تركيا تستعدي أوروبا بالتنقيب في شرق المتوسط
التنقيب التركي عن البترول في محيط جزيرة قبرص بالبحر المتوسط يمثل اعتداء واضحا، وينذر بتحرك أوروبي دولي ضد أردوغان
أكد خبيران مصريان أن تركيا تستعدي أوروبا بخطوتها للتنقيب عن البترول والغاز في شرق البحر المتوسط، وتحديدا في محيط جزيرة قبرص.
واعتبر الخبيران، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن هذا التحرك التركي يعد اعتداء مباشرا على السيادة القبرصية، وهو ما وصفه البيان الرسمي الذي أدانت فيه التصرف التركي.
وكانت مصر شددت، عبر وزارة خارجيتها، على ضرورة عدم التصعيد والالتزام باحترام وتنفيذ قواعد القانون الدولي، وأكدت أن ما تفعله تركيا يعد إصرارا على مواصلة اتخاذ إجراءات أحادية، من شأنها أن تزيد من درجة التوتر في منطقة شرق المتوسط.
التزام أدبي
تعتبر مصر أحد اللاعبين الرئيسيين في منطقة شرق البحر المتوسط، لذا لن تكون بعيدة عن التطورات التي يشهدها، وهنا يقول اللواء دكتور نصر سالم، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إن مصر ترتبط بقبرص واليونان بالتزام أدبي وتضامني، كون الدول الثلاثة موقعة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية فيما بينها، إلا أن تركيا لا تريد الاعتراف بهذا الاتفاق، وهو ما سيجر عليها ويلات ضخمة من العالم كله.
وأوضح سالم، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن الاتحاد الأوروبي هو أولى المحطات التي ستصطدم بها تركيا في مسعاها لإحداث توتر بمنطقة المتوسط، فهي معرضة جراء هذا التصرف إلى توقيع عقوبات اقتصادية عليها من جانب الاتحاد الأوروبي، الذي قد يُصعد لاحقا ضدها باتخاذ إجراءات جديدة من خلال مجلس الأمن الدولي، خصوصا أن العالم كله يدين هذا التحرك التركي الذي يعكس رغبتها في الاعتداء على سياسة الدول.
وأكد أن "مصر بطبيعة الحال عبرت عن رفضها رسميا، وتنتظر استنفاد كافة الخطوات والمراحل الدبلوماسية من الكيانات الدولية ضد هذا التصرف، وإذا قررت تركيا الاستمرار في نهجها ومحاولة الإضرار بمياه مصر الاقتصادية فإن القاهرة لن تستأذن آنذاك، وستتحرك بكل ما تمتلكه من وسائل ردع كافية، والحاكم التركي يعلم هذا جيدا".
سياسة الردع
من جانبه، قال العقيد حاتم صابر، الخبير العسكري والاستراتيجي المصري، إن الدولة المصرية أبرمت اتفاقا لترسيم الحدود البحرية مع قبرص واليونان، وهو عقد موثق من جانب الأمم المتحدة.
ولفت، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن هذا الاتفاق يعطي الحق لأي دولة من الثلاثة أن تتعامل بالذخيرة الحية بمجرد أن يتم الاعتداء على مياهها الإقليمية.
وأوضح صابر أن "مصر تحديدا تمتلك من الأدوات والقدرات ما يمكنها من تنفيذ سياسة الردع لأي طرف خارجي يحاول الاعتداء على مياهها الإقليمية، لافتا إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أطلق تهديداته بالتنقيب في مياه قبرص الإقليمية، التي تدخل في نطاق ترسيم الحدود، ومصر ردت ببيان صدر عن خارجيتها، وعندما يخرج أردوغان من دائرة التصريحات الرنانة يصبح لكل مقام مقال".
وضربت تركيا، الأحد الماضي، بتحذيرات الاتحاد الأوروبي من استمرار أنشطتها في المياه الإقليمية لقبرص عرض الحائط، حيث أرسلت سفينة حفر ثانية ستبدأ في التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط.
وتثير أنشطة تركيا في شرق المتوسط ردود فعل شديدة من قبل قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي، الذي كرّر مراراً تحذيراته لأنقرة.
وأكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أن وزراء خارجية الاتحاد الـ28 أعادوا تأكيد دعمهم لقبرص في النزاع ضد أنقرة.