المصرية مها نور.. تحدت السرطان بالعمل ومساعدة المرضى
مها واحدة من 17 مليون مصاب بالسرطان كل عام، حيث اكتشفت في عيدها الـ33 كتلة صلبة في ثديها، لتبدأ معاناتها الحقيقية مع المرض
يرى البعض أن مرض السرطان بمثابة النهاية فيركن إلى الاستسلام إليه، إلا أن الأمر يختلف مع المصرية مهار نور.
مها إحدى بطلات القصص التي تعيشها مريضات سرطان الثدي أو الغدد الليمفاوية التي تغلبت على المرض وقهرته، وفتحت بابا جديدا على الحياة، متحدية كل الصعاب التي مرت بها، وعاشت بقلب نابض بالأمل والإيمان وبنظرة جديدة للمستقبل، فكان السرطان بداية حياة جديدة لها لتتوالى النجاحات في حياتها.
كانت مها واحدة من 17 مليون مصاب بالسرطان كل عام، حيث اكتشفت مها في عيدها الثالث والثلاثين كتلة صلبة في ثدييها، لتبدأ معاناتها الحقيقية مع المرض بتاريخ حافل بزيارات الأطباء، والتشخيص الخاطئ حتى بدأت رحلة العلاج.
تقول مها نور لـ"العين الإخبارية" إنها عانت في البداية من التشخيص الخاطئ من قبل الأطباء الذين أكدوا لها أن الورم حميد ولا داعي لاستئصاله، إلا أنها لم تشعر بالاطمئنان وأصرت على استئصاله، وكانت النتيجة إيجابية تأكدت أنه ورم خبيث فأصبح أمرا واقعا، يستلزم الحصول على جرعات علاج "كيماوي".
كانت فترة "الكيماوي" أصعب مراحل العلاج بالنسبة لـ"مها"، لما يسببه من آلام نفسية وجسدية خصوصاً مع سقوط الشعر، تقول: "الكيماوي يغير ملامح الوجه ويجعل البشر أشبه بالموتى"، مشيرة إلى أن التأثير النفسي للكيماوي أصعب بكثير من الألم الذي يشعر به الجسد.
الرحلة الشاقة التي قطعتها مها مع العلاج لم تكن هينة إلا في ظل رعاية وحنان زوجها الذي تعتبره "صاحب الفضل" في شفائها من السرطان بعد الله، موضحة أنه قدم لها الدعم النفسي والمادي وساعدها كي تغير حياتها، فكانت أوفر حظا من أخريات تركهن أزواجهن فريسة لليأس والمرض.
خلال هذه المحنة قررت مها العمل لأول مرة في حياتها بعد أن كانت مدللة مرفهة لا تعرف طريق سوق الخضراوات، وقررت بمعاونة صديقة لها أن تؤسس موقعا إلكترونيا يهتم بشؤون وقضايا المرأة حمل عنوان "سحر الحياة"، مؤكدة أن الكتابة هي المهارة الوحيدة التي تجيدها لكنها لم تمارسها بشكل منتظم.
لم يتوقف نشاط مها عند العمل، لكنها أيضا اتجهت للعمل الخيري بهدف مساعدة المرضى، خصوصاً مريضات سرطان الثدي وأطلقت مبادرة "ذراعي خط أحمر" لحماية مريضات سرطان الثدي من تبعات عملية الاستئصال.
وابتكرت المبادرة التي انطلقت العام الماضي "سوار" مدونا عليه شعار المبادرة، ويضم معلومات عن المحاذير المفروضة على مريضة سرطان الثدي أو الغدد الليمفاوية.
ويتم خلال عملية استئصال الثدي أيضا استئصال غدد ليمفاوية تحت الإبط كجزء أساسي من العملية، وهذه الغدد مهمتها الدفاع عن جسم الإنسان وتشكيل الخلايا المناعية لمحاربة أي أجسام غريبة أو ضارة، وعند إزالة العقد الليمفاوية يحدث انسداد في الجهاز الليمفاوي، ويمنع تصريف السائل بشكل جيد فيحدث تراكم للسوائل، ما يؤدي إلى تورم يطلق عليه (الليمفيديما أو الوذمه اللمفية)، وبالتالي يصعب استخدام الذراع مرة أخرى.
وتنصح مها بضرورة الاعتناء بالصحة والامتناع عن العادات السيئة مثل التدخين وشرب الكحوليات، والالتزام بالغذاء الصحي وممارسة الرياضة، واستشارة الطبيب في حال وجود أي مشكلة صحية تواجهنا.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA=
جزيرة ام اند امز