مصري يقتل زوجته أمام بناته.. كيف تتأثر نفسية الأبناء؟ (خاص)
شهدت محافظة الدقهلية شمال مصر جريمة مروعة حينما أقدم شاب على ذبح زوجته وإرسال صورة جثتها إلى أهلها.
قام الشاب القاتل بتصوير مقطع فيديو بجوار جثة زوجته التي فصل رأسها عن جسدها بعد ذبحها، ونشره على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، وظهر في الفيديو أن بناته الثلاث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 3 و9 سنوات يقفن بجوار جثة والدتهن.
وأكد الشاب أنه لن يبرح مكانه في مسكنه مسرح جريمته إلا بحضور قنوات الإعلام للتصوير معه وسماع قصته بالتفصيل، وقال "يا أهل الخير.. أنا مش هانزل من فوق إلا لما ييجي حد من القنوات يصور معايا ويعرف قضيتي وإيه إلى حصل معايا وخلاني في الوضع ده.. كل ده من أجل 3 بنات كان نفسي أكون معاهم في الدنيا سواء حلوة أو وحشة.. فيه أو مافيش بتمنى أعيش معاهم".
فما تأثير ذلك على نفسية البنات؟ وما مصيرهن في التعامل مع المجتمع مستقبلاً؟
البناء النفسي
يقول الدكتور أحمد الباسوسي، استشاري الطب النفسي، إن هذا الجريمة "صعبة للغاية" على البنات، مؤكدًا أن التأثيرات النفسية تظهر مع الوقت.
وأكد الباسوسي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن حجم التأثير سيعتمد على البناء النفسي للشخصية، فصاحبة البناء النفسي الأضعف من البنات ستكون الأكثر تأثيرا، وتوقع أن تظهر تأثيرات الصدمة في سن البلوغ والمراهقة من 10-14 سنة.
وتوقع أن تترسب مخاوف ووساوس ومشاكل نفسية حقيقية لدى البنت الصغيرة، وأن تصاب البنات الكبيرة بفوبيا من العلاقات والزواج.
وأوضح الباسوسي أن صورة الأب والأم داخل البنات تدمرت بشكل كامل، وبالتالي انهارت صورة مصدر الأمان والقوة، وسيقمن بالتعامل مع المجتمع بعد ذلك بهذا التشوه، وقد يكون هناك داخلهن نزوع انتقامية من المجتمع.
أمراض أو اضطرابات
وتوقع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن الطفلة الأصغر ذات الثلاث سنوات ستنسى الأحداث مع الوقت، إذا قامت بتربيتها أسرة بديلة بصورة جيدة.
وأكد فرويز، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الجريمة ستترسخ في عقول البنات الأكبر، لأن الطفلة الأقل من 3 سنوات سيقتصر التأثير بالنسبة لها على هواتف لحظية بالحدث على فترات طويلة، أما البنتان الأكبر من 4 سنوات فستظل الجريمة خالدة في ذاكرتهما طوال العمر.
وطالب فرويز بخضوع البنات لعلاج نفسي ومراقبة نفسية لمدة 6 شهور حتى يمكن ملاحظة حدوث أي من الاضطرابات النفسية أو المرض النفسي، حيث من المتوقع أن تكون هناك جينات تسهل ظهور مرض نفسي، أو حدوث اضطراب ما بعد الصدمة.
وقال فرويز إنه من المحتمل أن تصاب البنات برهبة الخوف من الرجال ورفض الزواج، لأنهن كلما فكرن في الزواج سيتذكر والدهن.
وأضاف فرويز: "أي جين مرضي ممكن يظهر من سن 15-25 سنة أو أقل، والبنات إن نجين من المرض فلن ينجين من اضطرابات الشخصية، لأن العمر من 4-14 سنة أساسي لبناء الشخصية، وما يحدث فيه من أحداث ذكرى لا يمحوها أي شيء".
تأثير كبير على البنات
ويؤكد الدكتور هاشم بحري، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن هذه الحادثة تستوجب تحليل 3 مواقف نفسية للأب القاتل، والزوجة التي قال زوجها إنها حرمته من رؤية بناته خلال فترة طلاقهما حتى عاد إليها وتزوجها مرة أخرى.
وأوضح بحري، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن هذا الأب شعر بأنه مظلوم بسبب حرمانه من رؤية بناته وتعنت هذه الزوجة، فشعر بأنه مقهور أو ضعيف أمام بناته، فلم يتحمل ذلك نفسيًا، لأن الشخصية البارانويد لا تتحمل النقد أو إهانة الآخرين.
وكشف بحري أنه بسبب ضعف شخصيته قرر أن يثبت أنه قوي أمام بناته ليستعيد كرامته من طليقته- التي تزوجها مرة أخرى قبل أيام من الجريمة.
وقال إن ما حدث يؤثر بشدة على البنات، لأنهن يعتبرن الأب والأم السند والأمان في الحياة، وفقدانهما بهذه الطريقة المرعبة سيشعرهن بخوف شديد وقلة ثقة بالنفس، فينعكس ذلك عليهن بالخوف والرعب والاكتئاب.
وختم بحري حديثه: "التأثير على الأطفال عنيف، وممكن أن يصل للاضطرابات العقلية مثل الانفصام أو القلق والاكتئاب ثنائي القطب أو الرهاب".
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز