراكز مدينة طبرق، وتقع بالقرب من منفذ السلوم الحدودي، ويسيطر عليها الجيش الليبي بزعامة المشير حفتر، وهذه المدينة تعتبر عالية التأمين، وإن كان ينشط بها بشكل بسيط تجار بشر يساعدون على دخول مهاجرين من مصر إلى ليبيا والعكس، وليس من البعيد أن تكون استغلتهم بعض الجماعات الإرهابية في المرور لمصر؛ نظرا لخبرتهم في معرفة الحدود بشكل جيد والنقاط الأقل مراقبة.
المركز الثاني والثالث يعتبران الأكثر خطورة على مصر، وهما الكفرة والواحات، حيث إن هذه المناطق لا يوجد بها وجود أمني، ولكنها تقع تحت سيطرة قبائل قالت إنها تقف بحياد تجاه الأزمة في ليبيا، وتزعم أنها لن تنجر إلى الصراعات الموجودة في البلاد.
ولكن من الأكيد أن هذه المناطق تنشط فيها جماعات إرهابية تابعة لتنظيم الإخوان الإرهابي، حيث إن هناك نقطة تماس بين الكفرة ومدن تسيطر عليها كتائب مصراتة التابعة لتنظيم الإخوان تمرر إرهابيين قادمين من درنة تابعين للإرهابي هشام عشماوي، المتهم في حادث الواحات الأخير، وذلك للذهاب لتنفيذ عمليات داخل مصر، فضلا عن أن هذه المنطقة تعتبر منطقة حدودية مع السودان، وتحديدا منطقة دارفور المضطربة أمنيا ما يجعل من الكفرة أرضا خصبة لتجمع الإرهابيين والانطلاق نحو مصر.
ولعل من أكثر المدن التي تداهمها القوات المصرية لضرب بؤر إرهابية فيها هي المنيا وصعيد مصر، ولكن التفسير الذي يعرفه الجميع لهذا الظاهرة يتضح بالنظر إلى الخريطة الحدودية بين مصر وليبيا.
فالمنيا والصعيد يعتبران على خط واحد مع مدينة الكفرة الليبية، والمسافة بينها خالية تقريبا من أي تجمعات سكنية والرمال تكسوها كاملة.
مصر أكثر المتضررين
وتعتبر مصر من أكثر الدول المتضررة من الفوضى، بالرغم من أن هناك أكثر من أربعة دول أخرى لها حدود مباشرة مع ليبيا.
إلا أن التفسير المنطقي بأن مصر أكثر الدول المتضررة هو أن الشعب، بمساعدة النظام، أسقط تنظيم الإخوان، وقضى تماما على طموحه السياسي والعسكري في أكبر دول المنطقة.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xODAg جزيرة ام اند امز