خبراء: مصر وقبرص واليونان حائط صد لتجاوزات تركيا بالمنطقة
خبراء يؤكدون أن القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان جاءت في توقيت مهم لوضع استراتيجية لوقف اعتداءات تركيا بالمنطقة
أكد خبراء سياسيون، أن مصر وقبرص واليونان حائط صد لتجاوزات تركيا بالمنطقة، وأن القمة بين الدول الثلاث جاءت لوضع استراتيجية لوقف اعتداءات تركيا بالمنطقة.
وكانت مصر واليونان وقبرص أدانت، في بيان مشترك، الثلاثاء، محاولات تركيا لتقويض وحدة سوريا، أو القيام بأي تغييرات ديمغرافية متعمدة، وكذلك التنقيب عن الغاز بالحدود القبرصية، وشددت على ضرورة العمل للحفاظ على أمن المنطقة من الاعتداءات التركية.
وأشاد محمد حامد، الباحث والخبير في الشأن التركي، بالقمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان، قائلا: "إن القمة قوية لتكمل النقاشات التي بدأت منذ تولي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حكم مصر وتهدف إلى وقف اعتداءات تركيا بالمنطقة خاصة حدود الغاز في البحر المتوسط".
وقال حامد في حديث لـ"العين الإخبارية" إن "تركيا لن تتوقف عن الممارسات الصبيانية التي تقوم بها منذ فترة، بالبحث عن الغاز بمنطقة المتوسط والتدخل العسكري في سوريا، فضلا عن احتضان ودعم الجماعات الإرهابية، لمراوغة أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي بعدد من الملفات".
وأوضح الباحث والخبير في الشأن التركي أن "القمة الثلاثية ركزت على ملف مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والدور التركي المتنامي في منطقة الشرق الأوسط، والبحث عن حلول مشتركة لوقف اعتداءات تركيا".
من جانبه، قال الدكتور بشير عبدالفتاح، الخبير في العلاقات الدولية، إن "القمة الثلاثية بين مصر وقبرص واليونان حملت رسائل عدة شديدة القوة لتركيا، وجاءت في توقيت مهم خاصة أن أنقرة تعتزم المضي قدما في التنقيب عن الغاز في المياه القبرصية، رغم التحذيرات الدولية".
وأضاف عبدالفتاح، خلال حواره المذاع على الفضائية المحلية المصرية "الحدث اليوم"، أن "القمة الثلاثية جاءت لتوجه رسالة انتقاد وتحذير شديدة لتركيا، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة ضد تركيا إذا أمضت بالتنقيب عن الغاز، كما سيدعم هذه الإجراءات الاتحاد الأوروبي وأمريكا".
وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلى أن "سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قوات بلاده من شمال سوريا، وتهديد تركيا بتدمير اقتصادها حال قيامها بأي عملية عسكرية في شمال سوريا، يعبر عن تناقض واضح في السياسة التركية".
وتابع "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يريد شن عملية عسكرية في شمال سوريا ضد الأكراد، لترميم صورته في الداخل أمام الناخب التركي، لكنه لن يستطيع القيام بهذا الأمر، خاصة بعد تهديد الرئيس الأمريكي بتدمير الاقتصاد، إذا ما قام بهذا الأمر".
وتوقع عبدالفتاح أن يشن الرئيس التركي عملية عسكرية محدودة في شمال سوريا، حفاظا على ماء الوجه فقط أمام الشعب التركي.
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عقد اجتماعا مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، وكيرياكوس ميتسوتاكيس رئيس الوزراء اليوناني، الثلاثاء، بالقاهرة، في إطار التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث، لمناقشة مجموعة من القضايا، وزيادة الجهود المبذولة في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار في منطقة شرق البحر المتوسط.
وأكدت القمة الثلاثية ضرورة تعزيز الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب والتطرف، وحث المجتمع الدولي، لا سيما الأمم المتحدة، على اتخاذ مزيد من الإجراءات المتوافقة مع القانون الدولي ضد جميع الجماعات الإرهابية بغض النظر عن هياكلها وأيديولوجياتها.
وأشارت القمة إلى أهمية اتخاذ تدابير ملموسة لمساءلة الفاعلين الإقليميين المنخرطين في تمويل الجماعات الإرهابية، وتزويدهم بالأسلحة والإرهابيين الأجانب، وتوفير ملاذ آمن ومنصات إعلامية لهم، وجميعها ممارسات تمثل انتهاكا واضحا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
كما شددت الدول الثلاث على أن التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بليبيا هو السبيل الوحيد لحل هذا الصراع واستعادة الاستقرار.
وعبرت القمة عن دعمها المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي غسان سلامة، وعلى رأسها خطة العمل من أجل ليبيا، وما تشكله من أساس قوي لتحقيق التقدم، والالتزام بوحدة الدولة الليبية وسيادتها وسلامة أراضيها، مع رفض جميع أنواع التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، وقيام بعض الأطراف بتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية وتسهيل نقل المقاتلين الأجانب إلى ليبيا في انتهاك واضح لقرارات الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن.
ودعت الدول الثلاث إلى حل سياسي عادل ودائم وشامل يضمن حل الأزمة الفلسطينية بناءً على قرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن ذات الصلة، وذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية موحدة وفقا لحدود 1967.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز