القمة المصرية الإماراتية.. المآلات ودلالات التوقيت
عقد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، اجتماع قمة في مدينة شرم الشيخ، والتي تأتي في توقيت يستوجب التنسيق بين البلدين، بحسب خبراء ومحللين تحدثوا لـ"العين الإخبارية".
وتواجه المنطقة، العديد من التحديات، أبرزها؛ الحرب الروسية الأوكرانية وما تفرضه من تداعيات أمنية واقتصادية على العالم العربي، علاوة على مواجهة التهديدات المتصاعدة لميلشيات الحوثي ضد السعودية وأمن الخليج.
وقال الخبراء في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، إن مصر ودولة الإمارات والسعودية من الأطراف الفاعلة حاليا لاستنهاض العمل العربي المشترك، والبحث عن صيغة توافقية عربية لمواجهة التهديدات، وإعادة بناء نظام أمني إقليمي يسهم في حماية الأمن القومي العربي.
ووفقا للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية السفير بسام راضي، في بيان أصدره أمس الإثنين، اتفق الجانبان على تعظيم التعاون والتنسيق المصري الإماراتي لتطوير منظومة العمل العربي المشترك، بما يساعد على حماية الأمن القومي العربي، وتعزيز القدرات العربية على التصدي للتحديات التي تواجه المنطقة والتهديدات المتزايدة للأمن الإقليمي.
وفي هذا الإطار، شدد الرئيس المصري على التزام بلاده بموقفها الثابت تجاه أمن الخليج ورفض أي ممارسات تسعى إلى زعزعة استقراره.
وقال "راضي" إن الرئيس السيسي أكد خلال اللقاء حرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع دولة الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم والمنطقة.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان،على دور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات، مثمناً التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها، ومؤكدًا الحرص المشترك للمضي قدمًا نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
ما بعد الأزمة الأوكرانية
الدكتور بشير عبد الفتاح الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد في حديث خاص لـ"العين الإخبارية" أن القمة المصرية الإماراتية، الإثنين، تأتي وسط تحديات عديدة وأجواء قلقة ومرتبكة للغاية على الصعيد الإقليمي والدولي، تستوجب التعاون والتنسيق المشترك.
ورأى أن مصر ودولة الإمارات ومعهما السعودية من الأطراف العربية الفاعلة بشكل أساسي في الوقت الراهن، وبمثابة الروافع التي يمكن من خلالها استنهاض العمل العربي المشترك، وإعادة بناء نظام أمني إقليمي يسهم في حماية الأمن القومي العربي.
وفي حديثه عن التحديات العديدة و"الخطيرة" التي تواجه العالم العربي، قال "عبد الفتاح": هناك الحرب الروسية الأوكرانية وظلالها السلبية على مختلف الأصعدة سواء الاقتصادي أو الأمني، والتحدي الخاص أيضا بإيران، ومحاولة الولايات المتحدة إعادتها إلى سوق الطاقة العالمي؛ لتعويض أي خلل في الصادرات الروسية، وفي مقابل ذلك هناك تنازلات ستقدمها واشنطن منها إخراج الحرس الثوري الإيراني من قائمة التنظيمات الإرهابية وتمرير الاتفاق النووي وهذا يطرح أيضا تحديا إقليميا".
ومن بين التحديات التي تواجه المنطقة، تلك التهديدات المتواصلة لجماعة الحوثي، ومحاولاتها عرقلة جهود مجلس التعاون الخليجي لحوار يمني - يمني يساعد على إنهاء الأزمة.
وأشار عبدالفتاح، إلى الحرص المصري والإماراتي على ضرورة إخماد التوترات في المنطقة وفي القلب منها القضية الفلسطينية، والحديث عن فرص إحياء مسار المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي.
وإزاء ما طرحه من تحديات "غير مسبوقة"، قال إن "التنسيق المصري الإماراتي سيكون مهما للغاية؛ لاسيما وأن الأمن القومي العربي يعاني من انكشاف استراتيجي، وتهديدات غير مسبوقة في الآونة الحالية".
ويضع "عبد الفتاح" عنوانا عريضا لقمة، الأمس، هو التحضير لمرحلة "ما بعد الأزمة الأوكرانية" التي سيكون العالم فيها مختلفا عن مرحلة ما قبل الأزمة، وتهيئة أوضاع العالم العربي للتكيف مع هذه المرحلة من حيث أمن الطاقة والأمن الغذائي ومسألة السلاح وتنوع مصادره.
صيغة توافقية
توقيت زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر ولقائه الرئيس السيسي: "هام جدا؛ لمواجهة المخاطر الكبيرة التي تهدد العالم العربي، والعمل على محاولة إيجاد صيغة توافقية عربية لمواجهتها"، وفقا للسفير عزت سعد، مساعد وزير الخارجية السابق.
واتفق "سعد" في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، مع سابقه الخبير بالأهرام، بشأن أبرز التحديات التي تواجه الأمة، وبينها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب الحديث عن قرب التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، علاوة على تصاعد تهديدات مليشيات الحوثي.
وأضاف: "هناك مسألة الملف السوري أيضا، والحركة الواضحة التي تقودها دولة الإمارات في إطار استعادة سوريا للحاضنة العربية".
هذه التحديات يرى "سعد" أنها تستوجب تنسيقا عالي المستوى مع دولة مثل الإمارات بما لديها من نشاط دبلوماسي ملحوظ لا يخفي على أحد خلال الفترة الأخيرة".
كما أكد أن أي لقاء قمة يجمع الرئيس السيسي وقادة الإمارات، حدث مهم جدا، يستهدف خيرا للأمة العربية وتعزيز العمل العربي المشترك.
وكانت وكالة أنباء الإمارات "وام" ذكرت في وقت سابق أن ولي عهد أبوظبي وصل إلى مدينة شرم الشيخ، في زيارة أخوية إلى مصر.
وكان الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في مقدمة مستقبلي الشيخ محمد بن زايدآل نهيان لدى وصوله إلى مطار شرم الشيخ.
aXA6IDQ0LjIyMC4yNTEuMjM2IA== جزيرة ام اند امز