إجمالي القيمة الإنتاجية للمشروع في المدرسة حوالى 1800 جنيه شهريا، هذا بالإضافة إلى 2 متر/مكعب استزراعا سمكيا، يوفر حوالى 24 كيلو.
على بعد نحو 100 كيلومتر شمالي العاصمة المصرية القاهرة، تقع مدينة السادات على طريق القاهرة- إسكندرية الصحراوي، تحديداً في مدرسة (مبارك كول) الزراعية بالمدينة، وهي ثاني مدن الجيل الأول، والتي قامت هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بإنشائها عام 1976، يوجد مشروع بيئي طموح "لإعادة استخدام المياه الرمادية في الاستزراع السمكي والزراعة بدون تربة".
الدكتور وائل عبد المعز، أستاذ البيئة والطاقة بكلية الهندسة جامعة المنيا ومدير مركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية ومدير المشروع، صحب كاميرا "العين" في جولة ميدانية، للاطلاع على المشروع بمدينة السادات.
وقال عبد المعز، إن "اختيار المدرسة الزراعية بمدينة السادات جاء لنشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه بين الطلاب بالإضافة لوضع نموذج عملي أمام الطلاب لأحد المشروعات التي يمكنهم البدء في تنفيذها بعد تخرجهم".
وأضاف عبد المعز، أن المشروع هو عبارة عن منظومة متكاملة لإعادة استخدام المياه الرمادية وترشيد الاستهلاك بالإضافة إلى الحصول على منتج غذائي صحي ورخيص.
وأشار إلى أن "المياه الرمادية" كما يحددها المعيار الأوروبي "12056-1" هي المياه الخالية من الغائط أو الروث، وهي المياه منخفضة التلوث، كما هو الحال بالمياه الناتجة أثناء الاستحمام، الاغتسال، غسل اليدين.
وعن دورة عمل المشروع، بيّن مدير مركز تطوير المشروعات، أنه "يتم تجميع المياه من أحواض غسل الأيدي بالمدرسة في خزان أرضي، ومن ثم يتم معالجة المياه الرمادية عن طريق منظومة تنقية تم تصنيعها بنسبة 100% في مصر، لتدفع المياه بعد ذلك إلى منظومة للاستزراع السمكي، ومن ثم توصيل المياه إلى أحواض الزراعة بدون تربة وتتم إعادة الدورة مرة أخرى".
وذكر عبد المعز، أن المشروع مقام في جزء من فناء المدرسة على مساحة 24 متراً مربعاً، تضم حوالي 20 عمود استزراع مائي بدون تربة، كل عمود ينتج 12 نباتاً، بإجمالي إنتاج 600 نبتة في الدورة الزراعية الواحدة.
ولفت إلى أن إجمالي القيمة الإنتاجية للمشروع في المدرسة حوالى 1800 جنيه شهرياً، بمتوسط سعر 3 جنيهات للنبتة.. هذا بالإضافة إلى 2 متر/مكعب استزراعاً سمكياً، يوفر حوالى 24 كيلو من السمك في الدروة السمكية الواحدة التي تبلغ من 2 إلى 3 أشهر.
وعن أنواع النباتات التي يمكن زراعتها في المشروع، أوضح عبد المعز، أن النباتات المزروعة تتنوع بين النباتات العشبية مثل الزعتر والريحان والنعناع، والنباتات الورقية مثل الخس بأنواعه.
كما أوضح أن المشروع هو نموذج اقتصادي مصري ناجح وبسيط، ذو عائد اقتصادي جيد، يمكن استنساخه بسهولة وتوفيره للشباب الباحثين عن عمل عن طريق أحد الأنظمة التمويلية المتاحة للمشروعات الصغيرة.
يشار إلى أن المشروع نتاج تضافر جهود كل من وزارة البحث ممثلة في مركز تطوير المشروعات وتكنولوجيا الأبحاث العلمية، بالإضافة إلى المجتمع المدني ممثل بمؤسسة "مصر للخير".
وبدوره، رحب المهندس محمد عاشور، رئيس جهاز مدينة السادات، بالمشروع. مؤكداً أنه مثال جيد للمشروعات الصغيرة ذات الأفكار الإبداعية الناجحة.
ودعا في الوقت ذاته شباب الخريجين إلى الاستثمار وتبني هذا المشروع وتكرار التجربة والتوسع فيها، موضحاً أن إجمالي الاستثمارات المنفذة في مدينة السادات خلال العام 2017 تبلغ ملياراً و407 ملايين جنيه مصري.
يذكر أن معظم أراضي مدينة السادات صحراوية مستصلحة تعتمد على المياه الجوفية في ريها بشكل أساسي، فالقسم الأوسط يمثل مساحته 32.3% من مساحة المركز، أما القسم الغربي فهو الحزام الأخضر المحيط بالمدينة من جميع الجهات، ويمثل 57.7% من مساحتها.
كذلك تظهر في الجزء الشرقي من مدينة السادات قرى قديمة تزرع بنظام الزراعة القديم كما هو الحال في قلب المنوفية، ويمثل 10% من مساحة المركز، على عكس القسمين الأوسط والغربي.
وتتوطن زراعة الخضراوات بنسبة عالية بمركز السادات بنسبة 13.8% من إجمالي زراعة الخضراوات بمحافظة المنوفية، أما الفاكهة فتشغل مساحة أكبر من الخضر بنسبة 30.6% من إجمالي زراعة الفاكهة بالمحافظة، ويرجع ذلك لاتساع الحيازات الزراعية وقربها من القاهرة الكبرى.