الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو.. مصر تودع "السلاح الواحد"
تنويع مصادر السلاح كان هدفا رئيسيا لصانع القرار المصري منذ ثورة 30 يونيو 2013 لتطوير ترسانة واحد من أقوى جيوش منطقته وتأمين جبهات البلاد، بعد تصاعد الهجمات الإرهابية والمؤامرات الخارجية من دول إقليمية.
وعلى مدار 8 سنوات متواصلة، شهدت القدرات العسكرية المصرية قفزات غير عادية بحرا وبرا وجوا، حيث اتجهت القاهرة إلى تنويع مصادرها من التسليح، وتوجهت إلى الصين وألمانيا وروسيا وفرنسا وإيطاليا، دون الاعتماد على المنفذ الأمريكي وحده لمجابهة أي تهديد والقضاء عليه، سواء كان خارجيا أو داخليا.
اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي المصري، قال لـ"العين الإخبارية"، إن "الرئيس عبدالفتاح السيسي أخذ على عاتقه منذ توليه مقاليد الحكم عام 2014 تطوير قدرات القوات المسلحة وتحديث منظومتها العسكرية المختلفة في جميع الأفرع الرئيسية".
وأكد أن "القوات المسلحة انشغلت خلال أحداث 25 يناير/كانون الثاني وطيلة 20 شهرا في التأمين الداخلي وحماية المنشآت الحيوية".
لكن كانت إحدى الأزمات ناجمة عن أن آخر 3 أعوام من حكم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما شهدت إيقاف المعونة العسكرية لمصر التي تقدر بـ1.3 مليار دولار سنويا.
وتقدم واشنطن لمصر نحو 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية، بينها 1.3 مليار مساعدات عسكرية، منذ توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.
وبحسب فرج، فإن "السيسي دعم القوات المسلحة بأسلحة جديدة ومتنوعة، نظرا للتهديدات التي تواجه مصر عبر 4 اتجاهات استراتيجية".
وتتلخص هذه الاتجاهات في الشمال الشرقي (سيناء)، والغربي (ليبيا) ثم الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي (السودان)، والشمالي (البحر المتوسط)، الذي أصبح مصدر تهديد عقب اكتشافات الغاز، والتحرش التركي.
سوخوي ورافال
واستعرض المفكر الاستراتيجي شكل منظومة التسليح وأحدث الأسلحة التي حصلت عليها البلاد، قائلا: جرى شراء المقاتلات من طراز (رافال) من فرنسا، ذات القدرات القتالية العالية، التي وصل عددها إلى 54 مقاتلة.
وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية قد أعلنت، الإثنين 3 مايو/أيار الماضي، أن مصر وفرنسا وقعتا عقد توريد 30 طائرة طراز رافال مع شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية على أن يتم تمويل العقد المبرم من خلال قرض تمويلي كحد أدنى 10 سنوات.
وهذه الصفقة ليست الأولى من نوعها بالنسبة للجيش المصري، إذ أبرمت القاهرة وباريس عام 2015، عقدا لتوريد 24 طائرة طراز رافال لصالح القوات الجوية المصرية.
وتتميز الطائرات طراز "رافال" بقدرات قتالية عالية، تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلًا عن امتلاكها لمنظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة.
وتمكنت مصر من عقد صفقات كبرى مع روسيا مثل حصولها على مقاتلات "ميغ-29" النسخة الحديثة، ومروحيات "كا-52" المشهورة بالتمساح، ومروحيات "مي-24" الهجومية، بالإضافة إلى طائرات "إيل-76" العملاقة، ومنظومات الدفاع الجوي "إس-300" و"بوك إم2" و"تور إم2"، بالإضافة إلى الحديث عن حصولها على منظومات "باستيون" الساحلية، ومقاتلات "سوخوي-35".
حاملة مروحيات وفرقاطات
كما تم تعزيز القوات البحرية بحاملات المروحيات من طراز "ميسترال" والفرقاطات الشبحية من إيطاليا.
ووصلت الفرقاطة "برنيس" من طراز (فريم بيرجامينى) في 14 أبريل/نيسان الماضي، إلى قاعدة الإسكندرية (شمال) إيذانا بانضمامها لأسطول القوات البحرية.
وفي بيان سابق، قال الجيش المصري إن الفرقاطة "برنيس" تعد الثانية التي تنضم إلى أسطول القوات البحرية بعد الفرقاطة الجلالة (نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي).
وأشار إلى أنه تم التعاقد عليهما بين مصر وإيطاليا.
ووفقا للعقد سيتم إمداد الجيش المصري بـ4 فرقاطات طراز فريم سيتم بناؤها خصيصا لمصر، و20 سفينة مهام متعددة ساحلية ونقل التقنية للبناء محليا بالترسانة البحرية المصرية.
وكذلك 24 مقاتلة يوروفايتر تايفون متعددة المهام، و24 طائرة إيرماكي إم-346 للقتال الخفيف والتدريب المتقدم، بالإضافة إلى قمر صناعي للاستطلاع والتصوير الراداري.
وآنذاك، قال الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية، إن القيادة العامة للقوات المسلحة حريصة على تنفيذ استراتيجية شاملة لتطوير وتحديث الأسطول البحري المصري لتعزيز القدرات القتالية للقوات البحرية.
ولفت إلى أن الفرقاطة الجديدة ستضاعف من قوة الردع للبحرية المصرية كقوة تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وحول الفرقاطات البحرية، قال اللواء سمير فرج إنه عقب إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية (إيلات) في أكتوبر/تشرين الأول 1967، توقفت صناعة البوارج والمدمرات، وأصبح السلاح الرئيسي في البحرية بالعالم هو الفرقاطات المزودة بالتكنولوجيا والصواريخ، وذلك لتأمين مسرح العمليات في البحرين الأحمر والأبيض.
وضمن منظومة تسليح الجيش المصري، يستطرد: "حصلت مصر من ألمانيا على أحدث 4 غواصات، علاوة على طائرات (الميچ 29) الجيل الجديد من روسيا، ومعدات وقطع حربية كثيرة من الصين وغيرها".
كما أبرز المفكر الاستراتيجي أنه للمرة الأولى يتحقق الحلم بتنويع مصادر السلاح.
ويشرح: "نحن منذ ثورة 1952 وحتى حرب 1973 كان سلاحنا من روسيا، ومن بعد الحرب ومعاهدة السلام الموقعة عام 1979 كان كل سلاحنا أمريكي؛ وحاليا حققنا الحلم بتنويع مصادر السلاح والتحرر من قيد المصدر الواحد".
ولفت إلى دعم وتطوير المصانع الحربية، وأصبحت مصر تمتلك أحدث التقنيات التكنولوجية، حيث لم يتم التحديث منذ أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر طبقا للتطور العالمي.
قواعد عسكرية وتدريبات متنوعة
وأشار إلى أنه جرى إنشاء قاعدتين عسكريتين جديدتين، هما "محمد نجيب العسكرية" الأكبر في الشرق الأوسط بالمنطقة الغربية، و"برنيس" العسكرية على البحر الأحمر، الذي أصبح مهددا بوجود مليشيات الحوثي بالقرب من مضيق باب المندب.
وبدأت مصر تشترك في تدريبات مشتركة مع دول العالم بناء على طلبها، أو المشاركة في التدريبات العابرة المشتركة، نظرا لقوة منظومة التسليح المصرية، وفقا للمفكر الاستراتيجي المصري.
وأعاد التذكير بوضع مؤسسة "جلوبال فاير باور" (المؤسسة الأكبر في العالم لتصنيف الجيوش)، الجيش المصري في المرتبة الـ13 عالميا في العام الماضي، وأكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط، و"البحرية" هي القوة السادسة على مستوى العالم.
ونوه المفكر الاستراتيجي باستضافة مصر معرض "إيديكس" للصناعات الدفاعية للمرة الأولى في عام 2018، لعرض صناعاتنا المتطورة.
وأكد أن مصر وبالتوازي مع تحديث منظومة التسليح بجيشها لمواجهة التحديات المختلفة ومكافحة الإرهاب، تقوم بالتنمية الشاملة والتطوير في جميع المجالات على صعيد التعليم والصحة والزراعة وبناء المدن الجديدة وغيرها.
وتحيي مصر، اليوم الأربعاء، الذكرى الثامنة لثورة 30 يونيو/حزيران التي أطاحت بتنظيم الإخوان الإرهابي من الحكم منتصف عام 2013.
وقبل 8 أعوام خرج الملايين في مظاهرات اجتاحت شوارع القاهرة ومحافظات الجمهورية، للمطالبة بإسقاط حكم الإخوان، بسبب محاولات "أخونة الدولة"، وتقسيم البلاد.
وعقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان، شنت الجماعة هجمات إرهابية وتصاعدت حدة العنف في شبه جزيرة سيناء ومحافظات البلاد وسط دعم من عدة دول إقليمية في مقدمتها تركيا التي شنت هي الأخرى هجوما دبلوماسيا على مصر قبل أن تبدأ في التودد للقاهرة لاحقا.
aXA6IDMuMTQ1LjE4LjEzNSA= جزيرة ام اند امز