"شيشة الأكسجين".. اختراع مصري لمكافحة التدخين
"شيشة الأكسجين" لها نفس الشكل التقليدي، لكنها تستغني عن مكونين؛ هما "المياه" الموجودة في النارجيلة التقليدية والفحم.
انتهى المخترع المصري محمد دويدار من تصميم النموذج الأولي لاختراعه "شيشة الأكسجين" تحت إشراف لجنة من أساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وذلك بهدف مكافحة التدخين باستخدام فكرة "الأثر النفسي".
وقال دويدار، الحاصل على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي المصرية، إن فكرة اختراعه تقوم على تدخين الأكسجين محملاً ببخار أعشاب نباتية، ترتكز في أساسها على ما قرأه في دراسة بريطانية من أن كثيرا من المدخنين لا يستمتعون بالتدخين إلا إذا اقترن برؤية الدخان يخرج من الأنف، وهو ما يوفره الاختراع، ولكن ببديل صحي.
وفي محاولة لتوفير هذه اللذة الخادعة، جاء اختراع " شيشة الأكسجين"، والذي يشرحه دويدار قائلا: "هو جهاز بسيط موجود داخل الشيشة لاستخلاص الأكسجين النقي من الهواء، ليمر عبر سخان كهربائي لتسخينه وتبخير مطحون أعشاب نباتية، مثل الروزميري والنعناع وغيرهما، والذي يوضع في مكان مخصص داخل الشيشة، ليصبح الهواء محملا ببخار الأعشاب النباتية، ويستنشقه المدخن بمجرد الضغط على زر في (مبسم الشيشة) والبدء في عملية التدخين".
وتأخذ هذه "الشيشة" الجديدة نفس الشكل التقليدي، لكنها تستغني عن مكونين؛ هما (المياه) الموجودة في النارجيلة التقليدية والفحم المسؤول عن إحراق التبغ، أما المياه فسبب الاستغناء عنها أن وظيفتها بالشيشة التقليدية تنقية دخان التبغ وتقليل أخطاره، وهو ما لا يحتاجه الاختراع، لأن مادة التدخين ليست التبغ، وأما الاستغناء عن الفحم فسببه أن طريقة "حرق" المكونات المستخدمة في التدخين مختلفة، بحسب دويدار.
ولتحويل هذا الاختراع من مجرد أوراق ورسم تفصيلي حصل به على البراءة من أكاديمية البحث العلمي إلى منتج حقيقي، أجرى دويدار تجارب عملية تحت إشراف أساتذة بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، لتصنيع نموذج أولي للاختراع، ومن ثم إنتاجه بعد ذلك على نطاق تجاري.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، قبل عامين، من الأخطار الصحية لتدخين الشيشة أو "النارجيلة" كما تسمى في بعض البلدان.
وقالت المنظمة، في وثيقة من 7 صفحات نشرت عبر موقعها الإلكتروني، إن "استخدام الشيشة لتدخين التبغ لا يعد بديلا آمنا لتدخين السجائر.. وبعكس التصورات القديمة والاعتقادات الشعبية، فإن الدخان المنبعث من (مبسم الشيشة) يحتوي على عدد من المواد السامة التي يعرف عنها تسببها في حدوث سرطان الرئة وأمراض اخرى".
وحذرت الوثيقة من أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ المطعم بطعم الفواكه، يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يُقضى في تدخين السجائر.
وكشفت الوثيقة عن أن الشخص المدخن للشيشة يمكنه في جلسة واحدة استنشاق كمية من الدخان تزيد 100 مرة عن دخان السيجارة.
من جانبه قال د. خالد عبدالعظيم، استشاري الطب النفسي بجامعة المنوفية، إن تلك الأخطار التي ذكرتها وثيقة منظمة الصحة العالمية، وذكرت في دراسات أخرى، لم تقنع قطاعا عريضا من المدخنين بالإقلاع، وهذا القطاع لن تُجدي معه "الشيشة الجديدة".
وفرّق عبدالعظيم بين نوعين من المدخنين؛ نوع ارتبط معه التدخين بأوقات معينة، مثلا وهو يفكر أو عندما تواجهه مشكلة، وهؤلاء يمكن أن تكون "الشيشة" الجديدة بديلا مناسبا لهم، أما النوع الآخر، هو الذي أصبحت (الشيشة) تمثل بالنسبة له اعتمادا كيميائيا فهو يدخن فقط من أجل مادة النيكوتين، وهؤلاء لن يُجدي معهم الاختراع الجديد.
وأضاف، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "هذه الفئة التي تعتمد على النيكوتين، ورغم صعوبة إقلاعها عن التدخين، فإن بعضهم يقلع لأسباب أسرية، مثل الخوف من تأثير دخان النيكوتين على أطفاله الصغار، وهؤلاء يمكن أن يكون الاختراع الجديد –أيضا- بديلا مناسبا لهم".
وتبقى هناك معايير يجب الالتزام بها بالنسبة للفئات التي ستقرر الاعتماد على الاختراع، يحددها عصام المغازي، الرئيس السابق لبرنامج مكافحة الدرن بوزارة الصحة المصرية، قائلاً: "إحدى مشاكل الشيشة الرئيسية والتي تجعلها من مسببات السل، هو انتقالها من شخص لآخر، ولا يفيد ذلك تغيير مبسم الشيشة (المكان الذي يضع فيه المدخن فمه)، لأن الفيروسات تكون قد توطنت في أجزاء الشيشة المختلفة".
وأشار المغازي إلى أن مراعاة البعد الأسري في الاختراع، بتوفير بديل آمن للتدخين المنزلي، قد يصطدم بحقيقة أن بعض الأشخاص لديهم حساسية من أي روائح، حتى لو كانت هذه الروائح طيبة، ومن ثم قد يكون الاستخدام الكثيف لهذا الاختراع في المنزل ليس في صالحهم ".