ضمن مبادرة السيسي.."الأوقاف المصرية" تدشن أكاديمية لإعداد إمام مستنير
الرئيس المصري يناشد المؤسسات الدينية في بلاده تصويب الخطاب الديني، لمواجهة تمدد التنظيمات المتطرفة وأفكارها.
تعتزم وزارة الأوقاف المصرية إطلاق "أكاديمية الأوقاف العالمية" لتدريب وتأهيل الأئمة، تنفيذاً لرؤى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي دعا فيها لإعداد إمام مثقف مستنير، في إطار مبادرته لتجديد الخطاب الديني ومواجهة التطرف.
وخلال كلمته، الإثنين، بمناسبة احتفال ذكرى المولد النبوي الشريف، جدد الرئيس السيسي دعوته لتجديد الخطاب الديني، معتبراً أن "المشكلة الحقيقية في القراءة الخاطئة لأصول الدين"، داعياً لـ"تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان حقيقة الدين الإسلامي السمح، وفضح مزاعم من يريدون استغلاله بالباطل بالحجة".
وشدد السيسي على ضرورة أن يكون "رجل الدين الحقيقي الذي يتصدى للتطرف، صاحب عقلية جامعة لكل العلوم حتى يستطيع أن يتكلم ويتصدى لمعالجة قضايا عصره".
وزارة الأوقاف تلقفت الرسالة، وقالت في بيان لها، الثلاثاء، إنها بصدد استكمال جميع الإجراءات القانونية والتقنية والإدارية، لإطلاق الأكاديمية لتدريب وتأهيل الأئمة، وإعداد المدربين من داخل مصر وخارجها، وفقاً لأحدث البرامج التدريبية.
وذكر الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف المصري، أن الأكاديمية ستقام بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، وسيتم تجهيزها بأحدث التجهيزات العصرية من معامل لغات وحاسبات، وقاعة ترجمة كبرى وتدريب، وغرف فندقية على إجمالي مساحات تتجاوز بأدوارها المتكررة 11 ألف متر مربع، بتكلفة إجمالية تزيد على 100 مليون جنيه، من الموارد الذاتية للوزارة.
ووفقاً للمخطط تستقبل الأكاديمية أئمة من مصر وأفريقيا والعالم، خاصة أفريقيا. وأوضح الوزير أنها ستكون ترجمة عملية لما طلبه الرئيس السيسي في تكوين رجل الدين المثقف المستنير، مشيداً بموافقة الرئيس السيسي على تدريب بعض شباب علماء الأوقاف بالأكاديمية الوطنية للتدريب، مؤكداً سعيه للتعاون التام بين أكاديمية الأوقاف للتدريب، و"الأكاديمية الوطنية للتدريب" للاستفادة من خبراتها بما يسهم في تكوين الإمام المثقف المستنير الملم بعلوم العصر وقضاياه المتعددة.
وأوضح وزير الأوقاف أن مجلس أمناء "أكاديمية الأوقاف" يضم علماء على أعلى مستوى بما يدعم رسالة الأكاديمية الدينية والوطنية، من بينهم مفتي الجمهورية المصرية، ورئيس جامعة القاهرة، ونواب وعمداء سابقون لجامعة الأزهر، والجامعات الأخرى، وشخصيات سياسية وثقافية واجتماعية وقانونية متميزة، إضافة لهيئة استشارية للمجلس تسهم في تنفيذ برامج الأكاديمية.
ودأب الرئيس المصري، منذ نحو 3 سنوات، على مناشدة المؤسسات الدينية في بلاده تصويب الخطاب الديني، لمواجهة تمدد التنظيمات المتطرفة وأفكارها.
وقال مراقبون لـ"العين الإخبارية" إن "السيسي جاد في تحقيق مبادرته التي تستهدف تنقية شاملة للأفكار المغلوطة والمنسوبة للإسلام"، وإنها ستشمل "تنقية المناهج التعليمية بالتعاون مع المؤسسات الدينية القائمة".
الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، اعتبر أن الرئيس السيسي "أعطى الأمة الإسلامية درساً وصارح العالم حول سمعة المسلمين، ووضح ضرورة وجود سلوكيات حقيقية متمثلة في صحيح الدين".
بدوره، أكد النائب أسامة العبد، رئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب المصري، أن الدول العربية والإسلامية تعاني مما روجه الإرهاب من إساءة للدين الإسلامي، موضحاً أن الدين الإسلامي دين محبة وسلام، ولا يمكن أن يمكن هناك أي دين سماوي يدعو للقتل وسفك الدماء كما تردد فصائل الإرهاب، وهو ما يدفعنا إلى ترويج صحيح الدين خارجياً وداخلياً، من خلال المبادرة الرئاسية لتجديد الخطاب الديني وتطوير الدعاة.
فيما أكد الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن مبادرة الرئيس السيسي مضمونها تصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان المعاني السمحة للإسلام، وهو ما يستدعي أن "يمتاز القائمون على الخطاب الديني بالتنوع الفكري"، مؤكداً أنه "يجب إعمال العقل وتكييف النصوص مع الواقع الذي نعيشه الآن".
aXA6IDMuMTQ2LjE3OC44MSA= جزيرة ام اند امز