زائر جديد لبورصة مصر.. تاريخ "الشورت سيلينج" في البورصات العربية

آلية الشورت سيلنج تعتمد على اقتراض الأسهم بين المستثمرين بغرض بيعها في السوق ثم إعادة الشراء مستقبلا وردها إلى المالك الأصلي.

تسارع البورصات العربية في تفعيل أنشطة متخصصة جديدة لمواكبة الأسواق العالمية؛ حيث وصل قطار التطوير إلى محطة نشاط الاقتراض بغرض البيع، والمعروف عالمياً بـ"الشورت سيلنج".

ويقصد بآلية "الاقتراض بغرض البيع"، أو "الشورت سيلينج"، قيام المستثمر ببيع ما لا يملك من الأسهم بأخذ مراكز قصيرة الأجل، للاستفادة من فروق الأسعار، إذ يبيع المستثمر أوراقاً مالية مقترضة، على أمل أن ينخفض السعر ثم يتم شراء الأوراق المبيعة وإعادتها إلى مالكها.

بدأ الحديث في أسواق المال العربية قبل قرابة 10 سنوات أو ما يزيد على النية لتفعيل هذا النشاط، قبل أن تركل سوق أبوظبي للأوراق المالية ضربة البداية في 2015 بإتاحة الاقتراض بغرض البيع لفئة محددة أكثر احترافية تسمى صناع السوق، وبعد مرور عامين وتحديداً في أكتوبر/تشرين الأول 2017 تم توسيع قاعدة التعامل لتشمل مختلف المستثمرين وفقاً لضوابط محددة.

وفي أبريل/نيسان 2017 وافق مجلس إدارة هيئة الأوراق المالية والسلع لسوق دبي، على تطبيق آلية البيع على المكشوف المغطى بأسهم مقترضة.

وها هو الآن، أتاحت مصر هذا النشاط الجديد للمستثمرين، ومنحت حتى اليوم الثلاثاء تراخيص مزاولة الشورت سيلنج لعدد من شركات وساطة في الأوراق المالية، وانتهت من وضع القواعد المنظمة للنشاط.

•  بالصور.. مصر تتسلم أمانة اتحاد البورصات العربية لعام 2019
•  رئيس "سوق أبوظبي": نحرص على تفعيل قنوات التواصل مع البورصات العربية
  

فيما تتطلع السوق المالية السعودية "تداول" إلى تفعيل النشاط؛ حيث أعلن خالد الحصان، المدير التنفيذي لتداول، قبل عامين، وتحديداً في أبريل/نيسان 2017 أن هناك اتجاهاً لتفعيل الاقتراض بغرض البيع في السوق في إطار التطوير والانفتاح على الأسواق العالمية.

وما زالت العديد من البورصات العربية في حاجة إلى النظر لأهمية الشورت سيلنج كأحد الأنشطة التي تحظى باهتمام المستثمرين حول العالم.

 "العين الإخبارية" تقدم فى هذا التقرير شرحاً مبسطاً لآلية الشورت سيلنج.

 وهي عملية تقوم على قيام مستثمر يسمى "المقترض" باقتراض أسهم شركة ما مملوكة لمستثمر آخر يسمى "المُقرض"، بناء على توقعات المقترض بأن السهم سوف ينخفض مستقبلاً؛ حيث يقوم ببيع الأسهم في السوق وإعادة شرائها مرة أخرى ثم ردها إلى المُقرض الذي يرى أن الأسهم لن تنخفض ومن ثم يفضل إقراضها بدلاً من بيعها.

خلال هذه العملية، إذ تحققت رؤية المقترض بانخفاض سعر السهم، فسوف يحقق أرباحاً رأسمالية ناتجة عن الفارق بين سعر البيع والشراء مرة أخرى، والعكس صحيح في حالة ارتفاع سعر السهم؛ حيث سيشتري الأسهم مجدداً بسعر أعلى من سعر البيع.

في كل الأحوال يحقق المقرض عائداً يتمثل في المبلغ الذي يسدده المقترض مقابل اقتراض الأسهم.

وهناك نوعان من الشورت سيلنج؛ الأول: تطبقه البورصات العربية وهو الاقتراض بغرض البيع المغطى بأسهم التزاما بالقاعدة الفقهية التي تحرم بيع ما لا نملك، في حين تطبق البورصات بالبلدان غير الإسلامية النوع الآخر المتمثل في البيع على المكشوف أي غير المغطى بأسهم، وهو النوع الأكثر مخاطرة.

أيضاً هناك العديد من المزايا التي تحققها أسواق المال من آلية الشورت سيلنج، إذ يقول إيهاب السعيد، عضو مجلس إدارة البورصة المصرية، في تصريح لـ"العين الإخبارية" إن هذا النشاط يساعد على زيادة أحجام التداول وتنشيط السوق، من خلال إتاحة فرصة لبيع الأسهم ثم إعادة شرائها، وهو الأمر الذي لم يكن يتحقق إذا ظل مالك الأسهم يحتفظ بها دون إقراضها.

وشدد السعيد، على أهمية التزام االمستثمرين لحيطة والحذر عند التعامل بهذه الآلية، نظراً لارتفاع حدة المخاطر مقارنة بآلية التداول التقليدية؛ حيث يجب الاستناد إلى التحليلات الفنية والمالية عند تقدير قيمة السهم في المستقبل.

في مصر ومن أجل العمل على زيادة السيولة بسوق المال المصرية، منحت هيئة الرقابة المالية الموافقة على مزاولة عمليات اقتراض الأوراق المالية بغرض البيع - والمعروفة بـ"الشورت سيلنج" لشركات هي هيرميس للوساطة في الأوراق المالية، والمجموعة المالية للسمسرة في الأوراق المالية، والتجاري الدولي للسمسرة في الأوراق المالية، والعربي الأفريقي الدولي لتداول الأوراق المالية.

وذلك وفقاً "لأحكام قرارا الهيئة رقم (268) لسنة 2019 والصادر في فبراير/شباط الماضي، لتنظيم مزاولة عمليات اقتراض الأوراق المالية بغرض البيع.

وأشارت الهيئة، في بيان لها، الثلاثاء، إلى أن تلك الآلية تقضي بأن يقوم العميل باقتراض بعض الأسهم من عميل آخر وبيعها مقابل فائدة محددة للمقرض، ويتعهد المقترض بأن يرد الأسهم المقترضة خلال فترة محددة، من خلال إعادة شرائها مرة أخرى أو من خلال رصيد متاح، محققاً بذلك أرباحاً من فوارق أسعار البيع والشراء، وسبق للهيئة منح أول موافقة على مزاولة نشاط الشورت سيلنج في الأسبوع الماضي.