"ماذا تفعل لو كنت وزيرا".. مبادرة مصرية لإشراك الموظف في الإدارة
في مبادرة هي الأولى من نوعها طرح أحد شباب وزارة البيئة المصرية، مبادرة للتواصل بين الوزير والعاملين تحت شعار "ماذا تفعل لو كنت وزيراً".
"ماذا ستفعل لو كنت وزيرا ؟".. قد تكون سئلت هذا السؤال في أحد مراحل الدراسة، لاختبار قدرتك على الإبداع والابتكار، ولم تكن إجابتك حينها تجد من يريد الاستفادة منها، ولكن الوضع مختلفا، عندما طرح نفس السؤال ضمن المبادرة التي أطلقها أحد موظفي وزارة البيئة المصرية.
وطرحت المبادرة بهدف التواصل بين الدكتور خالد فهمي وزير البيئة المصري والعاملين بالوزارة، عبر طرح السؤال من خلال تطبيق "واتس آب"، لمناقشة مشكلات الموظفين والاستماع إلى مقترحاتهم حول تطوير العمل في الوزارة،
صاحب المبادرة، أحمد توفيق وهو أحد القيادات الوسطى في وزارة البيئة قال لـ"العين"، إنه طرحها عبر جروب خاص بالعاملين في وزارة البيئة على تطبيق "واتس آب"، وهو "ملتقى الحوار البيئي"، وكان الهدف منه التواصل بين العاملين في الوزارة، مضيفاً أنه طرح تساؤل على المشاركين في الجروب وهو "لو كنت وزيراً للبيئة هتعمل إيه؟"، لكن أعضاء الجروب لم يردوا وقتها أو يتجاوبوا معه ولم يبدأ الحوار بشكل فعال الإ بعد مشاركة وزير البيئة خالد فهمي، والذي طالب بدوره أعضاء الجروب بطرح أفكارهم للنقاش.
وأضاف توفيق أن عدداً كبيراً من المشاركين في الجروب تفاعلوا مع التساؤل وعرضوا أفكارهم وتمت مناقشتها مع الوزير الذي رحب بتلك الأفكار، وطالب بمقترحاتهم الخاصة بتطوير العمل التنظيمي داخل وزارة البيئة.
أما الدكتور خالد فهمي، وزير البيئة المصري، فقال لـ"العين"، إنه شجع المبادرة التي طرحها موظفو الوزارة على جروب "ملتقى الحوار البيئي" عبر تطبيق "واتس آب" لمناقشة مقترحاتهم لتطوير أداء الوزارة، مضيفاً أن العاملين بالوزارة قرابة 3 آلاف شخص ما يصعب من إمكانية تواصلهم المباشر مع الوزير.
وأضاف الوزير، أن الهدف الرئيسي من ذلك الجروب هو سماع أفكار الشباب، وطرح المزيد من النقاش مع العاملين بالوزارة، ليفهموا طبيعة القرارات التي تتخذها الوزارة وأسبابها.
وتابع الوزير، قائلاً: "في البداية كان المشاركون في الجروب على تخوف من طرح أفكارهم لكني شجعتهم وطالبتهم بطرح مقترحاتهم للنقاش، وهو ما حدث بالفعل وتم طرح أكثر من مقترح يتم دراسته حاليًا وسيتم تطبيقه قريياً".
وأوضح فهمي، أن هناك مقترحات قابلة للتطبيق الفوري ومنها ربط المكافآت بالإنتاج، وتطوير الهيكل التنظيمي للوزارة، وبعض المقترحات الخاصة باستغلال المحميات الطبيعية التابعة للوزارة والنهوض بها.
وشدد وزير البيئة، على أهمية التواصل بين القيادات الموجودة في الوزارات المختلفة وبين الشباب لأنهم الجيل الذي سيتحمل مسئولية القيادة في السنوات القادمة، معتبراً أن النقاش بين الوزير والعاملين بالوزارة يزيل الحواجز بين الزملاء ويقرب الفجوة بين المسئول والشباب، كما يثمر عن أفكار مبتكرة وجديدة يمكن الاستفادة منها في المستقبل.
وتعليقاً على المبادرة، أكد الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الآداب جامعة القاهرة، أن التواصل بين الرؤساء والمرؤوسين مفيد لتبادل الأفكار والنصائح والخبرات بين الطرفين، معلنًا تأييده للتجربة التي اقدمت عليها وزارة البيئة في ذلك الشأن.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي، لـ"العين"، إنه يجب تطوير تلك الأفكار بضم مواطنين إلى تلك التجمعات وعدم اقتصارها على قيادات وسطى وقاعدية في الوزارات، معتبراً أن ذلك التواصل سيكون له مردود إيجابي على تبادل الأفكار والمقترحات بين قيادات الوزارات وإيصال الشكاوى الخاصة بالمواطنين.
وأشار زايد، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تؤدى هنا دوراً إيجابياً بتبادل الأفكار والمعلومات والتواصل بين المسئولين باختلاف درجاتهم الوظيفية داخل الوزارة الواحدة، مطالباً بتوفير المزيد من الاتصال بين المسئولين والمواطنين عبر الصحف والتليفزيون وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي.