باحثة مصرية: أغاني المهرجانات الشعبية لا تدعو للعنف
الباحثة المصرية مي عامر ترى أن أغاني المهرجانات تشبه أغاني الراب الأجنبية، ولكنها تستخدم المقسوم المصري.
قالت الباحثة المصرية مي عامر، إن لغة موسيقى المهرجانات التي تجتاح مصر حالياً تعبر بوضوح عن فئات اجتماعية تعرضت للتهميش، معتبرة أنها تعبر كذلك عن ثورة في طريقة التعبير، ولا تتضمن دعاوى لإشاعة العنف كما يروج البعض.
جاء ذلك خلال ندوة شهدها مركز "الجز ويت" الثقافي، السبت، تحت عنوان "اللغة في المهرجانات"، ضمن سلسلة ندوات دورية بعنوان "خناقات مصرية.. كيف نقرا مصر اليوم".
وتناولت الندوة سياق إنتاج اللغة في مسار تطور الأغنية الشعبية المصرية منذ عشرينيات القرن الماضي، وحتى تنامي ما يعرف بأغاني المهرجانات عقب أحداث الـ25 من يناير/ كانون الثاني ٢٠١١.
وأوضحت أنه من الصعب النظر إلى اللغة في موسيقى المهرجانات بمعزل عن تحولات عرفتها مصر في سبعينيات القرن الماضي، حيث حدث جدل حول أغاني أحمد عدوية بين مؤيد ومعارض، واعتبر كثيرون أغنياته تعبر عن الانحدار والانحلال؛ بينما رآها آخرون حالة جديدة في المجتمع، أسهمت في إنعاش سوق الكاسيت؛ وبعد الفنان الشعبي أحمد عدوية، ظهرت أصوات حاولت إحداث تحولات مماثلة إلى أن ظهرت أغنيات تعرف باسم "موسيقى المهرجانات" على يد عدد من الشباب من أمثال عمرو حاحا وأوكا وأورتيجا.
وأشارت الباحثة مي عامر إلى أن أغاني المهرجانات تشبه أغاني الراب الأجنبية، ولكنها تستخدم المقسوم المصري، واللغة المستخدمة فيها ليس لها معنى واحد بل معان عدة تحتمل تأويلات مختلفة، وتتغير من فترة لأخرى، ومن موقع لموقع.
في حين يرى نقاد إن تطور وسائل التكنولوجيا أسهمت في إنعاش وانتشار هذه الأغاني إلى حد انخراط الأطفال والبنات في هذا النوع من الفن، والذي يعده كثيرون ثورة في مجال حرية التعبير عن الرأي؛ لأنه ابن لغة متوارية تحمل مضامين أقرب للشفرات الدلالية التي يتلقاها منتجو تلك الأغاني والمستمعين لها فقط، بحسب مي عامر.
ونوهت الباحثة بأنه من الصعب وضع تعريف واضح لهذه الأغنيات، لأنها غير رسمية ولا تنتجها الدولة ولا يتم بثها عبر شبكات رسمية، وكذلك هي ليست أغاني شعبية، حيث إن هناك تراثاً شعبياً وحراس للهوية يرفضون توصيف هذه الأغاني بأنها شعبية، بينما ترى "عامر" أن التعريف الأمثل لهذا النوع هو "الأغنية الشائعة شعبياً".
وتابعت: "معظم منتجي وصانعي هذه الأغاني هم أشخاص يعيشون على هامش المركزية في المدن الكبرى مثل المطرية بالقاهرة؛ والدخيلة في الإسكندرية؛ ويتم إنتاج هذه الأغاني من خلال مجموعات من الشباب مختلفي المواهب، وليس بواسطة شخص واحد فقط، فالشرط الأساسي لها هو تكوين فريق.
واستشهدت مي خلال الندوة بمقولة ماركس "الفن السائد في المجتمع يكون نتيجة النمط الاقتصادي السائد"، وقياساً على تلك المقولة أكدت أن منتجي تلك الموسيقى ومستمعيها فئات مهمشة اجتماعياً، وليس لديها مهن مستقرة، لكنهم ليسوا مجرمين أو خارجين عن القانون.
وتنفي الباحثة دعوة أغاني المهرجانات للعنف، قائلة إن العنف والجريمة التي يتحدث عنها الفنانون تعد توصيف للواقع الذي يعيشون فيه، ولكن لا يوجد بلطجي أو شخص خارج عن القانون يغني هذا النوع من الفن.