خبير يكشف لـ"العين الإخبارية".. هل تشكل زلازل تركيا خطرا على الشرق الأوسط؟ (حوار)
قبل نحو 84 عاما، وبالتحديد في عام 1939، ضرب زلزال بقوة 7.9 درجة مدينة أرزنجان الشرقية بتركيا، مخلفا أضرارا بنحو 116 ألفا و720 مبنى، وتسبب في مقتل أكثر من 20 ألفا شخص.
يوم الإثنين، كانت تركيا على موعد مع زلزالين جديدين، بقوة 7.8 درجة و7.5 درجة، وهما الأقوى منذ ذلك الزلزال التاريخي.
وما بين عامي 1939 و2023، شهدت تركيا عشرات الزلازل بدرجات متفاوتة، الأمر الذي يثير تساؤلات، حول أسباب نشاط تلك المنطقة زلزاليا، وهل هناك فرصة لتوقع حدوث الزلازل؟ وما مدى تأثر دول منطقة الشرق الأوسط بالزلازل التي تقع في تلك المنطقة؟ وهل هناك إجراءات يجب على تلك الدول اتخاذها؟
وفي مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، يجيب شريف الهادي، رئيس قسم بحوث الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيريقية في مصر، على هذه الأسئلة وغيرها.
وإلى نص الحوار:
بداية.. لماذا تكون تركيا على موعد مع زلازل عاما بعد الآخر؟
يجب أن نعرف كيف تحدث الزلازل، فكما نعلم فإن السطح الخارجي للأرض، وهو القشرة، مجزأ إلى صفائح تكتونية، وتسمى حواف الألواح حدود الصفيحة، والتي تتكون من فوالق، وتتحرك الصفائح التكتونية باستمرار بوتيرة بطيئة، وتنزلق فوق بعضها البعض وتصطدم ببعضها البعض، ونظرا لأن حواف الألواح خشنة تماما، فإنها تتعثر مع بعضها البعض، بينما تستمر بقية الألواح في الحركة، ويحدث الزلزال عندما تتحرك الألواح بعيدا بدرجة كافية وتنفصل الحواف عن أحد الفوالق.
وإذا طبقنا هذا الكلام على زلزال تركيا، سنجد أنه يوجد فالق اسمه شرق الأناضول، والذي يقع حوالي 650 كيلومترا من مرتفعات شرق تركيا إلى البحر الأبيض المتوسط، ويتجه من هناك جنوبا ويلتقي بالنهاية الشمالية لنظام الصدع الكبير الذي يفصل الصفائح الأفريقية والعربية، ضغط كبير يؤدي لوقوع الهزة الأرضية، وهو وضع يمكن تشبيهه بـ"مسطرة بلاستيك" تتجاوب معك عند ثنيها حتى تصل من شدة الضغط إلى الكسر.
هل فالق شرق الأناضول هو المسؤول الوحيد عن الزلازل في تلك المنطقة؟
يوجد فالق آخر، هو شمال الأناضول، والذي يمتد من جنوب إسطنبول إلى شمال شرقي تركيا، وهو المسؤول عن زلزال عام 1939 الشهير.
هل بذلك تركيا محاصرة بين فالقي شمال وشرق الأناضول؟
تخبر الدراسات أن 98% من تركيا معرضة للزلازل، والخطر الكبير للزلازل يكون في ثلث البلاد.
هل تمثل تلك الزلازل خطرا على دول الشرق الأوسط؟
الأمر يتوقف على مدى القرب من مصدر الزلازل، فالعاصمة المصرية القاهرة مثلا تبعد حوالي 900 كيلومتر عن مصدر الزلازل، لذلك فإن الإحساس بالزلازل كان أخف من منطقة مثل رفح التي تبعد حوالي 690 كيلومترا، وبالقطع هناك دول تكون أقرب من المصدر، وهذه الدول يمكن أن يتعدى الأمر عندها مجرد الإحساس بالهزة، إلى حدوث تدمير في المباني والمنشآت.
البعض تداول تغريدات لخبراء توقعوا حدوث هذه الزلازل قبلها بأيام، هل ذلك ممكنا؟
في المناطق النشطة زلزليا مثل تركيا تكون هناك نماذج إحصائية تتوقع حدوث الزلازل ومدى قوتها استنادا إلى وتيرة الوقوع، لكن هذه النماذج لا تستطيع توقع اليوم على وجه التحديد، وأحيانا ما تكون التوقعات مخالفة لما يحدث.
معنى ذلك، أن العلماء لا يستطيعون التوقع الدقيق بموعد الزلازل وقوتها؟
مهما أوتي الانسان من علم، فلن يستطيع على وجه الدقة توقع ما يحدث في باطن الأرض، لأن طبيعة الأرض متغيرة، فنحن لا نتحدث عن إنسان يمكن من خلال دراسة بعض المؤشرات الحيوية توقع إصابته بأمراض معينة.
ما الحل إذن لاتقاء شر الزلازل؟
*لا توجد حلول سوى التوعية بممارسات السلامة أثناء الزلازل، ومراعاة أكواد الزلازل عند إنشاء المنازل، لتقليل الخسائر والأضرار.