مصدر بـ"فتح" يروي لـ"بوابة العين" أسرار اتفاق القاهرة حول غزة
المصدر أوضح الخطوط العريضة للمحادثات المصرية مع حماس وفتح، والخطوات الثلاثة المقبلة التي ستعيد قطاع غزة إلى حكومة الوفاق الوطني
على مدى أيام شهدت القاهرة حوارات ولقاءات صعبة بين مسؤولين مصريين برئاسة وزير المخابرات العامة المصرية خالد فوزي ووفدي حركتي فتح وحماس، تمخضت عن حلحلة أزمة سيطرة حماس على قطاع غزة والانقسام الفلسطيني.
فقد كان من أبرز النتائج المعلنة لهذه اللقاءات إعلان حماس موافقتها على إلغاء اللجنة الإدارية التي كانت تدير بها قطاع غزة وتسيطر عليه، وإعادة حكومة الوفاق الفلسطيني لممارسة عملها بالقطاع.
وعلى الرغم من أنه صدرت تعليمات للمتفاوضين بالصمت الكلامي "لمنح الجانب المصري الفرصة للعمل"، فإن مصدر مقرب من وفد حركة "فتح" أوضح لـ"بوابة العين" الإخبارية بعض التفاصيل التي تعطي خطوطاً عريضة عما دار وعما ستشهده الأيام المقبلة.
وقال المصدر: "في الاجتماع استمعنا إلى تفاصيل محادثات الجانب المصري مع وفد حركة حماس، وطرحنا موقفنا، وشكرنا مصر على جهودها".
وأضاف: "بشكل عام كانت الأجواء مريحة"، وأظهرت أن "الاتفاق ممكن، وقلنا إنه إذا ما ألغت حماس لجنتها الإدارية ووافقت على تولي الحكومة الفلسطينية مسؤولياتها كاملة في غزة، وقبلت الحركة الاحتكام إلى الانتخابات فإن ذلك يعني أن إلغاء قرارات الرئيس محمود عباس بشأن غزة سيصبح تحصيل حاصل ولا وجود لها".
وهذه الإجراءات أصدرها محمود عباس منذ شهور لإجبار حماس على التراجع عن الانقسام، الذي عززته بإنشاء اللجنة الإدارية التي تدير بها القطاع، بدلا من حكومة الوفاق الوطني.
وتضمنت الإجراءات تقليص المساهمات في تزويد القطاع بالكهرباء، وإحالة موظفين في غزة للتقاعد، وتقليص عدد من المساعدات الحكومية إلى غزة.
تفاؤل في فتح
وقال المصدر القريب من وفد فتح إنه بعد الاجتماع مع الجانب المصري تم إطلاع عباس الذي كان في طريقه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنتائج اللقاء المصري وموقف حماس.
وحصل وفد فتح على مباركة الرئيس الفلسطيني على المضي قدما، بعد أن علم أن حماس مستعدة لإلغاء اللجنة الإدارية في غزة.
وضم وفد حركة فتح الذي وصل إلى القاهرة، الجمعة، أعضاء اللجنة المركزية عزام الأحمد وروحي فتوح وحسين الشيخ.
وسبق ذلك اجتماعات عقدها المسؤولون المصريون مع وفد من حركة حماس الاثنين الماضي، برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية.
واجتمع الجانب المصري مرة أخرى، مساء السبت، مع وفد حماس لإطلاعه على نتائج لقائه مع وفد فتح.
وفي ساعات فجر اليوم الأحد أصدرت حماس بيانا أعلنت فيه حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، داعية حكومة الوفاق للقدوم إلى القطاع لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً.
وقالت الحركة إن هذا الإعلان "يأتي استجابة للجهود المصرية الكريمة، بقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، التي جاءت تعبيراً عن الحرص المصري على تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام".
ورحبت فتح ببيان حماس، معربة عن أملها في أن يتم تنفيذه فورا على الأرض.
3 خطوات قادمة
وعن خطوات التنفيذ المرتقبة لإعادة حكومة الوفاق إلى قطاع غزة قال مصدر في حركة فتح إنها 3 خطوات تستغرق عدة أسابيع.
أولها تستأنف حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله مسؤوليتها كاملة في غزة، بالتزامن مع إلغاء حماس لجنتها الإدارية، على أن يستغرق ذلك ما بين أسبوع و10 أيام.
وثانيها مع استكمال الخطوة الأولى تدعو مصر وفدي فتح وحماس للقاء في القاهرة يمهد للقاء فلسطيني أوسع.
وتسلم هذه الخطوة للخطوة الثالثة، وهي اللقاء الأوسع الذي يجمع جميع الفصائل الموقع على اتفاق المصالحة الفلسطينية لوضع الاتفاق المعطل موضع التنفيذ.
aXA6IDMuMTMzLjEwOS41OCA= جزيرة ام اند امز