السيسي في الخرطوم.. آفاق جديدة لتطوير العلاقات المصرية السودانية
خبراء سياسيون ودبلوماسيون يؤكدون لـ"العين الإخبارية" أن الزيارة تعكس رغبة الجانبين في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى استراتيجي.
أكد خبراء سياسيون ودبلوماسيون أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السودان تعطي فرصة جديدة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعكس رغبة الجانبين في الارتقاء بهذه العلاقات إلى مستوى استراتيجي.
- القاهرة والخرطوم تعتمدان 12 اتفاقية لتوقيعها في قمة السيسي-البشير
- السيسي يترأس "اللجنة المشتركة"مع السودان بسادس زيارة للخرطوم
ووصل الرئيس السيسي، اليوم الخميس، إلى الخرطوم على رأس وفد رفيع، في زيارة رسمية إلى البلاد، للمشاركة في اجتماع اللجنة العليا المشتركة المصرية السودانية التي أنشئت بعد ترفيع اللجنة الوزارية بين البلدين.
وحظيت زيارة السيسي باهتمام كبير في السودان، وقد كان في استقباله الرئيس عمر البشير، وعدد من المسؤولين في البلاد، وينتظر أن يعقد الرئيسان جلسة مباحثات مشتركة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.
ويترأس السيسي اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين مصر والسودان، والتي ستبحث تطوير مصفوفة لتنفيذ المشروعات المتفق عليها بين رئيسي البلدين.
كما ستشهد القمة السودانية المصرية توقيع 12 اتفاقية اعتمدتها اللجنة الوزارية المشتركة، الأربعاء، والتي تنوعت بين التعاون الاقتصادي والسياسي والخدمي والاجتماعي، كما تضمنت ميثاق شرف إعلامي بين البلدين.
ويُنتظر أيضا إقامة معرض للمستلزمات الطبية في قاعة الصداقة بالخرطوم، ضمن البرامج المصاحبة للقمة المصرية السودانية.
ووصف السفير في وزارة الخارجية السودانية سابقا الرشيد أبوشامة، زيارة الرئيس السيسي بأنها "مهمة، وتؤكد رغبة وحرص الجانبين المصري والسوداني على الارتقاء بعلاقتهما الثنائية إلى مستوى استراتيجي".
واعتبر أبو شامة، في تعليق لـ"العين الإخبارية"، أن "رفع مستوى اللجنة الوزارية بين السودان ومصر إلى مستوى رئاسي يمثل استثناء نادرا لم يحدث من قبل، وهو ما يعزز، حسب تقديره، جدية الطرفين في تطوير التعاون الثنائي بمختلف المجالات وتجاوز العقبات التي كانت تعكر صفو العلاقة".
وأكد أن "القمة السودانية المصرية ستزيد من قوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وترفع مستوى التعاون من واقع الاتفاقات التي ينتظر توقيعها والتي ستشمل مجالات اقتصادية وسياسية وأمنية".
ونصح الخبير الدبلوماسي قيادة البلدين بـ"العمل سويا وفق منهج يقوم على الاحترام المتبادل لخصوصية هذه العلاقة، تحقيقا لمصلحة الشعبين المشتركة"، مشددا على "ضرورة إحداث تفاهمات حول الملفات التي دائما ما تسهم في تعكير صفو العلاقات الثنائية، وعدم تركها عائمة، لأنها دائما ما تستغلها أطراف لتحقيق مصالح ذاتية".
من جانبه، اعتبر الدكتور عباس التجاني، المحلل السياسي السوداني، أن "الزيارات المتبادلة بين الخرطوم والقاهرة، تحت أي مسمى وأي مناسبة، تعكس مدى التقدم الإيجابي الذي حدث في علاقة البلدين بعد الهنات التي تعرضت لها مطلع العام الجاري، والتي تم احتواؤها بحكمة فائقة"، بحسب وصفه.
وأضاف التجاني، في تعليق على الزيارة لـ"العين الإخبارية"، أن "زيارة الرئيس السيسي تحمل تـأكيدات ضمنية بأن العلاقات المصرية السودانية تسير في الاتجاه الصحيح، وأن الطرفين اقتنعا تماما بضرورة العمل المشرك لمصلحة الشعبين".
وأوضح أن "التحديات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة والإقليم تحتم على الجانبين السوداني والمصري المضي قدما في سبيل تحقيق أكبر قدر من التقارب بين الخرطوم والقاهرة، لأن كثيرا من الملفات العالقة في الإقليم تقتضي تنسيق سوداني مصري مشترك للخروج من اللعبة بمكاسب لصالح شعبي البلدين".
بدوره، قال متوكل محمود التجاني رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالإنابة في برلمان السودان، إن "ما يميز الزيارة الحالية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن سابقاتها أنها جاءت في وقت تشهد فيه علاقات البلدين انفتاحا غير مسبوق، وسط أجواء تصالحية ومفعمة بروح الإخاء ووحدة الوجدان الرسمي والشعبي".
واعتبر، خلال تعليق لـ"العين الإخبارية"، أن "رفع مستوى اللجنة الوزارية بين السودان ومصر إلى تمثيل رئاسي لم يأت من فراغ، وما هو إلا دليل على متانة العلاقات بين البلدين"، مؤكدا أن "المؤسسة التشريعية تتطلع إلى مزيد من توطيد العلاقات الثنائية بما يعود بالنفع على الشعبين".
وامتدح المسؤول البرلماني العلاقات المصرية السودانية، ووصفها بأنها في أفضل حالاتها، وأن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الخرطوم وما يصاحبها من مباحثات ستمضي بأوجه التعاون المشترك إلى رحاب أوسع.
وأعرب عن تطلعهم لاكتمال التفاهمات مع الجانب المصري، لإحياء برلمان وادي النيل الذي سيتيح فرصا جديدة للتواصل الشعبي بين البلدين، ويزيل كثيرا من العقبات التي تعترض طريق تطوير العلاقات الثنائية.