حلاق مصري يخفف آلام مرضى السرطان بـ"شعر مستعار"
الحلاق المصري سامح سلام يبحث أسبوعيا عن مرضى جدد بالمستشفيات المصرية المتخصصة في علاج السرطان لتركيب شعر مستعار لهم وتخفيف آلامهم
رغم أن مهنته بعيدة عن الطب، وليس لها علاقة بالطرق العلاجية والوقائية، فإن إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية تجاه مرضى السرطان دفع الحلاق المصري سامح سلام إلى توزيع "شعر مستعار" على المرضى في محاولة لتجميل ومعالجة ما دمره العلاج الكيماوي.
العمل الخيري المؤقت الذي بدأه سلام منذ فترة تحول إلى عمل ثابت ودائم لا ينقطع، فكل أسبوع يبحث عن مرضى جدد بالمستشفيات المصرية المتخصصة في علاج مرضى السرطان لتركيب شعر مستعار لهم وتخفيف آلامهم.
"العين الإخبارية" حاورت سامح سلام الملقب بـ"حلاق السعادة" لتتعرف منه على تفاصيل فكرته الإنسانية تجاه مرضى السرطان.. وإلى نص الحوار:
كيف جاءتك فكرة تركيب "شعر مستعار" لمرضى السرطان؟
منذ فترة كبيرة وأنا أعمل في مجال التصفيف، ويوما تلو الآخر سطع نجمي في هذا العمل، وذات يوم شاهدت فيديو على صفحتي الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لزميل مهنتي يقوم بتركيب "شعر مستعار" لمرضى السرطان في العراق، وعلى الفور أردت تكرار هذه التجربة داخل مصر كنوع من العمل الخيري الذي أستطيع تقديمه من خلال مهنتي.
هل واجهت صعوبة في الوصول لهؤلاء المرضى؟
لم تواجهني أي صعوبات، فلا أريد من هذا العمل سوى رسم البسمة والبهجة على وجوه المرضى، ووضعت قائمة بالمستشفيات المتخصصة لعلاج السرطان، وقابلت عددا من أهالي المرضى ورحبوا بفكرتي، وبدأت أخصص عدة مقابلات أخرى مع المصابين لشرح الأمر لهم، وهم أيضا رحبوا بشدة مثل ذويهم، وانطلقت فكرتي للنور.
كم عدد المرضى الذين ساعدتهم بتقديم شعر مستعار؟
في بداية الأمر كان العدد منخفضا بسبب عدم انتشار فكرتي بشكل كبير داخل أغلب المستشفيات المصرية، ولكن مع مرور وقت كاف على فكرتي، تمكنت من حصر العدد الذي وصل حتى الآن إلى 140 مريضا، وأنا أسعى خلال الفترة المقبلة لزيادة عدد المرضى الذين أساعدهم حتى أتمكن من رسم الابتسامة على وجوههم.
كيف تمول فكرتك؟
من مكسبي الذي يدخل لي من عملي كمصفف محترف، حيث أوفر مبلغا كل شهر لأتمكن من توفير الشعر المستعار وأذهب به إلى الأبطال محاربي السرطان، فأنا دائما أفكر في إراحة الأطفال المصابين، ورسم الضحكة على وجوههم بشكل دائم، وهم من أطلقوا علي "حلاق السعادة" تقديرا لعملي الذي أقوم به تجاههم.
ما الذي تطمح إليه خلال الفترة المقبلة؟
أن تتحول فكرتي لمبادرة عامة تأخذ شكل المؤسسة الخيرية حتى أتمكن من رسم الفرحة والبهجة على وجوه الكثير والكثير من المصابين بمرض السرطان، فمنذ تنفيذ فكرتي حتى الآن أشعر بأن العدد الذي قمت بتركيب شعر مستعار له ليس كثيرا، فأنا أحتاج إلى تضافر جهود الجميع للتخفيف عن معاناة محاربي السرطان.