خفاش الفاكهة المصري.. "ثعلب طائر" صديق للبيئة وعدو للإنسان
خفاش الفاكهة المصري ليلي النشاط مثل الخفافيش الأخرى، إذ يقضي ساعات النهار على الأشجار أو في الكهوف
يعتبر خفاش الفاكهة المصري من أكبر أنواع الخفافيش وأقواها وأقدمها عمراً، ويلقب بـ"الثعلب الطيّار"، لطول أنفه الذي يشبه أنف الثعلب، ويتميز بوبره الناعم، وجناحيه الشفافين.
وينتشر خفاش الفاكهة المصري في بعض أنحاء قارة أفريقيا وآسيا، ويقطن المرتفعات والمنخفضات ما دامت تحتوي على أشجار الفاكهة التي تمدّه بالغذاء اللازم للعيش.
ولهذا النوع من الخفافيش قدرة كبيرة على التأقلم، إذ إنها تستطيع العيش بسهولة في المناطق الجافة والاستوائية.
ويصل طول جسم خفاش الفاكهة المصري إلى 15 سم، وطول جناحيه إلى 60 سم كمعدل وسطي، ويزن 160 جراماً تقريباً، وتكون الذكور منها أكبر حجماً من إناثها.
ويحب خفاش الفاكهة العيش في الكهوف، لكنه لا يمانع العيش في أماكن من صنع الإنسان، كالأنفاق والمباني المهجورة وبقايا الحطام.
ويعتبر خفاش الفاكهة المصري ليلي النشاط مثل الخفافيش الأخرى، إذ يقضي ساعات النهار على الأشجار أو في الكهوف، ويعيش في صورة مجموعات كبيرة قد يصل عددها إلى عدة آلاف أحياناً.
وتخرج الخفافيش من بيوتها في المساء بحثاً عن الطعام، وتعود فبل الفجر مباشرة، ويعتبر هذا النوع ومعه أنواع أخرى تابعة للجنس نفسه، المجموعة الوحيدة من الخفافيش الكبيرة التي تستخدم صدى الصوت، حيث تصدر سلسلة من الطقطقات عن طريق ألسنتها، كما أنها تستخدم مدى من الأصوات لغرض التواصل مثل الهمهمات أو الصيحات.
ويتغذى هذا النوع من الخفافيش على أنواع عديدة من الفاكهة، وثمار النخيل البري أيضاً.
وبما أنه يتغذى على الفاكهة؛ فهو بالتأكيد يلعب دوراً مهماً في التوازن البيئي، حيث إنه يساعد في عملية تلقيح النباتات، ونشر البذور، حيث تعتمد بعض النباتات في بقاء نوعها وانتشارها على هذا النوع من الخفافيش.
ولكن من المعروف عن الخفافيش أنها من أكبر حاملي الفيروسات، وأنها تعرّض الإنسان بنسبة كبيرة للعدوى، لأنها تعيش على مقربة منه في أغلب الأحيان، كما أنها تتنقل آلاف الكيلومترات أثناء رحلاتها التي قد تستمر أشهر عدّة.
وأثبتت دراسة سابقة أجراها باحثون من جامعة "كامبريدج"، أن هذه الخفافيش يمكن أن تكون موطناً لأنواع عديدة من الفيروسات، أبرزها فيروس "لاجوس" والفيروسات "المخاطانية"، ويمكن أن تنتقل هذه الفيروسات من الخفافيش للإنسان بسهولة.
وتدور بين خفافيش الفاكهة والإنسان حروب عدة باعتبارها آفة بالنسبة لمزارعي الفواكه الذين يلجأون لطرق مبتكرة كتدخين كهوفها وتسميمها للتخلص منها لكي لا تدمر محاصيلهم الزراعية.
كما أن فضلات هذه الخفافيش تعد أزمة أخرى بالنسبة للإنسان، بسبب احتمالية احتوائها على فيروسات عدة قد تصيب الإنسان بداء لا دواء له.