الكنيسة المصرية.. حفظها التاريخ واستهدفها الإرهاب الأسود
يد الإرهاب تستهدف مقر البابوية القبطية "المرقسية" الجديد بالعباسية بوسط القاهرة وهي أقدم الكنائس العالمية.
اقتربت يد الإرهاب من مقر البابوية القبطية "المرقسية "الجديد بالعباسية بعد مرور 50 عاما على افتتاح المقر الذي يمثل الكنيسة المصرية أقدم الكنائس العالمية في عام 1968، والذي يمثل مكانة خاصة في قلوب المصريين حيث يوجد كرسي مرقس الرسول تلميذ السيد المسيح الذي يعود إلى عام 61 ميلادي.
تاريخ الكرسي البابوي القبطي:
يعود تاريخ الكنيسة المصرية والتي تسمي الكنيسة" المرقسية" نسبة إلى الرسول مرقس أحد تلاميذ السيد المسيح الذي عاصره وتتلمذ على يديه، والذي قام بنشر المسيحية في مصر في عام 61 ميلادي.
وقد قام مرقس الرسول برسم أول أسقف للكنيسة المصرية والتي كانت مقرها مدينة الإسكندرية عام "62- 84 م هو القديس "أنيانوس" الذي أصبح أول البطاركة في تاريخ الكنيسة المرقسية، وتوالى البطاركة والآباء على اعتلاء الكرسي المرقسي في الإسكندرية.
وفقا "لتاريخ الكنيسة القبطية" للأستاذ موريس كامل ديمتري الذي يقول "ظل الكرسي البابوي في مدينة الإسكندرية لمدة 900 عام حتى انتقل إلى القاهرة مع بداية الحكم الفاطمي لمصر وتأسيس القاهرة الفاطمية عام 969 م، وتحديدا إلى منطقة مصر القديمة حيث كنيسة "السيدة العذراء" والتي يطلق عليها الكنيسة المعلقة، وظلت مقرا للمقر الرسمي للكرسي البابوي من عام 1046 م حتى عام 1320 م .
يقول المؤرخ القبطي "عزت أندراوس" فى كتابه "الموسوعة القبطية" إن الكرسي البابوي انتقل مرة أخرى من مصر القديمة إلى حارة "زويلة" بحي الجمالية عام 1320م حتى عام 1660م، ثم انتقل مرة أخرى إلى كنيسة السيدة العذراء فى منطقة الغورية وتحديدا بحارة الروم فى عصر البابا "متاؤس الرابع" عام 1661- 1675 م، المحطة الخامسة للكرسي المرقسي كانت إلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالدرب الواسع بالأزبكية في عام 1799 – 1968 م، المحطة الأخيرة "السادسة" لانتقال الكرسي البابوي كانت إلى العباسية عام 1968 حتى الآن .
قصة بناء الكاتدرائية المرقسية بالعباسية:
ترجع قصة انتقال مقر الكنيسة القبطية بمنطقة العباسية والتي تم وضع حجر الأساس للكنيسة في 24 يوليو عام 1965 م على يد الرئيس جمال عبد الناصر، والتي استمر بناؤها 3 سنوات، وتم افتتاحها رسميا في 25 يونيو عام 1968 م بحضور الرئيس عبد الناصر والإمبراطور "هيلاسلاسي" إمبراطور إثيوبيا، وآباء وبطاركة الكنائس المصرية المختلفة.تبلغ مساحة كاتدرائية العباسية 2500 متر مربع، وتعود أرض الكنيسة إلى أرض الأنبا "رويس" والتي كانت في الأصل مدافن، وقام نزاع بين الحكومة المصرية متمثلة في وزير الداخلية آنذاك الذي أراد الاستيلاء على الأرض بحجة أنها مدافن، وتبرعت الحكومة بأرض بديلة في الجبل الأحمر في عام 1937، دارت مفاوضة بين الحكومة والكنيسة حتى عام 1943، وانتهت إلى موافقة الحكومة على تملك الحكومة للأرض، وقد اشترطت الحكومة عدم إقامة أي مشاريع ربحية على الأرض لمدة 15 عاما.
قام الرئيس جمال عبد الناصر بالتبرع شخصيا لبناء الكاتدرائية بمبلغ 100.000 جنيه، كما تبرع أبناؤه من مصروفهم الخاص للكنيسة، وسلموا التبرع للبابا "كيرلس السادس" بطريرك الكنيسة المرقسية، وبلغت تكلفة إنشاء الكاتدرائية 350.000 جنيه في ذلك الوقت، والكاتدرائية تضم كنيسة "مار مرقس"، بالإضافة إلى كنيسة السيدة العذراء، والعديد من المباني داخلها منها المقر البابوي، ومزارات القديسين والباباوات.
بلغ عدد البطاركة الذين جلسوا على الكرسي المرقسي منذ بداية تأسيها في الإسكندرية عام 61 م حتى الآن طوال 1955 عاما حوالي 118 بطريركا تناوبوا على الكرسي البابوي أقدم الكنائس في العالم، ولم تفلح أي محاولات من النيل من الوحدة الوطنية التي عاش خلالها المصريين بمسلميها ومسيحييها طوال تلك الفترة التاريخية، ولكن لم تنجح هذه المخططات في استهداف الكنيسة طوال تاريخها فقد كان يتم إجهاضها قبل تنفيذها، فقد كشفت النيابة العامة في عام 2012 عن تخطيط تنظيم الجهاد الجديد لتفجير الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وإحالتها مسؤولي التنظيم للمحاكمة. aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز