العلاقات المصرية الأمريكية.. تنامٍ ملحوظ يعززه سلام المنطقة
تنامٍ ملحوظ تشهد العلاقات المصرية الأمريكية بالآونة الأخيرة عززته الاتصالات والمشاورات المستمرة بين قادة البلدين حول الأوضاع بالمنطقة.
واعتبر دبلوماسيون، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن التواصل الإيجابي هو مقدمة هامة لتفاهمات مستقبلية ستترجم لتعاون مصري أمريكي ومصري دولي يدعم استقرار منطقة الشرق الأوسط.
تطورات سلط المحلل السياسي الأمريكي مايكل مورجان، الضوء عليها تعقيبا على الاتصال الثاني الذي تلقاه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من نظيره الأمريكي في غضون 4 أيام.
وقال مورجان، في تصريحات وصلت إلى "العين الإخبارية"، إن التواصل الأخير بين الرئيسين "له دلالة كبيرة على إدراك واشنطن أهمية دور القاهرة ليس فقط في شمال أفريقيا ولكن بمنطقة الشرق الأوسط بأكملها".
واعتبر مورجان أن الاتصالات بين الجانبين تأتي في وقت هام جدا للجانب المصري وخاصة مع اقتراب اتخاذ قرارات حاسمة تجاه قضية سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النهر الأزرق ويثير مخاوف بلدي المصب (مصر والسودان) من تأثيره على حصصهما من المياه.
وأشار المحلل السياسي الأمريكي إلى أنه "على الرغم من عدم قدرة الإدارة السابقة برئاسة دونالد ترامب للتأثير على القرار الإثيوبي فإنه بالأحرى تحييد دولة عظمى مثل الولايات المتحدة في حالة المواجهة مع الجانب الإثيوبي".
وأضاف أن الولايات المتحدة "لديها حق الفيتو في مجلس الأمن والذي من الأفضل أن يكون مع الجانب المصري وليس ضده أو على الأقل على الحياد".
وأرجع المحلل السياسي التنامي الملحوظ في العلاقات المصرية الأمريكية إلى "دور القاهرة في الوصول إلى هدنة بين الجانب الإسرائيلي والفلسطيني حيث كان له مردود قوي على الساحة العالمية؛ نظرا لأجندة مصر الدائمة نحو السلام والاستقرار في المنطقة".
وبحسب مورجان فإن مكالمة الأمس كانت بمثابة بداية صفحة جديدة مع إدارة جو بايدن التي باتت تثمن الدور المصري بحفظ السلام في الوقت الذي تتأهب الإدارة الأمريكية الجديدة لسحب قواتها العسكرية من المنطقة.
بدوره، قال وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد العرابي، إن المكالمة الهاتفية الثانية بين الرئيس الأمريكي، والسيسي خلال 4 أيام فقط، تعكس استعادة الدور والثقل المصري في المنطقة، بعد أن أسهب بايدن في الحديث عن ملفات عديدة بالمنطقة بينها فلسطين وليبيا والعراق.
وأوضح العرابي لـ"العين الإخبارية" أن البوصلة المصرية الخارجية أصبحت السائدة ومفتاح الحل للعديد من القضايا المزمنة، حيث تقوم على فرض الأمن والاستقرار في المنطقة سواء في فلسطين أو العراق أو ليبيا.
وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي والمجتمع الدولي يدركون جيدا أن السياسات المصرية في العديد من ملفات المنطقة أثبتت نجاحها، وأن النهج السليم يتمثل في تأييدها.
وأضاف: "على الصعيد العملي نجحت جهود القاهرة في التوصل للتهدئة في غزة، والعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، علاوة على عودة العراق للحضن العربي".
ونبه العرابي إلى أن المكالمة الهاتفية الثانية للرئيس الأمريكي، وضعت الخطوط العريضة لما هو قادم بالنسبة للعلاقات المصرية الأمريكية.
بدوره، قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، محمد حجازي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الإتصال الثاني من الرئيس الأمريكي للرئيس السيسي وإسهابه في تناول القضايا الإقليمية دلالة على أن بايدن يدرك أن له شريك رئيسي في المنطقة يحقق أمنها واستقرارها ويمكن الاعتماد عليه.
ونوه الدبلوماسي المصري السابق إلى أن بايدن تطرق في الحديث مع الرئيس السيسي إلى العديد من القضايا في مقدمتها؛ القضية الفلسطينية، ومساعي تثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة الإعمار، وإطلاق مسار سياسي، والانتقال في تناول العلاقات الإقليمية بدءا بالدور المصري الفاعل في المشهد الليبي، والجهود التي تبذلها من أجل تحقيق العملية السياسية في ليبيا لأهدافها، والإشارة إلى الملف السوري والعراقي والمسعي المشترك من أجل إطلاق عملية سلام مرورا بالملف الأهم وهو ملف سد النهضة، مع تأكيد الولايات المتحدة التزامها بأمن مصر المائي وسعيها للتوصل إلى اتفاق يكفل حقوق الأطراف.
وأضاف: "الاتصال الثاني من الرئيس الأمريكي يؤكد أن شراكة مصرية أمريكية مع الأردن وفلسطين ومع أطراف النزاع العربي الإسرائيلي يمكن أن تكلل بالنجاح، لاسيما وأن الأطراف على ثقة بالدور المصري الفاعل الذي يكن له كل التقدير وعبر مجلس الأمن في بيانه الصادر أول أمس عن كل التقدير لهذا الدور المصري الهام والفعال".
واتفق النائب حازم الجندي، عضو بمجلس الشيوخ المصري، مع ما ذهب إليه سابقيه.
وقال الجندي في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه إن هناك تقديرا دوليا وأمريكيا للدور المصري الذي نجح بامتياز في وقف إطلاق النار في غزة، ونزع فتيل أزمة كادت تعصف بالمنطقة جميعها.
وأضاف الجندي أن "أهم ما يميز المكالمة الثانية والتي جرت مؤخراً بين الرئيسين المصري والأمريكي، شموليتها وهناك دلالات كثيرة على تفهم الجانب الأمريكي وإصغائه بعناية لوجهات النظر المصرية في العديد من الملفات الملتهبة بالمنطقة، مما أدى إلى تفاهمات مشتركة في العديد من ملفات الشرق الأوسط".
وأكد عضو مجلس الشيوخ على أن هذا النجاح في السياسة المصرية الخارجية يدل على حنكة سياسية من الرئيس السيسي ونجاح للسياسة الخارجية المصرية، ويدعم الدور المحوري المصري في المنطقة.
وأشار إلى أن التواصل الإيجابي يعد مقدمة هامة لتفاهمات مستقبلية ستترجم لتعاون مصري أمريكي ومصري دولي يدعم استقرار منطقة الشرق الأوسط.
وعلى مدار أربعة أيام تلقى الرئيس المصري اتصالين هاتفيين من نظيره الأمريكي تناولا العلاقات بين البلدين وتطورات الأوضاع في المنطقة.
والخميس الماضي، تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكي "تناول التباحث وتبادل والرؤى من أجل وقف العنف والتصعيد في الأراضي الفلسطينية في ظل التطورات الأخيرة"، وفق بيان للرئاسة المصرية.
وأمس الإثنين، تلقى الرئيس المصري اتصالا ثانيا من نظيره الأمريكي.
ووفق بيان للرئاسة المصرية فإن الاتصال تناول "تبادل الرؤى والتقديرات تجاه تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن التباحث حول موضوعات علاقات التعاون الثنائي بين مصر والولايات المتحدة".
وأكد بايدن "على قيمة الشراكة المثمرة والتعاون البناء والتفاهم المتبادل بين الولايات المتحدة ومصر، ومن ثم تطلع الإدارة الأمريكية لتعزيز العلاقات الثنائية مع مصر خلال المرحلة المقبلة في مختلف المجالات، خاصةً في ضوء دور مصر المحوري إقليمياً ودولياً، وجهودها السياسية الفعالة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة وتسوية أزماتها".
بدروه، أكد السيسي على قوة العلاقات المصرية الأمريكية وما تتسم به من طابع استراتيجي، مشددا على استمرار مصر في بذل الجهود لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وذلك في إطار ثابت من المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز