حواديت قبل النوم.. مصرية تعلم الأطفال مبادئ الحياة بقصص صوتية
المصرية راندا الساوي تؤكد أنها تهدف إلى تشجيع ثقافة الاستماع لمساعدة الأطفال على التخيل بعيدا عن شاشات الموبايل والتلفاز
"كان يا ما كان".. كلمات تبدأ بها المصرية راندا الساوي سرد جميع قصصها للأطفال على قناتها في موقع يوتيوب، مستغلة تمتعها بموهبة الأداء الصوتي العذب، ليكون مدخلها لتعليم الأطفال مبادئ الحياة العامة.
وعن بداية الفكرة، قالت راندا، الحاصلة على ليسانس إعلام بالجامعة الأمريكية لـ"العين الإخبارية": "ولدت فكرة حكي القصص بعد ولادة ابني الأول علي حينما كان في عمر 7 سنوات، حيث كان يستغرق وقتا طويلا للنوم، فقررت أن أسرد عليه القصص".
وأضافت: "في إحدى الليالي كانت هناك مجموعة من أطفال العائلة مع ابني لا يرغبون في النوم، فقررت أن أقص عليهم قصة قصيرة من تأليفي وأعجبتهم بشدة، وتوالت الأيام مع طلبات القصص اليومية، ثم قررت أن أقوم بتسجيل تلك القصص وأرسلها لأصدقائي والذين بدورهم أرسلوها لأصدقائهم".
وتابعت: "تم عمل مجموعات على تطبيق (واتس آب) لأرسل عليها المقاطع الصوتية للقصص، ووصلت تلك المجموعات إلى 5 تضم المئات من الأمهات، وهنا قررت أن أنشر تلك القصص على موقع يوتيوب".
وحرصت راندا، صاحبة الـ 36 عاما، المدير الإقليمي للعلاقات العامة بإحدى الشركات العالمية، على أن تشرك طفلها في هوايتها، حيث تقول: "يقوم طفلي صاحب الـ9 سنوات بعد الاستماع إلى القصة برسم ما يأتي في خياله، ثم أقوم بإضافة تلك الصورة إلى مقطع أسجله بصوتي".
وعن الموضوعات التي تختارها لتقصها على متابعيها الذين تعدوا الـ4000 تقول راندا: "ابني هو مصدر إلهام كبير لي، حيث أؤلف كثيرا من القصص من المواقف التي يتعرض لها في المدرسة، كما أحرص على الاهتمام بجميع المبادئ العامة بداية من الأمانة والصدق والتقاليد".
وأوضحت: "عانى ابني من التنمر في المدرسة بسبب قصر قامته عن باقي الأطفال، فقررت بقصة (سميرة والنضارة) أن أتناول هذه القضية بشكل مبسط يتقبله الأطفال والكبار، حيث أثبت علميا أن المعلومة تصل إلى العقل بسهولة عندما تكون في سياق القصة".
وعن سر ارتباطها بالقصص قالت راندا: "أحب الكتابة والتأليف، ووالدي كان يحكي لي قصة قبل النوم وكذلك جدتي، وهذا كانت القصة جزءا أساسيا في حياتي، فكنت أظل مستمتعة حتى لو تكررت القصة".
وتستغرق مدة القصة من 5 لـ7 دقائق، وعن كيفية أدائها تقول راندا: "أكون القصة في مخيلتي أولا، ثم أبدأ في تسجيل القصص التي أحيانا تكون مستوحاة من إحدى رسومات الأطفال التي يرسلونها إليّ".
وتؤكد راندا أنها تهدف من خلال مشروعها إلى تشجيع ثقافة الاستماع لمساعدة الأطفال على التخيل بعيدا عن شاشات الموبايل والتلفاز، وتضيف: "أتمنى أن يسمعنى الأطفال في كل البلاد العربية والعالم، وأن أصل لأكبر عدد من المتابعين، كما أطمح إلى أن تتم إذاعة قصصي على إحدى قنوات الإذاعة".