الإفتاء المصرية: التدخل العسكري التركي بليبيا انتهاك للقانون الدولي

المرصد يحذر من أن هذه الخطوة ستدخل المنطقة في صراعات عديدة وموجة جديدة من الفوضى التي لا تحمد عقباها

أدان مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية قرار البرلمان التركي إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، مؤكدا أنه انتهاك صريح للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن. 

وأوضح المرصد، في بيان أصدره، الجمعة، أن خطوة تمرير البرلمان التركي المذكرة المقدمة من الرئيس رجب طيب أردوغان بتفويضه إرسال قوات إلى ليبيا، تمثل انتهاكا صريحا للشرعية والقانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا، خاصة القرار (1970) لسنة 2011 الذي يحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا والتعاون العسكري معها إلَّا بموافقتها.

• الإمارات تدين قرار تركيا إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا
• برلمانات الرباعي العربي تستنكر التدخل التركي في ليبيا

وحذَّر مرصد الإفتاء من تداعيات تلك الخطوة التي يقدم عليها الرئيس التركي، مشيرا إلى أن التدخل العسكري التركي يعيد السيناريو السوري، ويعمق الصراع الدائر في هذا البلد ويضع المنطقة كلها أمام موجة إرهاب عاتية من شأنها تقويض السلم الأهلي والإقليمي.

وأوضح أن حصول أردوغان على موافقة البرلمان للتدخل العسكري في ليبيا يأتي في إطار سعيه لشرعنة هذا التدخل المخالف للقانون الدولي، وتأسيسا على مذكرة التفاهم الباطلة الموقعة في إسطنبول بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع فايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية.

وكان السراج والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقّعا، في الـ27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.

ودعا مرصد الإفتاء المجتمع الدولي وجميع الهيئات والمنظمات الدولية الفاعلة للاضطلاع بدورها بشكل عاجل في التصدي لهذا التطور الذي ينذر بالتصعيد الإقليمي.

كما حذر من أن هذه الخطوة ستدخل المنطقة في صراعات عديدة وموجة جديدة من الفوضى التي لا تحمد عقباها، إضافة إلى آثاره السلبية الشديدة على جهود التواصل عبر "عملية برلين" لتسوية شاملة وقابلة للتنفيذ تقوم على معالجة جميع جوانب الأزمة الليبية من خلال المسار الدولي.

واستضافت العاصمة الألمانية برلين، خلال شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول الماضيين، عدة اجتماعات دولية حول ليبيا بمشاركة أطراف دولية وإقليمية، إلى جانب تمثيل جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والمبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، وركزت الاجتماعات على محاولة بلورة حلول توافقية لإنهاء الأزمة عبر تسوية سياسية فاعلة.