رفع قيود السفر إلى مصر.. انفراجة كبرى لقطاع السياحة
المشاورات بين موسكو والقاهرة مستمرة لإعادة السياحة الروسية لشرم الشيخ خاصة أن عام 2015 شهد قدوم 2.3 مليون سائح روسي
بالتزامن مع موسم السياحة الشتوي، أعلنت دول عدة رفع قيود السفر إلى المدن المصرية.
وكانت الحكومة البريطانية آخر الدول المنضمة لقائمة هذه الدول بعد عودة رحلاتها الجوية إلى مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأوضح جيفري أدامز السفير البريطاني، الشهر الماضي، أن الإعلان جاء بعد تعاون بين خبراء أمن الطيران في بريطانيا ومصر، بإعادة رحلات الطيران المباشر إلى شرم الشيخ.
وتوقفت رحلات الطيران المباشرة من روسيا وبريطانيا إلى مصر، في سبتمبر/أيلول 2015، عقب سقوط طائرة ركاب روسية فوق صحراء سيناء، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها.
وتستمر المشاورات بين موسكو والقاهرة لإعادة السياحة الروسية لشرم الشيخ، خاصة أن عام 2015 شهد قدوم 2.3 مليون سائح روسي حتى حادث الطائرة الروسية، لتنخفض حركة السياحة 100 ألف سائح روسي في 2017.
وأعرب نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف عن ثقته لإعادة رحلات الشارتر الجوية بين روسيا والمنتجعات المصرية قريبا، وفي أبريل/نيسان 2018 عادت حركة الطيران بين موسكو والقاهرة من جديد.
مطار شرم الشيخ يستقبل أولى الرحلات من لندن ديسمبر المقبل
مصر تستهدف توظيف شخص من كل أسرة بقطاع السياحة
انفراجة كبرى
وسبق القرار البريطاني قرارات عودة الطيران من مالطا والسويد وألمانيا، وعادت أول رحلة طيران مباشرة قادمة من العاصمة السويدية ستوكهولم إلى شرم الشيخ على متنها 177 مسافرا وهي نسبة تعني امتلاء كاملا للرحلة، بعد توقف دام نحو 8 سنوات و8 أشهر.
وأوضح علي كامل منصور، الخبير السياحي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن قرار إعادة الرحلات إلى مصر دليل واضح على حجم الاستعدادات الأمنية التي بذلت خلال الـ4 سنوات الماضية بالمطارات، مشيرا إلى أنه عامل تحفيزي لزيادة حركة السياحة الوافدة إلى مصر.
عودة الطيران السويدي إلى شرم الشيخ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شكلت دفعة لسياحة الشواطئ، نظرا لأن السويد هي إحدى دول الإسكندنافية وأهم الأسواق السياحية لمصر التي كانت تقدم نحو ربع مليون سائح سنويا.
ومن المتوقع أن تزيد حركة السياحة الإسكندنافية إلى مصر، بعد تفعيل برنامج تحفيز الطيران الجديد، المبرم بين وزراتي السياحة والطيران المدني بمصر، الذي يبدأ تنفيذه من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حتى أبريل/نيسان 2020، وفقا لوزارة السياحة المصرية.
ويتضمن البرنامج ضوابط التزام شركات الطيران بعدم التمييز بين الطيران العارض والمنتظم، وتمييز المحافظات التي تأثرت فيها حركة السياحة الوافدة إليها، من أجل تنشيط السياحة فيها، إضافة إلى منحها حوافز إضافية عند تحقيق نمو مستدام، مرة واحدة كل 6 أشهر بين شرائح تصاعدية بإجراءات مبسطة لضمانة صرف المستحقات.
وبعد 12 عاما أعادت الشركة الوطنية المالطية Air Malta الطيران المباشر من مالطا إلى القاهرة في سبتمبر/أيلول الماضي، بمعدل رحلتين في الأسبوع الواحد يومي الأحد والخميس بأسعار تبدأ من 71 يويو.
ورغم إلغاء شركة لوفتهانزا للطيران الألمانية رحلتها بين مطاري فرانكفورت والقاهرة في يوليو/تموز الماضي دون إبداء سبب، فإنها أعادت الرحلات مرة أخرى للقاهرة بعد ساعات قليلة من التوقف.
كما أعلنت شركة طيران إيبريا الإسبانية مؤخرا عزمها تسيير 4 رحلات طيران مباشرة أسبوعية بين العاصمة الإسبانية مدريد ومدينة القاهرة بدءا من 2020.
الترويج في أرقام
وعلى مدار العامين الماضيين وضعت السياحة المصرية خطة ترويج انعكست على تصنيفها في منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السياحة والسفر لعام 2019، وتقدمت مصر في المركز الـ5 بدلا من الـ60 في استراتيجية الترويج والتسويق السياحي، لتحصل على رابع أعلى نمو في مؤشر تنافسية السفر والسياحة في الأداء عالميا.
واعتبر منصور أن لهذه الأرقام مردودا إيجابيا لرؤية وخطة الحكومة المصرية التي تستهدف إعادة السياحة لمعدلاتها السابقة قبل 2011، متوقعا أن يشهد عام 2020 زيادة ملحوظة في حجم السياحة الوافدة إلى شرم الشيخ والأقصر.
وتعمل خطة الترويج لإعادة السياحة الإيطالية بتأسيس بورصة للسياحة الإيطالية في الأقصر عام 2020، تسهيلا للجمع بين السياحة الترفيهية والثقافية بين مدينتي مرسى علم والأقصر، لتفضيل 42% من الإيطاليين السياحة الثقافية و28% سياحة الشواطئ من حجم السياحة الوافدة لمصر.
وبعد سنوات من الأزمة الطاحنة التي تعرض لها قطاع السياحة منذ 2011، زادت حركة السياحة بمعدل 16.5% نظرا لتحسن الأوضاع الأمنية بحسب تقرير منتدى الاقتصاد العالمي للتنافسية في السفر والسياحة.
وتستهدف مصر في السنة المالية 2019 - 2020 زيادة حركة السياحة الوافدة إلى 12 مليون سائح بزيادة تقدر 11% عن السنة المالية الماضية وزيادة عدد الليالي السياحية 127 مليون ليلة بدلا من 113 مليون ليلة في العام الماضي.