الكاتب المصري شريف صالح: أرفض التعالي على القارئ في أعمالي
شريف صالح يعمل في مجال الصحافة الثقافية، وسبق له الفوز بعدة جوائز، منها جائزة مجلة دبي، والشارقة للإبداع العربي، وجائزة ساويرس.
أعرب الكاتب المصري شريف صالح عن سعادته بوصول مجموعته القصصية "مدن تأكل نفسها"، للقائمة القصيرة لجائزة "ملتقى القصة القصيرة" بالكويت، والتي تم إعلانها، الأحد.
ويعمل شريف صالح في مجال الصحافة الثقافية، وسبق له الفوز بعدة جوائز، منها جائزة مجلة دبي، والشارقة للإبداع العربي، وجائزة ساويرس، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من معهد النقد الفني بالقاهرة.
الكاتب المصري شريف صالح تحدث عن النقد الأدبي، وهل تلقى القصة القصيرة الاهتمام من جانب النقاد، وهل هي أصعب من كتابة الرواية، في سياق الحوار التالي..
- المجموعة التي وصلت لقائمة "جائزة الملتقى" تعالج موضوع العلاقة مع المدينة.. كيف رصدت عبرها التغيرات المجتمعية؟
الإنسان لا يُدمر الطبيعة حوله فقط، بل يُدمر معالم وعمارة مدنه، ويحولها إلى أطنان من الفوضى والعشوائية. فكل نصوص المجموعة تتضمن سخرية من الإنسان المُخرّب للحضارة التي شيدها يوما ما.
- هل توقعت وصول المجموعة للقائمة القصيرة؟
لا أشغل تفكيري بالوصول إلى الترشيحات، ولا حتى الفوز، فغالباً أقدم، وأحياناً الناشر نفسه من يبادر بتقديم العمل كما حدث مع مجموعتي، ولا أعرف ما الذي يمكن أن يضيفه الترشح، وربما الفوز يعطي ضوءاً أكبر على كتابتي، وهذا أهم من أي ضوء على الكاتب نفسه.
ـ هل عملت على أن تتسم قصتك بالتشويق.. وما هي أقرب قصص المجموعة إليك؟
لستُ "بيست سيلر"، ولا يعنيني مفهوم التشويق في معناه التجاري، وفي الوقت نفسه لا أميل إلى الغموض وأرفض التعالي على القارئ في كتاباتي.
أظن أن كثيرا من الرموز والتلميحات في النصوص واضحة وسهلة، واللغة إجمالا بسيطة جدا، أما عن القصة الأقرب لنفسي، فمن الصعب اختيار واحدة تمثلني، لكن بعضها وجد صدى أكبر لدى القراء مثل "مسمط الشيخ مسعد فتة"، و"مملكة الضحك"، و"عيد جميع المخلصين".
- لماذا هذا الاهتمام بالتحليل النفسي والجسدي لشخصياتك مجموعتك؟
مهما كانت خبرة الكاتب ومعرفته بقواعد وإرث الجنس الأدبي، تظل الكتابة على صفحة بيضاء، مثل معايشة الرسام أمام لوحة خالية.. ثمة حيرة من أين يبدأ، وما لون أول نقطة، وكيف سيمضي بهذا الخط أو ذاك.
فالمعايشة خلال عملية الكتابة هي التي تخلق الشخصيات وتعمق أبعادها، أو ربما تدفعك للتركيز على الحدث أكثر، وببساطة قد أبدأ النص بشخصية ثم فجأة أجد اسمها يأتي معها من دون أي تخطيط مسبق.
- إلى أي مدى يمكن للقصة القصيرة أن تستوفي المعاني التي يريد الكاتب من خلالها إيصال رسالته إلى القارئ.. وهل هي فن أصعب من الرواية؟
لا يوجد معنى جاهز في رأسي مثل خاتم الألماس وأبحث عن وضعه في "علبة" القصة القصيرة، فمعاني النص تولد معه، وأظن أن القصة القصيرة الجيدة أصعب من الرواية، لأنها لا تحتمل كلمة أو صورة في غير موضعها، أما الرواية فهي فن هجين قابل للحشو.
وبمعنى آخر، القصة القصيرة فن أكثر نقاء، وهذا لا يتيح الكثير من الحلول عند معالجتها، أما الرواية فأكثر مرونة في توفير حلول كتابة.
- اتجهت إلى الرواية مؤخراً.. لماذا الابتعاد عن القصة القصيرة؟
المهم بالنسبة لي أن أقدم للقارئ كتاباً جيداً، ولا يهمني تصنيفه، ولا تعنيني أية مقولات مع الاحترام لمروجيها، فالقصة ليست سهلة لأنها "قصيرة"، والرواية ليست عظيمة لأنها "طويلة"، وليس هناك ما تقوله رواية ولا تقدر قصة على قوله.
ولم أكن أتدرب وأُنمي عضلاتي طيلة 7 مجموعات كي أكون مستعدًا لكتابة رواية، إنما المسألة كلها أن لكل فن جماليات خاصة، ومحفزات تدفعني لكتابة النص كقصة أو رواية أو مسرحية، لكن تظل القصة أقرب لمزاجي الشخصي، بغض النظر هل نحن نعيش في زمن الرواية أم زمن "فيسبوك".
- هل لقيت القصة القصيرة جدا ما تستحق من اهتمام النقاد.. أم أنها ما زالت تصنع لنفسها قوانينها بعيدا عن النقاد؟
لا يوجد لدينا نقاد إلا حالات نادرة، مثل إبراهيم فتحي الذي توفاه الله مؤخراً.. لدينا أساتذة جامعات بالعشرات يقومون بتدريس مناهج ونظريات، ويعدون رسائل ماجستير ودكتوراه، وهذه مهنة لا علاقة لها بالنقد بالضرورة.
فليس كل مدرس جامعي ناقدا، وبالتالي فلا فن القصة القصيرة ولا الرواية ولا المسرح يجد مرافقة نقدية توازي حجم المُنتَج عربياً.
- الكتابة للأطفال أصعب بكثير من الكتابة للبالغين.. فأين تكمن هذه الصعوبة؟
أحب تجربتي المتواضعة في الكتابة للناشئة.. لا أعتبر نفسي محترفاً، لكنني سعدت جدًا بروايتي "سوشانا والحذاء الطائر"، وأولادي أحبوها جدا.
كما سعدت بترشح روايتي الـ2 "سرقة مخ أذكى رجل في العالم"، لجائزة شومان المرموقة، وما يهمني في التجربة هو توصيل العلم وأفكاره لأولادنا، لشعوري بالضعف الشديد في هذا الجانب، وأهم سبب لنجاح الكتابة للناشئة أن تستعيد طفولتك وأنت تكتب.
aXA6IDMuMTQ1LjU5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز