مصرية متبرعة بأعضائها تتحدث لـ"العين الإخبارية": واجهت صعوبات لتوثيق الإقرار (حوار)
عاد جدل التبرع بالأعضاء البشرية بعد الوفاة إلى الساحة المصرية مؤخرًا، في قضية تُثار من حين إلى آخر.
وتزامنًا مع النقاشات الدائرة بشأن هذا الأمر، اتخذت المؤسسات المصرية قرارات لخدمته، فأصدر وزير العدل، المستشار عمر مروان، تكليفًا لمصلحة الشهر العقاري والتوثيق، بتحديد خطوات توثيق إقرار يفيد برغبة الشخص في التبرع بأعضائه بعد وفاته.
من جانبه، نوه المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية، الدكتور حسام عبدالغفار، بأنه سيتم تدشين قاعدة بيانات لزراعة الأعضاء البشرية، وربطها بمراكز زراعة الأعضاء، لضمان تقديم خدمة مميزة للمريض والمتبرع.
بموجب ما سبق، حاورت "العين الإخبارية" الشابة المصرية سارة فؤاد ميخائيل، وهي من أوائل من وثقوا إقراراتهم بالتبرع بأعضائهم في مصلحة الشهر العقاري، وبدورها كشفت الصعوبات التي واجهتها، وأفصحت عن الدوافع التي حفزتها لاتخاذ هذه الخطوة.. وإلى نص الحوار:
متى تكوّنت فكرة التبرع في ذهنك؟
حينما كنت أدرس في المرحلة الإعدادية. خطرت في ذهني نتيجة مشاهدتي للأفلام الأجنبية، التي تضمنت مشاهد ارتبطت بالتبرع بالأعضاء.
ما الذي دفعك للتفكير في هذا الأمر؟
كان لدي أقارب تدهورت حالتهم الصحية، ولم نجد أي متبرع لإنقاذ حياتهم، وما عزز هذا التوجه لدي هو وفاة صديقتي منذ أيام الدراسة العام الماضي، لعدم وجود متبرع بالكبد، كل ما سبق دفعني للتفكير في الأمر، وجعلني أتساءل عن سر عدم الاعتماد على قاعدة بيانات تحصر الراغبين في التبرع بأعضائهم.
متى تقدمتِ إلى مصلحة الشهر العقاري بمصر لتوثيق رغبتك؟
في شهر أبريل/ نيسان من عام 2019، حينها تعرفت على أول شخص وثق إقراره، بعدها بأسبوع وثقت إقراري، وكوّنا "مجموعة" عبر "فيسبوك" ووضعنا به الخطوات المطلوبة لإنجاز هذا الأمر.
هل واجهتِ أي عقبات أثناء عملية التوثيق؟
القانون في مصر يسمح بالتبرع بالأعضاء منذ عام 2010، وهناك منشور للشهر العقاري يفيد بهذا الأمر منذ سنة 2011، وهو ما يعني ضرورة علم المديرين في المصلحة بإجازة توثيق إقرار التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، لكن في الحقيقة لا يوجد أحد يعلم بهذا الأمر من العاملين.
للتغلب على هذا الأمر، لجأت للتواصل مع شخص بغرض التوسط لحل هذه الأزمة، وبدوره دفع حث أحد العاملين إلى إنجاز المهمة في سرية دون إطلاع الآخرين بمضمون الإقرار.
ما طبيعة المشكلات التي تواجه الراغبين في توثيق إقرار التبرع بالأعضاء؟
من واقع اطلاعي، يُقابل طلب كثيرين بالرفض، في أمر ما زال مستمرًا رغم تلقي مصلحة الشهر العقاري لمنشور جديد يجيز قبول توثيق إقرارات التبرع بالأعضاء، وهو بدوره يعيق مهمة تكوين قاعدة بيانات للمتبرعين.
على حد علمي، من نجحوا في توثيق إقراراتهم هم 16 شخصًا فقط.
هل واجهتِ أي ردود فعل سلبية تجاه رغبتك المعلنة؟
لم أواجه أي ردود سلبية، من جانب أسرتي أو أصدقائي، النقطة السلبية الوحيدة تتمثل في إجراءات مصلحة الشهر العقاري، وعدم تفعيل القانون في هذا الشأن.
كيف ترين إقدام المشاهير على فكرة التبرع بالأعضاء؟
نحن نطالب منذ فترة أن يكون هناك نجوم يتحدثون في هذه القضية، حتى اليوم لا توجد سوى الفنانة إلهام شاهين التي وثقت إقرارها، فيما أعلن الداعية خالد الجندي بأنه سيقدم على هذه الخطوة رفقة زوجته.