ورود وهدايا للركاب.. محطة مصر تطوي صفحة حادث رمسيس باحتفال "عيد الأم"
بعد نحو شهر من وقوع حادث قطار محطة مصر، قرر العاملون بالمحطة محو الصورة الذهنية التي ارتبطت بالمكان عقب الحادث.
في لفتة إنسانية، استقبل العاملون والعاملات بهيئة سكك حديد مصر المسافرات من وإلى محطة رمسيس وسط القاهرة، بالورود والهدايا الرمزية، لمشاركتهن في الاحتفالات بعيد الأم، وتقديرا لدورهن في بناء أسرهن.
وبعد نحو شهر من وقوع حادث قطار محطة مصر، قرر العاملون بالمحطة وهيئة السكك الحديدية المصرية محو الصورة الذهنية التي ارتبطت بالمكان عقب الحادث، معلنين نشر الفرحة والبهجة في قلوب كل الأمهات المصرية، وأن يبعثوا في “يوم الأم“ برسالة إلى المصريين بأمن المحطة وعودة الحياة الطبيعة لمرفق سكك الحديد الذي ينقل نحو 3.5 مليون راكب يوميا.
وفي مدخل محطة مصر، يصطف العاملون بالهيئة حاملين الورود والحلوى والهدايا التذكارية، مرحبين بالمسافرات والمرفقين لهن، مؤكدين أنهم سخروا اليوم من أجل الاحتفال سويا بأمهات مصر، ورسم الفرح على وجوههن.
وبين أرصفة محطة مصر، وداخل القطارات القادمة من وإلى المحطة، يسرع المشاركون في المبادرة لتقديم الورود والتهنئة للأمهات، وبابتسامة عريضة تقف شيماء مجدي إحدى العاملات بهيئة سكك حديد مصر، مرحبة بالمسافرات من وإلى المحطة، وتتقدم شيماء خطوات بفرحة غامرة لتهدي إحدى السيدات الوردة قائلة: "اليوم نحتفل بعيد الأم، كل سنة وأنت طيبة".
رسالة طمأنة
"استبدال الأفراح بالأحزان".. بهذه العبارة، أكد المهندس رفعت حتاتة، مستشار وزير النقل المصري، والمسؤول عن المبادرة، على رسالة هيئة السكك الحديدية للخدمات المتكاملة من المبادرة ومشاركة الاحتفال بعيد الأم، قائلًا: "رسالتنا أن نمحو أي ذكريات حزينة علقت بأذهان ركاب محطة مصر خلال الأيام الماضية، ونستبدل البهجة والفرحة بالأحزان التي مضت، وفي أول مناسبة قررنا الاحتفال بأمهات مصر والعالم العربي، بتقديم لفتة طيبة في نفس المكان الذي شهد حادث القطار منذ أسابيع قليلة".
واستكمل حتاتة، حديثه لـ"العين الإخبارية"، بتأكيده على أن مبادرة الاحتفال، أسعدت الكثيرات من المسافرات، وساهمت في رفع الروح المعنوية للعاملين بالهيئة والمحطة، موضحا أن شعار منظومة سكك حديد مصر هو تقديم خدمة متكاملة للمصريين والنهوض بكافة القطاعات داخل محطة مصر ومرفق سكك الحديد.
كما أعرب حتاتة عن امتنانه لدعم المصريين لهذا القطاع، خصوصاً بعد ترديد عدد من المسافرين عبارة "شكرا لسكك حديد مصر"، مشيرا إلى أنها بداية لتحسين الخدمات المقدمة، وعودة الثقة المتبادلة بين العاملين بالهيئة والمسافرين وشعورهم بالأمان أثناء رحلاتهم من وإلى محطة مصر.
بداية جديدة
وعن تجربتها في هذه المبادرة، تقول شيماء مجدي، إحدى المشاركات بالمبادرة، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، مبادرة الاحتفال بعيد الأم تعد المبادرة الأولى لسكك حديد مصر للاحتفال مع المصريات بهذه المناسبة، من أجل إعادة الابتسامة للركاب من جديد، والتأكيد على أن الاهتمام ورعاية المسافرين هما الشعار الأول لمرفق السكك الحديد، وتشجيعهم مرة أخرى على استمرار رحلاتهم عبر هذا المرفق الهام".
وفي جملة مختصرة، أشارت شيماء إلى أن رفع مستوى الخدمة ووسائل الترفيه لدى المسافرين ومستخدمي هذا المرفق، رسالتهم الأولى من إقامة احتفالات للأمهات في هذا اليوم وتقديم هدايا رمزية لهن.
وعلى مدار أكثر من 10 ساعات متواصلة، ظل المشاركون في مبادرة "الاحتفال بعيد الأم" منهمكين في عملهم، ورغم طول ساعات العمل فإن ردود فعل الأمهات من اللفتة الإنسانية، جعلتهم يشعرون بسعادة غامرة، مؤكدين أن هذه المبادرة بداية لإنجازات كبرى ستشهدها محطة مصر وهيئة السكك الحديد.
وتبدي ندى محمود، إحدى المشاركات بالمبادرة، لـ"العين الإخبارية" عن سعادتها بحضور الاحتفال، قائلة: "لم أكن متوقعة ردود فعل إيجابية وابتسامة على وجوه المسافرات، وسرعان ما تبدل قلقي من نجاح هذه المبادرة في تحقيق مردود جيد لدى العاملين بالمحطة والمسافرين إلى فخر وسعادة لانتمائي لهذه المنظومة في مصر".
وفي الـ 27 من فبراير/ شباط الماضي، شهدت مصر حادث اندلاع حريق هائل بمحطة القطارات الرئيسية بمحطة مصر، عقب انحدار جرار قطار واصطدامه بالصدادة الخرسانية الموجودة بالرصيف، ما أدى لانفجاره ووقوع عشرات من الوفيات والمصابين جراء الحادث.