تبادل السفراء بين مصر وتركيا.. الدلالات والنتائج
"تفاهمات كبيرة بالقضايا الخلافية".. هكذا أجمع خبراء مصريون وأتراك، على دلالات رفع العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتركيا وتبادل السفراء.
وبحسب الخبراء فإن القضايا الخلافية الـ4 تشمل ليبيا (شرق المتوسط)، والعراق، وسوريا، وملف الإخوان.
جاء ذلك في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، مع الخبراء بشأن إعلان الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء.
- مصر وتركيا.. فوز أردوغان يفتح باب عودة السفراء
- عودة السفراء وقمة السيسي - أردوغان.. مصر وتركيا تدشنان خطوات التقارب
واتفق الخبراء على أن توقيت القرار الذي جاء بعد يوم من إعلان فوز أردوغان في الانتخابات التركية، يعكس الحرص والرغبة من الدولتين في تسريع وتيرة التقارب بشكل كبير لتعظيم الاستفادة وعدم تضييع المزيد من الوقت، والإصرار أيضا على طي صفحة الماضي.
وأجرى الرئيس المصري اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركي، حيث قدم الرئيس السيسي التهنئة للرئيس أردوغان بمناسبة فوزه بالانتخابات الرئاسية، وإعادة انتخابه رئيسًا لتركيا لفترة رئاسية جديدة.
من جانبه، أعرب الرئيس التركي عن التقدير لهذه اللفتة الطيبة من الرئيس السيسي.
وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن "الرئيسين أكدا عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي"، واتفقا على "تدعيم أواصر العلاقات والتعاون بين الجانبين.
وفي ذلك الإطار قرر الرئيسان "البدء الفوري في ترفيع العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين وتبادل السفراء".
زيارة أردوغان لمصر "غير مستبعدة"
وبعد إعلان، اليوم، أكد الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن "العلاقات بين القاهرة وأنقرة باتت طبيعية دبلوماسيا وسياسيا، بالتوازي مع تطور في العلاقات الاقتصادية والتعاون في مختلف المجالات".
وفي ظل تطورات العلاقة بين البلدين، لم يستبعد "عبد الفتاح"، قيام الرئيس التركي الفائز بفترة رئاسية جديدة، بزيارة إلى مصر في أقرب فرصة.
ورأى الخبير السياسي المصري أن "إعلان تبادل السفراء بعد يوم من فوز أردوغان، يعكس حرص ورغبة أنقرة والقاهرة على عدم تضييع الوقت، وتسريع وتيرة التقارب بشكل كبير لتعظيم الاستفادة من تطور العلاقات".
ونبه في هذا الإطار إلى أن إعلان اليوم يؤشر لتفاهمات في القضايا الخلافية بينهما، وأبرزها؛ ليبيا وشرق المتوسط وملف الإخوان، إضافة إلى إصرار الدولتين، على طي صفحة الماضي وتطوير العلاقات بين الدولتين.
بدوره، قال الدكتور كرم سعيد، الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ"العين الإخبارية"، إن "رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية، يعكس التطور في مستوى العلاقات، وهو مرشح للمزيد، من أجل الوصول لمستوى معقول من التفاهمات حول القضايا الخلافية وحل جانب منها".
ووفقاً لسعيد فإن "الترتيبات والتفاهمات المصرية - التركية ستنعكس على الإقليم سواء على صعيد إدارة الصراعات في الإقليم، وتسوية الأزمات، أو تسوية القضايا الخلافية بين البلدين".
وأوضح أنه على "صعيد الملف الليبي بات هناك شبه توافق بين القاهرة وأنقرة على توحيد المؤسسة العسكرية، وحماية الحدود، وإجراء الانتخابات، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، وإعادة الإعمار".
وقال إن "أنقرة تعي أن تحقيق مصالحها في ليبيا يظل مرتبطا بتطوير العلاقة مع مصر، مع إدراكها مؤخرا أيضا أهمية ليبيا كعمق استراتيجي للقاهرة".
وبشأن ملف شرق المتوسط، أكد الخبير بمركز الأهرام أن القاهرة تلعب دورا محوريا ووازنا في شرق المتوسط، ويمكن الاستفادة منها كوسيط لتهدئة العلاقات التركية مع اليونان وقبرص، وتصفير المشاكل بينهما.
وبين في هذا الصدد أن "هناك عاملاً مرتبطاً بمتغير الطاقة، حيث إن أنقرة تستورد غازا مسالا من مصر وتعول على القاهرة في سد جانب من احتياجاتها للغاز، مع اعتمادها الرئيسي على روسيا وإيران وأذربيجان وقطر، لكن تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد العقوبات الغربية على روسيا، أثارت مخاوف لدى تركيا من تأثير هذه العقوبات على قطاع الطاقة الروسي".
كما اعتبر سعيد أن "العلاقات مع القاهرة هي ورقة وازنة بالنسبة لتركيا، خاصة في ظل الضغوط الغربية مؤخرا على أنقرة".
ونوه أيضا بأن "المسار الأقرب للعلاقات التركية المصرية بعد فوز أردوغان في الانتخابات هو تسريع وتيرة التطبيع وتعزيز فرص التقارب لعدة اعتبارات منها العامل الاقتصادي، فحجم العلاقات التجارية بين أنقرة والقاهرة كبير، حيث يتجاوز 5 مليارات دولار، والسوق المصري مهم للمنتجات التركية إضافة إلى أن مصر بوابة عبور للمنتجات التركية للعالم الأفريقي.
وفي تأكيده، قال المحلل السياسي التركي والباحث بالعلاقات الدولية الدكتور طه أوغلو عودة، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "فوز الرئيس التركي رجب أردوغان سيسهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات التركية العربية وتحديدا المصرية، خاصة أنها قطعت شوطا كبيرا خلال الأشهر الماضية".
وأبرز أن "الملف الأهم في السياسة الخارجية التركية، الذي سيشهد دفعة قوية خلال الفترة المقبلة يتمثل في الملف المصري - السوري".
وستشهد العلاقات مع مصر خلال الفترة المقبلة، والحديث لـ"المحلل السياسي التركي"، تحركات سريعة في مسار تطبيع العلاقات، حيث يتم التحضير لعقد لقاء قمة بين الرئيس السيسي وأردوغان، بعد ترتيب الوضع الداخلي في تركيا خلال الأسابيع المقبلة، فيما يتعلق بتشكيل الحكومة.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أكد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري خلال زيارته للقاهرة في أبريل/نيسان الماضي: "نخطط لعقد قمة على مستوى رئيسي تركيا ومصر، وبحثنا التحضيرات لهذه القمة خلال اجتماعنا مع وزير الخارجية".
وأشار إلى أنه اتفق مع شكري على "اتخاذ خطوات حيال تطوير العلاقات بين البلدين".
واكتسب مسار التقارب بين مصر وتركيا دفعة كبيرة بعد لقاء جمع الرئيسين السيسي وأردوغان على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في الدوحة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
كما أجرى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا بنظيره التركي عقب زلزال فبراير/شباط الماضي أعرب خلاله عن تضامن مصر مع تركيا في مصابها الأليم.
وعقب الزلزال تبادل وزيرا خارجية البلدين سامح شكري ومولود جاويش أوغلو الزيارات، ولعب التضامن المصري مع تركيا الذي شمل إرسال مساعدات، دورا كبيرا في دفع عملية التقارب قدما إلى الأمام.
ومنذ 2021، تخوض الدولتان مباحثات متدرجة المحتوى والمستوى لتطبيع العلاقات بعد سنوات من الجفاء وتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز