برلمانيون وخبراء أتراك لـ"العين الإخبارية": زيارة جاويش أوغلو لمصر خطوة لحل الخلافات
"رُب ضارة نافعة".. تنطبق هذه المقولة على العلاقات المصرية التركية التي تأثرت إيجابا بكارثة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا الشهر الماضي.
فعقب الزلزال الذي أدى إلى مقتل أكثر من 50 ألف شخص، قدمت دول كثيرة دعما ومساعدات لتركيا، وكانت مصر من بين تلك الدول، إيذانا ببدء حقبة جديدة في العلاقات بعد توتر دام لنحو 10 سنوات.
- مصر وتركيا.. زخم التقارب يزلزل جرف الإخوان "الهاري"
- جاويش أوغلو بالقاهرة.. تدشين مسار استعادة العلاقات بين مصر وتركيا
وأرسلت مصر إلى تركيا سفينة "الحرية" التي تحمل 525 طناً من مواد الإغاثة، كما كانت مصر من أوائل الدول التي أرسلت فرق بحث وإنقاذ إلى تركيا.
وتستقبل القاهرة غدا السبت وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في أول زيارة يقوم بها لمصر منذ 11 عاما.
وسبق ذلك التقارب، اللقاء الذي جمع بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح بطولة كأس العالم بقطر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
من جانبه، أكد مجاهد دورموش أوغلو، الأمين العام لمجموعة الصداقة البرلمانية التركية المصرية، أهمية زيارة جاويش أوغلو للقاهرة، موضحا أنها ستتم بناء على دعوة من وزير الخارجية المصري سامح شكري.
دورموش أوغلو، وهو نائب عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، قال لـ"العين الإخبارية" إن "الاجتماع بين الوزيرين سيطور حوارا حول حل المشاكل الإقليمية، وسيتم بالطبع مناقشة قضية دعم أنقرة للإخوان وملف ليبيا".
وأضاف "أنا شخصياً لا أعتقد أن هناك مشكلة غير قابلة للحل بيننا، سيتم بالتأكيد تشكيل أرضية تعاون اقتصادي واجتماعي وسياسي".
واعتبر أن العلاقة الأخوية القوية بين الشعبين المصري والتركي تتطلب ذلك بالفعل، وقال إن "الدولة المصرية وشعبها كانوا معنا في الزلزال، وقد جاء وزير الخارجية المصري سامح شكري شخصياً إلى تركيا وشاركنا آلامنا، ومثل هذا الحوار سيستمر في تصاعد إيجابي".
أما النائب عن حزب العدالة والتنمية ذاته، محمد ليفنت كاراهوجاجيل، عضو مجموعة الصداقة البرلمانية التركية المصرية، فقال إن "زيارة جاويش أوغلو للقاهرة ستساهم بشكل كبير في حل التوتر السياسي السابق بين تركيا ومصر".
وأكد كاراهوجاجيل لـ"العين الإخبارية" أن مشكلة دعم الإخوان والملف الليبي هي أبرز نقاط الاختلاف بين البلدين على وشك أن تحل من خلال الحوار.
وقال: "اتخذت تركيا خطوات بشأن تنظيم الإخوان من قبل، وفي القضايا الإقليمية الأخرى".
وأضاف "سيلتقي البلدان على أرضية مشتركة، على الرغم من وجود مشاكل بيننا في الماضي، إلا أن الشعبين المصري والتركي إخوة، ومهما كانت المشاكل التي تنشأ بين الحكومات، فإن قانون الأخوة لدينا لن يتم كسره".
وتابع قائلا "لذلك، فإن زيارة الوزير مولود جاويش أوغلو إلى مصر مهمة للغاية، وبالتأكيد سيتبعها المزيد من التطورات".
وتطرق إلى التعاون الاقتصادي المشترك، مؤكدا أنه سيتوسع بعد حل المشاكل المشتركة، وقال "تركيا ومصر بحاجة إلى بعضهما البعض، ينبع أساس هذه الحاجة من رباط الأخوة القوي بين شعبي البلدين".
من جهته، أكد الدبلوماسي المتقاعد إنجين سولاكوغلو، أن تركيا عليها اتخاذ المزيد من الخطوات فيما يتعلق بتنظيم الإخوان.
وقال سولاكوغلو لـ"العين الإخبارية" إن "تركيا اتخذت خطوات جزئية بشأن تنظيم الإخوان، لكنها لم تجد بعد حلًا نهائيًا للمشكلة والتي هي من بين مطالب مصر".
وأضاف: "لكنني أرى أن هذا لا يعتبر كافيا من قبل مصر وعلى تركيا تقديم المزيد".
واتفق معه في الرأي القائد العسكري البحري المتقاعد الأدميرال تورك إرتورك، وقال لـ"العين الإخبارية" إن "مصر تتوقع خطوات ملموسة وأكثر وضوحا من تركيا بشأن قضية الإخوان".
وأضاف "بدأت المفاوضات بشأن هذه القضية، ولكن لم يتم إحراز أي تقدم بها، وأعتقد أن زيارة وزير الخارجية جاويش أوغلو لمصر يمكن أن تكون خطوة مهمة جدا".
وتابع قائلا "قد ينبثق تعاون دبلوماسي من الباب الذي تم فتحه خلال كارثة الزلزال بإعطاء مصر رسائل دافئة لتركيا ومد يد العون لها بعد الزلزال".