الجيش الليبي يستعد لتحرير درنة.. ومصر تراقب
تنسيق عسكري مصري ليبي لمنع تسلل الإرهابيين من درنة أثناء عمليات تحريرها.
باتت مدينة درنة معقل التنظيمات الإرهابية وآخر قلاعها في شرق ليبيا الهدف المقبل لتحركات الجيش الوطني الليبي، وسط حالة من الاستنفار على الحدود مع مصر لمنع تسلل العناصر الإرهابية.
وأكد مصدر عسكري ليبي لـ"العين الإخبارية" أن قوات الجيش استنفرت عند الحدود مع مصر لمنع تسلل الإرهابيين داخل الأراضي المصرية، بالتزامن مع العملية العسكرية التي ينوي إطلاقها، في وقت بدأت فيه القاهرة عملية "سيناء 2018" لدحر التنظيمات الإرهابية، وهي العملية التي تشمل القطاع الغربي من البلاد.
وتحدثت المصادر عن أنه جرى تنسيق مكثف ورفيع المستوى بين الجانبين المصري والليبي خلال الأيام الماضية، بمساعدة قبائل حدود البلدين قبل انطلاق العملية.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية أعلنت قبل أيام عن الاستعداد لاقتحام مدينة درنة التي استخدمت كمنصة للإرهابيين لمهاجمة أهداف داخل ليبيا وخارجها.
وقالت ذات المصادر إن مسؤولين ليبيين أشرفوا على خطة تأمين الحدود مع مصر من مساعد شمالا وحتى واحة جغبوب جنوبا، وأنه تم عقد اجتماعات للتأكد من إحكام السيطرة على الحدود.
درنة معقل تاريخي للجماعات الإرهابية
وخلال العقود الماضية كانت درنة معقلا تقليديا للجماعات الإرهابية، واحتاج الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي إلى تحريك طائراته من أجل مواجهة التنظيمات التي لجأت لجبال المدينة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة.
وبمجرد اشتعال الثورة الليبية، تركت الجماعات الإرهابية في درنة جحورها وأصبحت تحارب في العلن، واستطاعت السيطرة على بعض المعسكرات التابعة للجيش الليبي حينها، واستولت على كميات كبيرة من الأسلحة من ترسانة القذافي العسكرية، واستطاعت فرض سيطرتها على المدينة.
ومنذ تلك الفترة ارتبطت العمليات الإرهابية في ليبيا ومصر باسم درنة التي استقبلت المزيد من العناصر الإرهابية المطاردة في مصر.
وكشفت التحقيقات المصرية عن تورط عناصر درنة الإرهابية في عدد من العمليات غرب البلاد كان آخرها خلية نصبت كمينا لقوة أمنية مصرية استشهد خلالها ما يزيد عن 10 ضباط، قبل أن ينفذ الجيش عملية عسكرية انتهت بتصفية المجموعة الإرهابية.
وألقت السلطات الأمنية المصرية القبض على أحد عناصر الخلية والذي أعطى تفاصيل كاملة عن تحركات الخلية وتسللهم للحدود من درنة لتنفيذ عمليات داخل مصر.
عمليات الجيش المصري في درنة
وقصفت الطائرات المصرية معسكرات الإرهابيين في درنة أكثر من مرة، كان أولها بعد مقتل 21 قبطيا هناك على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.
كما قصفت الطائرات المصرية معسكرات إرهابيين في المدينة الساحلية التي تبعد نحو 200 كيلومتر عن الحدود المصرية، بعد هجوم مسلح استهدف قافلة كانت تقل أقباطا في المنيا.
أهمية تحرير درنة لليبيا ومصر
ويعتبر تحرير مدينة درنة بالنسبة لكل من ليبيا ومصر ذا أهمية استراتيجية كبيرة للقضاء على أبرز منصة يستخدمها الإرهابيون خلال السنوات الماضية.
وبالنظر لخريطة ليبيا نجد أن مدينة درنة هي المدينة الوحيدة المتبقية في الشرق الليبي التي لم تخضع بعد لسيطرة قوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما أن المسلحين المتحصنين داخلها يتخذون المدينة نقطة انطلاق لهم لتنفيذ عمليات إرهابية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
ولعبت الجماعات الإرهابية في درنة دورا كبيرا في تأخر تحرير مدينة بنغازي بسبب جرافات الموت التي كانت تعبئها بالمسلحين للانطلاق نحو المدينة العصية.
وأطالت هذه الجماعات من أمد الحرب في بنغازي، حيث ظل الجيش الليبي 3 سنوات كاملة حتى استطاع تحرير المدينة في النهاية.
وتكمن أهمية تحرير درنة بالنسبة لمصر في وقف تدفق الإرهابيين من الحدود الغربية إلى العمق المصري.
ولعل اعتراف الإرهابي الذي ألقي القبض عليه مؤخرا لمشاركته في هجوم مسلح على قوة أمنية بالقرب من الحدود الغربية يفسر حجم الخطر الذي يواجه مصر بسبب سيطرة الإرهابيين على المدينة التي تضم معسكرات تدريب العناصر الإخوانية التي فرت من البلاد.
وقال الإرهابي عبد الرحيم المسماري فور القبض عليه إنه اعتنق الأفكار المتطرفة بعد الثورة على القذافي، بسبب انتشار الجماعات المتطرفة في مسقط رأسه بمدينة درنة مثل كتيبة شهداء بوسليم والنور وأنصار الشريعة.
وقال إن المصري عماد الدين عبدالحميد كان قائده في التنظيم الذي انضم إليه، ولقبه الشيخ حاتم، وهو الذي دعاه في أغسطس/آب 2016، للانضمام إلى معسكره لتنفيذ عمليات ضد الجيش والشرطة في مصر.
وأضاف، أنه أشرف أيضا على خروج كتائب صغيرة من درنة للتسلل إلى مصر قبل أن يدخل هو مع 14 شخصاً في سيارتي دفع رباعي، ومعهم صاروخان من نوع سام، ومدفع مضاد للطائرات، وغيرها من الأسلحة.
وأكد الإرهابي أن مخازن سلاح أعدت خصيصا في درنة لتزويد الجماعات الإرهابية في مصر بها، ولتسهيل مهمة الخارجين منها لقتال الجيش المصري والشرطة.