المصري محمود حسين.. فنان الخط العربي في عصر التكنولوجيا
امتاز طالب كلية التمريض المصري محمود حسين بإتقانه الشديد للكتابة بالخط العربي بأشكالة المختلفة ليكتب بيده جدرايات ولوحات فنية بديعة مذهلة.
واشتهر محمود بين أبناء بلدته، التي تقع ضمن نطاق إحدى قرى مراكز محافظة قنا بصعيد مصر.
حسين صاحب الـ21 عاماً، حكى لـ"العين الإخبارية"، أنه ورث حب الكتابة بالخط العربي عن أبيه، الذي ودع الدنيا وهو لا يزال في الـ12 عاما من عمره، ومع ذلك، لا زال يذكر جلوسه بجانب أبيه الخطاط، الذي كان يتقن الكتابة بكل أشكال وألوان اللغة العربية، بشكل لافت ومنمق.
عزف حسين عن مهنة أبيه بعد وفاته واستكمل دروسه، ولكن ظلت الموهبة دفينة بداخله، بحسب ما أكده، وفجأة انفجرت من جديد شلالات الموهبة، وعلى حين غرة اتجه إلى لوحاته، ولشهور بدأ التدريب المتواصل للوصول إلى أعلى مستوى في الكتابة ترضيه وترضي العملاء.
الدراسة
سنوات الدراسة كانت حائلاً دون الإسراع بخطوات نحو احتراف الكتابة، خاصة وأن كلية التمريض تشترط حضوراً وتدريبات عملية مضنية، ولا تحتمل الخطأ كونها رسالة وخدمة يقدمها للمرضى قبل أن تكون مهنة للتكسب منها، كما يرى حسين، ولهذا كان يواظب يومياً على الذهاب إلى كليته ثم يعود للتدرب من جديد على الكتابة.
الكسب
يقول حسين: "في بداية عملي، كنت أتصور أن أجد سخرية من الناس بعد انتشار الكتابة عبر الكمبيوتر بشكل كبير في كل أنحاء الدنيا، لكن المفاجأة أنني وجدت تفاعلاً من الناس وحنين للعودة إلى الماضي الجميل الذي يحمل ذكريات للجميع، فضلا عن ارتباط أهل الصعيد بالأشياء الجميلة المصنوعة يدوياً".
لم تندثر
حسين أكد أن مهنته لم تندثر نهائياً، بل على العكس، بات العديد من المتخصصين يقدمون "كورسات" لتعلم فنون الخط العربي وطريقة الكتابة به، وكثير من المهتمين يذهبون لتعلم فنون اللغة العربية وطريقة كتابتها وأسرارها الخلابة.
ويسعى حسين خلال الفترة المقبلة إلى عقد معرض خاص للوحاته، خاصة وأنها تحظى باهتمام كبير بين المهتمين بهذا الفن.
إقبال كبير
من جانبه قال معلم اللغة العربية والخط العربي، زياد أيمن لـ"العين الإخبارية"، إن هناك إقبالا كثيفا من الناس على تعلم الكتابة بخط النسخ والرقعة والخط الكوفي صاحب الأشكال الخلابة، ويطلب كثير من الناس إلى الآن في كا محافظات مصر كتابة الجداريات بالخط بدلاً من الكمبيوتر، ليس توفيراً، ولكن لإبداعاته وروعة منظره.
أيمن أكد أن الخط العربي المكتوب يدوياً اندثر لفترة بعد حقبة ظهور التكنولوجيا الحديثة، ولجأت كل المحال إلى استخدام التقنيات الحديثة، قبل أن يتنبه الناس إلى أن روعة الخطوط لا تزال في كتابتها يدوياً وبالمهارات المطلوبة، لهذا عادت مهنة الكتابة اليدوية إلى الظهور مجدداً وباتت تزاحم التكنولوجيا في الكتابة.