تابوت "توت عنخ آمون".. أيقونة المتحف المصري الكبير
تابوت توت عنخ آمون واحد من القطع الأثرية النادرة التي تزين صالة عرض المتحف الكبير، ضمن 4266 قطعة أثرية من الملك الفرعوني.
على مدار 8 أشهر مقبلة، وبعد مرور أكثر 97 عاماً على اكتشاف مقبرته، بدأت، الأربعاء، رحلة إعادة رونق الملك توت عنخ آمون إلى سابق عهده، واستعادة صدارته في جذب أعين السائحين والزوار، بترميم التابوت الخشبي للملك الذهبي، تمهيداً لعرضه في المتحف المصري الكبير المقرر افتتاحه نهاية 2020.
وكانت وزارة الآثار المصرية أعلنت البدء في أعمال ترميم التابوت الخشبي، مؤكدة أنها أول عملية ترميم بعد اكتشاف المقبرة والتابوت الخشبي عام 1922، بعد نقله من المقبرة إلى المتحف المصري الكبير مباشرة، استعدادا لعرضه ضمن التوابيت الأخرى الذهبية بمقرها الجديد في المتحف الكبير.
وحدد عدد من الأثريين والمرممين مدة ترميم تابوت توت عنخ آمون، عقب معاينة حالة التابوت قبل النقل التي أوضحت مظاهر من التلف وشروخا في الطبقات الأولى المذهبة وضعفا عاما في طبقات التذهيب، وفقا لبيان الوزارة الرسمي.
ويعد تابوت توت عنخ آمون واحدا من القطع الأثرية النادرة التي تزين صالة عرض المتحف الكبير، ضمن 4266 قطعة أثرية من مجموعة توت عنخ آمون المقرر عرضها بالمتحف الواقع بالقرب من أهرمات الجيزة غربي القاهرة.
أهمية تاريخية
تعود قصة اكتشاف تابوت توت عنخ آمون إلى عام 1924، أي بعد عامين فقط من اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، أحد ملوك الأسرة الـ 18 والأخير الذي يحمل الملك لهذه الأسرة.
ويكتسب تابوت توت عنخ آمون أهميته، نظرا لانتمائه لأهم ملوك الفراعنة "نب خبرو توت عنخ آمون"، الذي حكم نحو 9 سنوات من القرن الرابع قبل الميلاد، وخلال حكمه استطاع أن يعيد عبادة الإله آمون والمعبودة أوزوريس إلى البلاد بعد فترة حكم والده أخناتون الذي كان يمجد الإله آتون، لذا أصبح اسم توت عنخ آمون مرتبطا باسمه، وهو يعني باللغة العربية "الصورة الحية للإله آمون" كبير الإلهة في مصر القديمة.
ومع احتفاظ التابوت بألوانه ومحتوياته في حالة جيدة، ازدادت أهمية القطعة الأثرية التي استقرت لقرون طويلة في مقابر وادي الملوك والملكات بالبر الغربي بالأقصر في صعيد مصر، من دون أن يعلم أحد عنها شيئا، حتى جاءت اللحظة الفارقة مع بداية عمل البعثات الأجنبية الأثرية بالمنطقة عقب فك رموز حجر رشيد، والتعرف على اللغة المصرية القديمة الهيروغليفية.
قصة الاكتشاف
في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1922، واصل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر حفرياته ناحية مقبرة الملك رمسيس الرابع بمنطقة وادي الملوك بالأقصر، وعند مدخل النفق المؤدي للمقبرة، كانت هناك منطقة مرتفعة أثارت انتباه عالم الآثار ورئيس البعثة، ما دفعه إلى تكثيف الحفر عند هذا النفق إلى أن تم اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون بكامل محتوياتها دون أن تتعرض لتلف أو سرقة من اللصوص، بحسب كتاب موسوعة مصر القديمة.
اكتشاف مقبرة أهم ملوك الأسرة الـ18، كانت دافعا قويا لكارتر وأعضاء البعثة الأثرية لاستمرار عملية التنقيب، ليتم العثور على مومياء الملك كاملة بجانب محتويات المقبرة من أقنعة وخواتم وقلائد والتاج والعصي في 16 فبراير/ شباط 1923.
ومع استمرار عملية التنقيب، لاحظ هوارد كارتر داخل المقبرة صندوقا خشبيا مزخرفا بنقوش مطعمة من الذهب وسط غرفة دفن الملك، وبرفع الصندوق الخشبي تم الكشف عن صندوقين آخرين بجانب الصندوق الرئيسي للملك الذي يجسد هيئة توت عنخ آمون في منتصف فبراير/شباط 1924.
محتويات التابوت المذهب
كان الصندوق الخشبي المزخرف بنقوش مطعمة من الذهب، داخله أكثر من صندوق، الأول كان مطعما أيضاً بالذهب مثل الثاني الذي مكّن كارتر من الوصول إلى التابوت الحجري المغطى بالحجر المنحوت على هيئة توت عنخ آمون، وبعد الكشف عن التابوت الحجري ظهر التابوت الرئيسي وتابوتان آخران ينتميان إلى الملك الشاب.
ونظرا إلى أن التوابيت الرئيسية كانت محكمة الغلق، لجأ كارتر إلى قطع التوابيت الذهبية الثلاثة للكشف عن مومياء توت عنخ آمون، وبعد الكشف عن المومياء والمقتنيات التي وضعت بجوار الملك بعد وفاته، أعادت البعثة الأثرية بقيادة كارتر التوابيت والمومياء إلى حالتها الأولى.
وظل تابوت الملك داخل مقبرته، حتى قررت الآثار المصرية تجهيزه لعرضه ضمن مقتنيات المتحف المصري الكبير المقرر أن يصبح من أكبر متاحف الشرق الأوسط والعالم.