أطباء مصريون يؤكدون: هزيمة كورونا ممكنة
الأطباء المتخصصون في مجال الفيروسات والمناعة يشددون على أن العزل هو الطريقة المثلى حتى الآن لوقف انتشار الفيروس
رغم محاولات النظم الصحية العالمية تقديم ما يتوفر من معلومات بشأن فيروس كورونا المستجد على مدار الساعة، إلا أن الأسئلة والاستفسارات لا تتوقف، رغبة في الحصول على مزيد من الأمل والاطمئنان.
وقال أطباء مصريون لـ"العين الإخبارية": إن فيروس كورونا المستجد كائن غير حي ويختلف عن البكتيريا، بمعنى أنه يحتاج بشكل مستمر لجسد حي ليكمل دورة حياته، ونفوا بشكل قطعي إمكانية استمرار الفيروس أو انتقاله من جثث الموتى.
وأجمع الأطباء المتخصصون في مجال الفيروسات والمناعة، على أن هزيمة فيروس كورونا ممكنة، وأن العزل هو الطريقة المثلى حتى الآن لوقف انتشار الفيروس.
وأضافوا أن يقلل فرص استمرار حياة الفيروس بانتقاله على الأسطح أو من خلال التعامل الاجتماعي بين الأفراد، مؤكدين أن مناعة الأشخاص تمثل أهم مقاومة ضد الفيروس، نظراً لعدم توافر علاج حتى الآن.
وأكد الدكتور محمد أحمد علي، أستاذ الفيروسات بالمركز القومي للبحوث في مصر، أن "كوفيد- 19" يعد أحد أخطر الفيروسات التي ظهرت في القرن الحالي، لكنه لم يتنج عن تمحور أحد الفيروسات الأخرى مثل سارس، بالرغم من وجود تشابه في الأعراض الناتجة عنهما.
وأوضح "علي" أن عائلة "كورونا" بها عدد كبير جدا من الفيروسات، 7 منها فقط تصيب الإنسان، ومصدرها حيواني.
وأوضح أنه بدراسة التركيب الوراثي لـ"كوفيد-19" تبين أنه قريب جدا من نوعين من فيروسات "سارس"، ومصدرها الخفافيش، وهو عائل رئيسي للنقل إلى البشر.
وأشار إلى أن الفيروس يحتاج إلى جسم حي، ولا يمكن أن يعيش داخل جثث الأموات، لكنه من سلالة الفيروسات التي تبقى على الأسطح والمواد الصلبة لفترات طويلة، قد تصل إلى 9 أيام، موضحاً أن خطورة الفيروس الحقيقية تكمن في سرعة انتشاره وانتقاله بين البشر بشكل جنوني، وأنه لا يوجد له علاج حتى الآن، مضيفاً: "هناك فريق مصري متخصص يعكف في الوقت الحالي على محاولة الوصول لعلاج للفيروس".
الجهاز المناعي قادر على كسب المعركة
ويرى الدكتور أحمد شاهين أستاذ علم الفيروسات بكلية الطب جامعة الزقازيق شمال مصر، أن الفيروس يتسلل إلى جسم الإنسان عبر الأغشية المبطنة للأنف، ومنها إلى مجرى الدم عبر أنسجة الحويصلات الهوائية المسؤولة عن نقل الأوكسجين لخلايا الجسم".
وتابع: "الفيروس يستقر بالحلق أولا، ثم ينتقل إلى الرئة، حيث تسمح الأنسجة بتكاثر الفيروس داخل الرئتين، وفي ذلك التوقيت يبدأ الجهاز المناعي في التعامل مع الفيروس من خلال كرات الدم البيضاء، ويتمكن المريض صاحب جهاز المناعة القوية من القضاء على الفيروسات خلال وقت وجيز".
وحول أعراض الفيروس، أوضح "شاهين" أن الجسم ترتفع درجة حرارته بشكل كبير في حال أن الجهاز المناعي أخفق في التعامل مع الفيروس، وهى دورة طبيعية تحدث في الجسم لزيادة معدلات ضخ الدم، وتسمى "الحمى"، قائلا: إن جسم الإنسان يتعامل مع الفيروسات بشكل إعجازي، بحيث ترتفع درجة الحرارة تلقائيا لوقف انتشار الفيروس، ومساعدة الجهاز المناعي في التخلص منه.
الصحة النفسية قد تؤثر سلبا على مناعة الجسم
من جانبه، قال الدكتور عبدالهادي مصباح، أستاذ المناعة والفيروسات في مصر، إن بعض العادات الخاطئة، خاصة المتعلقة بالنظام الغذائي، تتسبب في ضعف المناعة لدى قطاعات كبيرة.
وأوضح أن نوعية الفيروسات الجديدة لا يوجد لها علاج، وبالتالي يتولى الجهاز المناعي للإنسان مهمة التعامل معها بشكل كامل، وتصبح معركة، إذا انتصرت فيها المناعة انتهى الأمر.
وتابع: "العزل المنزلي، واتباع طرق الوقاية، أهم ما يمكن أن يقوم به الأفراد في الوقت الحالي لحصر انتشار الفيروس، والقضاء عليه نهائيا"، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالصحة النفسية، وعدم التعرض للكثير من الأخبار السلبية التي تؤدي للقلق والتوتر، لأن الصحة النفسية للأشخاص تؤثر بشكل مباشر على خفض قدرة الجهاز المناعي.