مدخنو الشيشة في مصر.. رابحون بـ"مأساة كورونا"
المأزق الذي وقع فيه المدخنون كان "فاتحة خير" على متاجر الشيشة ومستلزماتها التي شهدت إقبالا كبيرا من الزبائن
أوقع قرار الحكومة المصرية بإغلاق المقاهي كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مدخنّي النرجيلة في حيرة من أمرهم، فمنهم من خرج رابحاً من الأزمة بالإقلاع عن التدخين نهائياً، فيما سعى آخرون لإيجاد طرق أخرى لتدخينها.
المأزق الذي وقع فيه المدخنون كان "فاتحة خير" على متاجر الشيشة ومستلزماتها التي شهدت إقبالاً كبيراً من الزبائن، فيما استبدلها البعض بالسجائر.
وكانت الحكومة المصرية أغلقت المقاهي وأماكن الترفيه جزئياً، قبل أن تأمر بإغلاقها بشكل كامل في إطار إجراءات أكثر صرامة تشمل حظر تجول من الثامنة مساءً حتى السادسة صباحاً.
عادل منصور، أحد أصحاب محال بيع الشيشة في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة، يقول لـ"العين الإخبارية"، إن قرار غلق المقاهي عاد عليه بالنفع بشكل كبير، موضحاً أن القرار أجبر مدخني الشيشة على شرائها وتدخينها في منازلهم "في محاولة لتحسين مزاجهم الذي عكره كورونا".
ويضيف أن الشيشة صغيرة الحجم هي الأكثر مبيعاً حتى الآن، لأن الزبائن يفضلونها لخفة وزنها وسهولة حملها داخل الشقة أو في السيارة "فهي مريحة جداً بالنسبة للزبائن، عكس المقاهي التي تشتري الشيشة كبيرة الحجم نظراً لأنها عملية مقارنة بالأصغر حجماً".
أحمد سعيد، شاب مصري في أواخر العشرينات، يتحدّث عن حيلته تجاه قرار غلق المقاهي بسبب كورونا، ويقول إنه اشترى شيشة صغيرة وخصص لها شرفة منزله ليدخنها بعيداً عن أولاده وزوجته حتى لا يتأثروا، فهم لم يعتادوا على هذا الأمر من قبل.
واستبدل هاني السروجي، موظف حكومي (40 عاماً)، الشيشة بالسجائر لعدم استطاعته تدخين الشيشة في المنزل ورفضه أن تشاهده زوجته وأطفاله يدخّن، قائلاً: "أطفالي لا يعلمون أنني أدخن، أنا فقط أدخن الشيشة خارج المنزل، لذا بعد غلق المقاهي اتجهت للسجائر لسهولة تدخينها بعيداً عن أعين أبنائي".
في المقابل أقلع سليم فضل عن التدخين نهائياً بعد قرار غلق المقاهي، مستغلاً ابتعاد الشيشة عنه وعدم وجودها أمامه.
ويوضح صاحب الثلاثين عاماً: "منذ فترة وأنا أحاول الإقلاع عن تدخين الشيشة ولكن إرادتي لم تساعدني، ومنذ تطبيق قرار الغلق شعرت أنه الوقت المناسب حتى أقلع عن التدخين نهائياً".