بالصور.. اكتشاف مقبرة فرعونية عمرها 4400 عام في مصر
البعثة تعثر بالجدار الشمالي من المقبرة على مدخل البناء السفلي، ويحاكي تصميمه أهرامات الأسرة الخامسة، ويكشف عنه لأول مرة بمقابر الأفراد.
كشفت بعثة أثرية مصرية النقاب عن مقبرة فريدة من نوعها عمرها 4400 عام، لشخص يدعى خوي، كان يشغل منصب النبيل لدى الملك جدكارع، في أواخر عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، خلال أثناء أعمال الحفائر والتسجيل العلمي للمجموعة الهرمية بجنوب سقارة في مصر.
يبدأ هذا الجزء من المقبرة بممر هابط يؤدي إلى ردهة صغيرة، منها إلى حجرة أمامية منقوشة عليها مناظر تصور صاحب المقبرة جالس أمام مائدة القرابين، وكذلك على قائمة قرابين ومنظر لواجهة القصر.
وكشفت البعثة المصرية، برئاسة الدكتور محمد مجاهد، عن حجرة ثانية غير منقوشة استخدمت للدفن، بها بقايا تابوت من الحجر الجيري الأبيض مهشم تماماً، ونجحت في الكشف عن البقايا الآدمية لخوي بين الأحجار؛ إذ وجد عليها بقايا الزيوت ومادة الراتنج التي كان يستخدمها المصري القديم في التحنيط.
أوضح الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن المقبرة تتكون من بناء علوي عبارة عن مقصورة قرابين شيدت على شكل حرف L، مضيفا: "من الواضح أن أحجار المقصورة انتزعت خلال العصور المصرية القديمة، وأعيد استخدامها في أماكن أخرى، إذ لم تعثر البعثة سوى على بقايا الجدران السفلية، والتي شيدت من الحجر الجيري الأبيض".
وأشار وزيري إلى أن البعثة عثرت بالجدار الشمالي من المقبرة على مدخل البناء السفلي لها، ويحاكي تصميمه أهرامات الأسرة الخامسة، وهو التصميم الذي يكشف عنه لأول مرة داخل مقابر للأفراد وليس ملوك تلك الفترة.
بينما أكد الدكتور محمد مجاهد أن هذا الكشف يعد استكمالا لإظهار أهمية فترة الملك جدكارع بصفة خاصة (2388 ق.م – 2356 ق.م)، ونهاية الأسرة الخامسة بصفة عامة؛ إذ نجحت البعثة خلال موسم حفائرها الماضي، في الكشف عن اسم زوجة الملك لأول مرة، وتدعى الملكة ست إيب حور، ووجد محفور على عمود من الجرانيت موجود بالجانب الجنوبي من معبدها.
وأضاف أن المجموعة الهرمية ومعبد الملكة كشف عنهما من قبل خلال خمسينيات القرن الماضي، ولم يكن لدى الأثريين أي معلومة عن اسم صاحبتها أو ألقابها.
تعد المجموعة الهرمية للملكة ست إيب حور، والموجودة شمال شرق هرم زوجها، إحدى أضخم المجموعات الهرمية التي شُيدت لملكة خلال عصر الدولة القديمة، وواحدة من أوائل الأهرامات التي شيدت بجنوب سقارة خلال نهاية الأسرة الخامسة.
كما انتهت البعثة من أعمال الترميم المعماري لهرم الملك جدكارع من الداخل؛ إذ إنه لم يخضع لأي أعمال ترميم من قبل، وتستكمل حاليا أعمال الترميم والتسجيل الأثري للمجموعة الهرمية للملك جدكارع، وزوجته ست إيب حور؛ لاكتشاف مزيد من معلومات عن تاريخ نهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة، والذي شهد تحولا جذريا في الفكر والعقيدة المصرية القديمة، من خلال ظهور نصوص الأهرامات لأول مرة داخل هرم الملك أوناس، وريث عرش الملك جدكارع، وكذلك التوقف عن تشييد معابد الشمس، التي شيدها جميع ملوك الأسرة الخامسة قبل جدكارع.