يقود العالم المصري محمد عطية، فريقا بحثيا بوكالة حماية البيئة الأمريكية، لتقييم البدائل المتاحة للمواد التي تعرف باسم مركبات "بير وبولي فلورو ألكيل" (PFAS)، أو كما تعرف باسم "المواد الأبدية".
وهذه المركبات هي مجموعة تضم أكثر من 10 آلاف مادة صناعية، وانتشرت في ثلاثينيات القرن الماضي، واكتسبت أهمية كبيرة لدخولها في العديد من الصناعات التي تدخل في مجالات الحياة، والمثال الأقرب والأشهر لها "أواني التيفال"، وذلك لصلابتها وقدرتها على مقاومة الحرارة والماء والزيت والبقع.
ويقول عطية لـ"العين الإخبارية": "بالرغم من أهميتها الصناعية، إلا أنها عندما تتسرب إلى البيئة بسبب كثافة استخدامها، يكون لها تداعيات شديدة السلبية، لأنها مركبات من الصعب تكسيرها وتحللها، لذاك تتراكم في التربة والمياه، مسببة أخطارا صحية كبيرة".
وبينما بدأت وكالات حماية البيئة حول العالم تلتفت لهذا الخطر، بالعمل على تحجيم استخدام تلك المواد رغم أهميتها الصناعية، كان لابد من العمل على التقييم البيئي لبدائلها، بالإضافة إلى تطوير طرق تقلل من تداعيتها السلبية على البيئة عند استخدامها، وهذا ما يقوم عليه د.عطية وفريقه البحثي.
ويوضح: "عمل فريقي البحثي يأخذ 3 مسارات، فنحن نعمل على إتاحة فلاتر يمكنها التقاط تلك المركبات لاستخدامها في معالجة المياه، ونعمل على طرق لتكسير تلك المركبات، وأخيرا، التقييم البيئي لبدائلها التي بدأت تطرح مؤخرا، وهو ما يساعد على سرعة اعتمادها وإعطاء الضوء الأخضر لاستخدامها في الصناعات".
ورغم التحرك العالمي في هذا الملف، يرى عطية أن الوعي بخطورة مركبات "بير وبولي فلورو ألكيل" (PFAS) في العالم العربي، لا يزال غير كافيا.
ويقول عطية: "هناك تحسن في الوعي على المستوى العربي، لكن لا يزال بحاجة إلى المزيد، وليس مطلوبا أن نبدأ من الصفر، حيث يوجد تراكمات من الأبحاث المنشورة على مستوى العالم، والتي يمكن البناء عليها".