من قمة العلمين إلى اجتماعات قصر التحرير.. دبلوماسية مصرية نشطة
دبلوماسية مصرية نشطة، تكثفت وتيرتها خلال الساعات القليلة الماضية، باجتماعات وتحركات حول عدد من الملفات الإقليمية، بهدف التنسيق والتشاور بين البلدان المعنية.
فغداة عقد قمة العلمين بين قادة مصر عبدالفتاح السيسي والأردن عبدالله الثاني وفلسطين محمود عباس، استضافت العاصمة المصرية عددًا من الاجتماعات الثلاثية والثنائية لوزراء خارجية عدد من دول المنطقة.
وأفضى اجتماع القادة الثلاثة إلى عدد من النقاط؛ أبرزها وضع جدول زمني واضح لـ"إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المشروعة"، مؤكدين أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام العادل والشامل هو خيار استراتيجي وضرورة إقليمية ودولية ومسألة أمن وسلم دوليين.
ومن قمة العلمين، إلى اجتماع ثلاثي عقده، وزير الخارجية المصري سامح شكري، مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والعراقي فؤاد حسين، في العاصمة القاهرة.
اجتماعات ثلاثية
وعن ذلك الاجتماع، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، إن القاهرة استضافت اجتماعاً يضم وزراء خارجية مصر والأردن والعراق، في إطار آلية التعاون التي تجمع الدول الثلاث، مؤكدًا أن هناك تنسيقًا مستمرًا وتشاورًا دائمًا لتعزيز أوجه التعاون الاقتصادي، ولبحث مستجدات الموقف التنفيذي للمشروعات المشتركة.
وأوضح المتحدث باسم "الخارجية المصرية"، أن الآلية الثلاثية - التي جاء اجتماعها على هامش استضافة القاهرة لاجتماع لجنة الاتصال العربية المعنية بسوريا- تشكل منصة هامة على صعيد الجهود المشتركة الرامية إلى تعزيز آليات التعاون الاقتصادي بين الدول الثلاث في المجالات المختلفة، وكذا التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حفاظاً على وحدة الصف العربي وصون أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة.
وبحسب متحدث "الخارجية المصرية"، فإن الاجتماع مثل فرصة سانحة لمتابعة مشروعات التعاون والتكامل الإستراتيجي بين الدول الثلاث، مشيرًا إلى أن وزراء خارجية الدول الثلاثة اتفقوا على عقد اجتماع متابعة على هامش الاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في سبتمبر/أيلول القادم، للوقوف بدقة على الموقف التنفيذي لمشروعات التعاون المشتركة وتوفير الدعم والتسهيلات اللازمة لتيسر تنفيذها على أرض الواقع.
سوريا على الطاولة
وفي لقاء ثان، كانت القاهرة على موعد مع اجتماع للجنة الاتصال العربية الخاصة بسوريا، بحسب المتحدث باسم الخارجية المصرية، الذي قال إن "الحاضنة العربية تسعى جاهدة لإيجاد حلول ناجعة ومستدامة للأزمة السورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري".
وعلى هامش تلك الاجتماعات، كانت هناك لقاءات ثنائية، فوزير الخارجية المصري سامح شكري، بحث مع نظيره السوري فيصل المقداد، آخر المستجدات الخاصة بالأوضاع في سوريا على مختلف الأصعدة، والجهود التي تبذلها الحكومة السورية من أجل التعامل مع مختلف جوانب الأزمة السورية، بما في ذلك قضايا عودة اللاجئين ومكافحة الإرهاب والمخدرات والتعاون الأمني مع الدول العربية في الجوار السوري وموضوعات التعافي المبكر وفرض السيادة السورية على أراضيها.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن الوزير سامح شكري، أكد خلال اللقاء على حرص اللجنة العربية على استكمال المهمة المنوطة بها، للمساعدة في حل الأزمة السورية التي طال أمدها، وتقديم يد العون للشعب السوري لتجاوز محنته، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.
وأضاف متحدث الخارجية المصرية، أن اللقاء تطرق إلى الجوانب المتعلقة باجتماع لجنة الاتصال العربية، والذي يأتي اتساقاً مع دور جامعة الدول العربية والدول الأعضاء لتعزيز العمل العربي المشترك والتكاتف من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة السورية بكافة أبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية، فيما أعرب الوزير شكري عن تطلعه لأن تنجح اللجنة في تحقيق الأهداف المرجوة من هذا الاجتماع.
وفي اجتماع ثان، التقى الوزير شكري، نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث سبل تعزيز مسار العلاقات الثنائية، والتباحث وتبادل الرؤى تجاه مختلف القضايا الإقليمية والأزمات التي تشهدها المنطقة.
جاء اللقاء على هامش مشاركة الوزيرين في أعمال اجتماع مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا المُنعقِد اليوم في القاهرة.
قضايا المنطقة
وبحسب متحدث الخارجية المصرية، فإن شكري أكد خلال الاجتماع على اعتزاز الجانب المصري بالروابط الوثيقة والأخوية التي تجمع بين البلدين في مختلف المجالات، سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، والتي تستمد قوتها من العلاقات الراسخة الممتدة التي دائماً ما جمعت بين البلدين، معرباً عن التطلع لمواصلة العمل سوياً من أجل الدفع بآليات التشاور والتنسيق لتعميق أطر التعاون الثنائي في القطاعات محل أولوية البلدين على نحو يخدم مصالح وتطلعات الشعبيّن.
من جانبه، ثمَّن وزير الخارجية السعودي العلاقات المتميزة والأخوية بين مصر والسعودية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية، مؤكداً اعتزاز الجانب السعودي بالزخم الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية في شتى المجالات.
ويقول متحدث الخارجية، إن الاجتماع تطرق إلى التطورات التي تشهدها قضايا المنطقة وسبل تعزيز آليات التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية تجاهها، وفى مقدمتها الأوضاع في: السودان، وليبيا، واليمن، وسوريا.
وأكد الوزيران على ضرورة الدفع بأطر التضامن والعمل العربي المشترك في مواجهة الأزمات المختلفة بالمنطقة حفاظاً على الأمن القومي العربي، وبحيث تكون الحلول المطروحة لتلك القضايا عربية خالصة، ويتسنى لشعوب المنطقة أن تحدد مصيرها بنفسها على نحو يُلبي طموحاتها في إرساء الاستقرار وتحقيق المزيد من التقدم والازدهار.
القضية الفلسطينية
كما تناول الاجتماع تطورات القضية الفلسطينية، فالوزير شكري أحاط نظيره السعودي بنتائج القمة الثلاثية التي استضافتها مصر مؤخراً بحضور ملك الأردن والرئيس الفلسطيني، والتي أكدت على الثوابت الخاصة بحل القضية الفلسطينية وسبل دعم الوصول لحل عادل وشامل لها، يكفل للأشقاء في فلسطين إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، استناداً لمرجعيات الشرعية الدولية المُتفَق عليها.
واتفق الوزيران على أهمية استمرار التواصل والتنسيق خلال المرحلة القادمة دعماً للقضايا العربية، ولتعزيز آليات التعاون والتضامن بين البلدين الشقيقيّن.
وعلى هامش أعمال اجتماع مجموعة الاتصال الوزارية العربية المعنية بسوريا، التقى وزير الخارجية السعودي، نظيره الأردني أيمن الصفدي، في قصر التحرير بالقاهرة، لبحث سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين في كافة مجالات التعاون المشترك.
كما تطرق الجانبان إلى العديد من القضايا التي تهم البلدين وتخدم المصالح المشتركة، إلى جانب مناقشة التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها.
في السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية السعودية، إن الأمير فيصل بن فرحان، بحث مع نظيره السوري فيصل المقداد، مستجدات الأوضاع على الساحة السورية والمنطقة، وتبادل وجهات النظر حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.