خبراء: مصر حصنت موقفها في ليبيا بشرعية دستورية وسياسية
خبراء مصريون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن امتلاك مصر الشرعية الكاملة للتدخل في ليبيا، لحماية أمنها القومي، والأمن القومي العربي.
اعتبر وكيل مجلس النواب المصري وخبيران سياسيان أن موقف القاهرة تجاه الأزمة الليبية بات محصنا بشرعية دستورية وسياسية بعد أن أقر البرلمانان المصري والليبي إرسال قوات لصد الإرهاب بعد أسابيع من طرح مبادرة لحل سلمي للأزمة في البلد الجار.
واتفق الخبراء على أن مصر نجحت في امتلاك الحلول السياسية والأمنية معا في مواجهة العدوان التركي، وتدخلاته في الجوار الليبي، متوقعين أن قدرة الدولة المصرية على مجابهة أي تدخلات من شأنها المساس بمقدرات شعوب دول الجوار.
وأمس وافق مجلس النواب المصري، بالإجماع على إرسال عناصر من القوات المسلحة المصرية في مهام قتالية خارج حدود الدولة المصرية.
شرعية التدخل المصري
جمال رائف، الخبير في العلاقات الدولية قال، لـ"العين الإخبارية"، إن "القاهرة استكملت خطواتها نحو دعم الاستقرار في ليبيا وصون أمنها القومي، من خلال التحصين بالشرعية والمشروعية، والتي تمثلت في حصولها على طلب من البرلمان الليبي، ثم شرعية شعبية ممثلة في طلب شيوخ وأعيان القبائل الليبية عند زيارتهم الأخيرة للقاهرة، وأخيرا موافقة البرلمان المصري على إرسال قوات عسكرية للقتال بالخارج".
وأوضح رائف أن "ما فعلته مصر من امتلاك للحلول السياسية والأمنية معا، أسقط أكذوبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبات واضحا أمام العالم أنه فقط دمية تتحرك بخيوط قوى عالمية أكبر فيخرج متحدث الرئاسة التركية قبل ساعات من انعقاد جلسة هامة للبرلمان المصري متحدثا أن تركيا لا ترغب في التصعيد مع مصر".
وربط الباحث السياسي بين الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي أمس، وبين تراجع أنقرة، قائلا: من الواضح أن تركيا قد استغاثت بأمريكا والاستجابة الأمريكية تأتي عن قناعة بضرورة عدم تصعيد الصراع الليبي، لتجنب التورط في أزمة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وبالأمس أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي ونظيره المصري أكدا ضرورة وقف التصعيد الفوري في ليبيا، بما في ذلك وقف إطلاق النار، والتقدم في المفاوضات الاقتصادية والسياسية.
وأضاف الخبير المصري أن البداية كانت مع إصدار البنتاجون لتقرير يتحدث عن نقل تركيا للمرتزقة السوريين إلى ليبيا ولكن الحماقة الأردوغانية لم تفهم الرسالة فاضطر ترامب للتدخل بشكل مباشر بعد أن أصبح الموقف التركي هش وضعيف.
وشدد رائف على أن "مصر وليبيا تحصنا في الوقوف معا أمام العدوان التركي بمظلات إقليمية ودولية مهمة، منها الاتحاد الأفريقي، وجامعة الدول العربية، وتجمع الساحل والصحراء، حيث إن كل هذه الكيانات تدعم أي تدخل عسكري مصري من شأنه دعم ليبيا أمام أي عدوان خارجي".
رسائل شرعية وردع
وبشأن إقدام نظام رجب طيب أردوغان على مغامرة عسكرية بدخول سرت، قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي مدير إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة الأسبق: "هناك تحول سيكون له تأثير كبير جدا على الأوضاع في ليبيا الفترة المقبلة، وهو موافقة البرلمان بالإجماع أمس، على إرسال عناصر من القوات المسلحة بمهام قتالية خارج حدود الدولة، إضافة إلى الاتصال الذي أجراه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، حول الأوضاع فى ليبيا".
وأضاف في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "ما جرى أمس سيعمل على تغيير مواقف عديدة بالمنطقة، ويحمل رسالة ردع واضحة لنظام أردوغان".
وقال المفكر الاستراتيجي المصري إن "الرئيس السيسي حدد الخط الأحمر وهو سرت ومن يتجاوزه فالقرار بالتدخل واضح وصريح".
ونبه فرج إلى أن موافقة بالإجماع تحمل مجموعة من الرسائل سواء للمجتمع الدولي أو المعتدين في الداخل الليبي.
وأوضح: رسالة للمجتمع الدولي بأن هناك شرعية دستورية من البرلمان المنتخب من الشعب المصري، باتت متوفرة للتدخل العسكري من أجل حماية الأمن القومي المصري، والتأكيد أيضا أن الجميع خلف الرئيس وقواته المسلحة.
وأردف: "موافقة البرلمان بالإجماع رسالة أيضا للمعتدين في الداخل الليبي بأن الشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية صفا واحدا في اتخاذ ما تراه مناسبا لحفظ الأمن القومي".
إجماع بالتأييد
بدوره، قال السيد الشريف وكيل مجلس النواب المصري لـ"العين الإخبارية" إن قرار البرلمان أمس، يعد تاريخيا في الحياة النيابية بمصر، ويحمل رسالة للعالم بأن شعب مصر يصطف في الشدائد، لا سيما في حال وجود ما يهدد الأمن القومي المصري والعربي.
وأضاف البرلماني أن جلسة الأمس شهدت إجماعا بالتأييد، دون وجود معارض واحد لقرار إرسال قوات خارجية للبلاد، وهو ما يمثل رسالة بأن المصريين على قلب رجل واحد.