ترحيب عربي ودولي بـ"إعلان القاهرة" لحل الأزمة الليبية
الرئيس المصري أطلق مبادرة تدعو لاحترام كافة الجهود الدولية وإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا والعمل على حل سياسي
رحبت دول عربية وغربية، السبت، بالمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية، والتي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من القاهرة.
وأعلن الرئيس المصري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي بالقاهرة عن التوصل لمبادرة شاملة ومشتركة لإنهاء الصراع في ليبيا.
وأوضح أن المبادرة تدعو لاحترام كافة الجهود الدولية وإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا، مشيرا إلى أن وقف إطلاق النار سيبدأ من السادسة صباح يوم الإثنين المقبل.
وأشار السيسي إلى أن المبادرة تهدف لتمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث لإدارة الحكم، مشددا على أن المبادرة تتضمن إلزام كافة الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك المليشيات وتسليم أسلحتها.
وأضاف الرئيس المصري أن المبادرة تتضمن اعتماد إعلان دستوري ينظم استحقاقات المرحلة المقبلة في ليبيا.
وفي أول رد فعل عربي وإقليمي، أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، تأييدها للجهود المصرية الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وقوف الإمارات مع كافة الجهود التي تسعى إلى الوقف الفوري للاقتتال في ليبيا، والعودة إلى المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بما يضمن سيادة ليبيا بعيدا عن التدخلات الخارجية كافة.
ودعت الوزارة، في بيان، الجهات الليبية وعلى رأسها حكومة الوفاق والجيش الوطني الليبي إلى التجاوب الفوري مع هذه المبادرة حقنا للدماء، وتمهيدا لبناء دولة المؤسسات، وتفاديا لاستمرار الإقتتال بكل ما يحمله من أخطار تمدّ في عمر الصراع وتهدد الكيان الليبي العربي المستقل.
وأعلنت السعودية ترحيبها ودعمها للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية.
وأصدرت المملكة بيانا، السبت، جاء فيه:" نرحب بالجهود المصرية لحل الأزمة الليبية، ونؤيد دعوة الرئيس المصري لوقف إطلاق النار في ليبيا اعتباراً من الإثنين المقبل، وفق المبادرة التي تضمنها إعلان القاهرة".
وحثت الرياض الأطراف الليبية على تغليب المصلحة الوطنية، والوقف الفوري لإطلاق النار، والبدء في مفاوضات سياسية عاجلة وشاملة برعاية الأمم المتحدة، وبما يكفل عودة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والمحافظة على وحدة وسلامة أراضيها".
كما أعلنت البحرين دعمها للمبادرة المصرية الداعية لحل الأزمة الليبية عبر جمع كافة الأطراف لبدء حوار جاد.
وقال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الديوان الملكي البحريني، إن إعلان القاهرة خطوة مهمة تجمع الأطراف في ليبيا للعمل على بدء حوار جاد للتوصل إلى اتفاق يضمن وقف التدخل الخارجي.
وأعربت الخارجية البحرينية عن ترحيبها بالمبادرة الداعية لوقف إطلاق النار في ليبيا، والالتزام بالمسار السياسي من أجل تحقيق تطلعات وطموحات شعبها الشقيق.
من جانبها، رحبت الكويت بالمبادرة التي أطلقها الرئيس المصري، لوقف إطلاق النار في ليبيا.
وأكدت في بيان لوزارة الخارجية على دعم الكويت الكامل للجهود الرامية لجمع الفرقاء الليبيين على طاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى حل سياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمر برلين وبما يحفظ وحدة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ويحقق تطلعات شعبها.
وجددت الكويت مطالب المستمرة لجميع الأطراف المتحاربة لوقف إطلاق النار في ليبيا حقنا لدماء الأشقاء.
بدوره، ثمّن الأردن الجهود التي تقوم بها مصر لحل الأزمة الليبية والتي أسفرت عن "إعلان القاهرة".
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، في بيان، إن الإعلان يمثل مبادرة منسجمة مع المبادرات الدولية: "يجب دعمها للتوصل لحل سياسي للأزمة الليبية يحمي ليبيا ووحدتها واستقرارها عبر حوار ليبي".
كما رحبت جامعة الدول العربية والبرلمان العربي، السبت، بالمبادرة السياسية المصرية.
وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عن تثمينه للمبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر، لإيقاف القتال في ليبيا والتوصل إلى تسوية سياسية متكاملة للأزمة في البلاد .
وصرح مصدر مسئول بالأمانة العامة للجامعة بأن الأمين العام يرحب بكافة الجهود - وبالذات العربية - الرامية إلى حقن الدماء بين الأشقاء الليبيين وتثبيت وقف شامل لإطلاق النار.
كما دعا أبو الغيط الي استكمال مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة التي ترعاها البعثة الأممية في ليبيا، واستئناف الحوار السياسي بين مختلف الأطياف والمكونات الليبية.
من جهته، رحب رئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي، بإعلان القاهرة الذي أطلقه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية والحفاظ على وحدة واستقرار ليبيا.
وأكد رئيس البرلمان العربي أن هذا الإعلان يضع خريطة طريق للحل السياسي في ليبيا، ويهدف إلى إنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي، وإخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب من كافة الأراضي الليبية.
ورحبت موسكو بالمبادرة المصرية، وأصدرت السفارة الروسية لدى القاهرة بيانا، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، جاء فيه :إن مصر تقدمت اليوم بالمبادرة الهامة لإنهاء الأزمة في ليبيا، مؤكدة ترحيبها بكل الجهود الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام في كل الأراضي الليبية.
وأعربت الخارجية الأمريكية، عن ترحيبها بالجهود المصرية لدعم وقف إطلاق النار في ليبيا، وشدد ت على ضرورة عودة الأطراف الليبية إلى مفاوضات الأمم المتحدة.
كما أعلنت فرنسا دعمها للمبادرة التي طرحها الرئيس عبد الفتاح السيسي لحل الأزمة الليبية، خلال اجتماع ضم رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
بدوره ثمن وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري، سامح شكري، الجهود الحثيثة التي بذلتها مصر وأثمرت عن "إعلان القاهرة".
وأكد "ماس" على أهمية التكاتف ضد محاولات تهديد أمن واستقرار العالم العربي، ويطالب بالحد من التدخلات الاقليمية في الشؤون العربية.
يشار إلى أن المبادرة المصرية أكدت على وحدة وسلامة الأراضي الليبية واستقلالها واحترام كافة الجهود والمبادرات الدولية وقرارات مجلس الأمن والتزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار اعتبارا من 8 يونيو/حزيران الجاري.
وارتكزت المبادرة على مخرجات مؤتمر برلين والتي نتج عنها حلا سياسيا شاملا يتضمن خطوات تنفيذية واضحة (المسارات السياسية والأمنية والاقتصادية) واحترام حقوق الإنسان واستثمار ما انبثق عن المؤتمر من توافقات بين زعماء الدول المعنية بالأزمة الليبية.