مهندس مصري يدشن مبادرة لحفر آبار "خيرية" في أوغندا
المهندس المصري عصام جاد الكريم قرر أن يدخر جزءا من راتبه لتدبير تكاليف حفر البئر في قرية أوغندية تعاني شح المياه
ظروف عمله في وزارة الري المصرية اضطرته للسفر إلى أوغندا، في منطقة فوجئ أنها تعاني من فقر شديد في المياه لدرجة إجبار الأهالي على قطع مسافة تصل إلى 15 كليومترا يوميا من أجل الحصول على مياه الشرب.
عندئذ قرر المهندس المصري عصام جاد الكريم حفر بئر خيري على نفقته الخاصة ليعود بالنفع على الأهالي ليساعدهم في الحصول على مياه الشرب، دون أن يدري أن مبادرته هذه دفعت آخرين للسير على دربه.
يروي عصام حكايته داخل أدغال أفريقيا من أجل مساعدة أهالي هذه القرية الأوغندية فيقول لـ"العين الإخبارية"، إن أغلبية القرى في أوغندا تعاني من فقر مياه الشرب، وإن الرحلة اليومية الشاقة التى يقطعها الأهالي محفوفة بالمخاطر، فربما يتعرضون لقطاع طرق أو سقوط فتيات في أيادٍ متحرشين.
وأضاف "بمجرد أن أدركت هذه الأمور، اختمر في ذهني أمر واحد فقط، هي النعمة الكبيرة التي تتمع بها مصر وشعبها لتوافر مياه الشرب بشكل طبيعي، وشعرت أنني مطالب بتوفيرها لهؤلاء الأهالي كنوع من تقديم العون، خاصة أن مصر لها باع طويل في مساعدة الدول الأفريقية".
ويتابع "بدأت في اتخاذ خطواتي الجدية لتنفيذ مشروعي الخيري، فقمت بدارسة كافة القرى الأكثر احتياجا لمياه الشرب، واخترت مقاطعة "كيلرو"، التي تبعد ما يقرب من 75 كيلومترا عن المنطقة التي أعيش فيها بمقاطعة جنجا في أوغندا".
وأكد أنه لم يكن يبلغ تكلفة حفر البئر، فقام بتخصيص جزء من راتبه الشهري حتى اكتمل المبلغ المطلوب، وشرع بالحصول على الموافقات المحلية الأوغندية، وبالفعل حفر بئر المياه في مقاطعة "كيلرو"، حيث استغرق العمل فيه ما يقرب من شهر.
وقال المهندس المصري إنه فور الانتهاء من بئر مياه الشرب شعر بسعادة كبيرة لأنه حقق حلمه الخيري، واستطاع توفير المياه لما يقرب من ألفي إنسان يوميا كانوا يقطعون رحلة شاقة محفوفة بالمخاطر حتى يحصلوا على مياه شرب، في جراكن أو زجاجات بلاستيكية.
وقبل مغادرة عصام جاد الكريم مقاطعة "كيلرو"، قام بنقش اسم مصر وعلمها أعلى البئر الذي نفذه، حتى يترك ذكرى طيبة لهؤلاء الأوغنديين البسطاء، ويوجه لهم رسالة مفادها أن الشعب المصري مستعد للوقوف إلى جانبهم دائما في أوقات الشدة، بحسب تعبيره.
ويأمل المهندس المصري في أن تتوالى الأعمال الخيرية في أوغندا وغيرها لسد احتياجات الأشقاء في أفريقيا للمرافق الحيوية والمهمة، مثل مياه الشرب والكهرباء وغيرهما، مؤكدا أن 3 من أصدقائه المصريين ساروا على دربه وحفروا 3 آبار أخرى في قرى مختلفة بأوغندا أيضا، وتحديدا في مقاطعات كامولي وكايونجا، لافتا إلى وجود 5 مبادرات أخرى لحفر آبار في مناطق مختلفة خلال المرحلة المقبلة.
أوغندا بلد غير ساحلي، تعرف بأنها "لؤلؤة أفريقيا"، يحدها من الشرق كينيا ومن الشمال جنوب السودان، ويبلغ تعدادها السكاني 42 مليون نسمة.