السيسي وبلينكن.. تفاصيل لقاء "الساعة ونصف" بالقاهرة
ختم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن زيارته إلى مصر باجتماع مع الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء، قبل أن يغادر إلى الأردن.
وفور وصوله إلى القاهرة استقبل السيسي ضيفه الأمريكي، ودخلا في اجتماع قرابة ساعة ونصف الساعة.
- بلينكن في القاهرة.. تعزيز وقف إطلاق النار بغزة
- بلينكن في تل أبيب.. إشادات بدور مصر والأردن وحزمة مساعدات لغزة
وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، إن "الرئيس السيسي أعرب عن ترحيبه بلقاء وزير الخارجية الأمريكي، ناقلاً تحياته إلى الرئيس جو بايدن".
وأضاف أن "السيسي أكد على علاقات الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحوري في دعم الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، والتطلع لتعزيز التنسيق والتشاور بين الجانبين بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية وقضايا المنطقة".
ومن جانبه؛ نقل "بلينكن إلى السيسي تحيات بايدن، مؤكداً اهتمام بلاده بتعزيز العلاقات الاستراتيجية مع مصر، وكذا تكثيف التنسيق والتشاور المشترك حول جميع قضايا الشرق الأوسط".
وأوضح أن "ذلك يأتي في ضوء الثقل السياسي الفعال الذي تتمتع بها مصر في الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي، ومساهمتها بقيادة السيسي في السعي لتحقيق الاستقرار المنشود لكل شعوب المنطقة".
ولفت إلى أن "اللقاء تطرق إلى مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في أعقاب التطورات الأخيرة في الأراضي الفلسطينية".
وثمن وزير الخارجية الأمريكي خلال اللقاء "الجهود المصرية الحثيثة في هذا الإطار للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والعمل على تثبيته".
ومن جانبه، أشاد "الرئيس السيسي بالدعم الأمريكي الكامل للجهود المصرية المذكورة"، مشيراً إلى أن "تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بانخراط أمريكي فاعل لعودة الطرفین مجدداً إلى طاولة الحوار".
وشدد على "حرص مصر على التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، وموقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وفق المرجعيات الدولية".
وبحسب متحدث الرئاسة المصرية، فقد "تم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الثنائي بين البلدين فيما يخص تثبيت وقف إطلاق النار وكذلك إطلاق عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة تأسيساً على المبادرة المصرية في هذا الإطار".
كما تم تناول ملف مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أكد السيسي في هذا السياق إرادة الدولة الثابتة حكومةً وشعباً على مواصلة جهودها الحثيثة لمواجهة تلك الآفة، وتقويض خطرها أمنياً وفكرياً، وتدعيم مبادئ المواطنة الراسخة من التآخي والتعايش وحرية الاعتقاد.
وشدد السيسي في هذا الصدد على "أهمية استمرار التنسيق والتعاون المشترك مع الولايات المتحدة لتدعيم تلك الجهود".
وأشاد بلينكن بدوره بـ"نجاح الجهود المصرية الحاسمة في هذا الإطار خلال الفترة الماضية وما تتحمله من أعباء في مكافحة الإرهاب"، معرباً عن "دعم الإدارة الأمريكية لتلك الجهود"، ومؤكداً أن "مصر تعد شريكاً مركزياً في التصدي لتحدي الإرهاب العابر للحدود".
وأضاف المتحدث الرسمي أن "اللقاء شهد كذلك التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، خاصةً تطورات الأوضاع في ليبيا والمرحلة الانتقالية التي تمر بها حالياً، وصولاً على الاستحقاق الانتخابي المنشود في ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وأوضح أنه "تم التوافق على أهمية دعم تلك المرحلة السياسية الفارقة في تاريخ ليبيا، مع ضرورة خروج المرتزقة والميليشيات الأجنبية المسلحة من ليبيا، بما سيساهم في تحقيق طموحات الشعب الليبي الشقيق والحفاظ على وحدة الأراضى الليبية وسلامة مؤسساتها الوطنية ويقوض تفشي الفوضى بها ويقطع الطريق أمام تحولها إلى مناطق نفوذ لقوى خارجية".
كما تطرق اللقاء كذلك إلى قضية سد النهضة، حيث "أكد الرئيس تمسك مصر بحقوقها من خلال التوصل إلى اتفاق قانوني منصف وملزم يضمن الأمن المائي لمصر من خلال قواعد واضحة لعملية ملء وتشغيل السد، ويحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، ومن ثم أهمية الدور الأمريكي على وجه الخصوص للاضطلاع بدور مؤثر لحلحلة تلك الأزمة".
وجدد بلينكن التزام الإدارة الأمريكية ببذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق يحفظ الحقوق المائية والتنموية لكافة الأطراف.
كم تم تناول بعض موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أشاد وزير الخارجية الأمريكي بالجهود التنموية الضخمة التي تشهدها مصر حالياً.
وأشار السيسي في هذا السياق إلى "جهود الدولة من خلال سلسلة المشروعات التنموية الكبرى بهدف تحقيق التنمية الشاملة في كل القطاعات والارتقاء بكل جوانب الحياة المعيشية للمواطنيين وكذلك جميع الخدمات المقدمة من قبل الدولة".
الاجتماع حضره وزير الخارجية المصري سامح شكري وعباس كامل رئيس المخابرات العامة؛ وهو الجهاز المكلف بملف الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
كما حضره من الجانب الأمريكي فيكتوريا نولاند وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشئون السياسية، والسفير جوناثان كوهين، سفير الولايات المتحدة بالقاهرة، وتوماس سوليفان نائب سكرتير رئيس الأركان الأمريكي، والسفيرة باربرا ليف من مجلس الأمن القومي الأمريكي.
وفي وقت سابق اليوم وصل بلينكن، إلى القاهرة، في إطار جولة بالشرق الأوسط تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار بغزة.
وتأتي زيارته للقاهرة بعد أن زار إسرائيل وفلسطين، ومن المقرر أن يختم جولته من الأردن، التي غادر إليها بعد ظهر اليوم.
وقادت مصر جهودا مكثفة عبر عواصم العالم، حتى نجحت في التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين حماس وإسرائيل فجر الجمعة بعد 11 يوما من التصعيد، بما جنب غزة والمنطقة الانزلاق أكثر إلى مربع العنف.
وخلال زيارته لإسرائيل، قال وزير الخارجية الأمريكي إن "الولايات المتحدة ستقدم 5.5 مليون دولار للإغاثة من الكوارث الطارئة في غزة، و32 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة للإغاثة ومنظمات دولية أخرى".
وأكد وزير الخارجية الأمريكي "ضرورة أن يتمكن الفلسطينيون والإسرائيليون على الحياة بأمان والتمتع بحقوق متساوية في الحرية والأمن والازدهار والديمقراطية".
وأكد بلينكن في بيان أن الولايات المتحدة "في صدد منح" مساعدات "قيمتها أكثر من 360 مليون دولار" للفلسطينيين من بينها 38 مليون دولار مساعدات إنسانية.